عودة مسلسل الاغتيالات المشؤوم الى لبنان
جفرا نيوز - مهدي مبارك عبد الله
في الوقت الذي يتطلع فيه اللبنانيون إلى أي بصيص من الأمل والتفاؤل بشأن عودة الزخم الدولي إلى ملف بلادهم ودفعه نحو الأفضل سواء من قبل الحلفاء العرب أو الأوروبيين وفي مقدمتهم فرنسا والتي يفترض أن يزور رئيسها إيمانويل ماكرون بيروت قريباً وما يعيشه لبنان من حرجة للغاية في ظل أوضاع اقتصادية عصيبة وجائحة تفتك بالشعب وتعطل في تشكيل الحكومة ويصاحب هذه الظروف مؤامرات يتعرض لها لبنان يومياً من قبل الموساد الإسرائيلي لتحويله إلى دولة فاشلة
جريمة اغتيال الناشط والناشر اللبناني لقمان (58 عاما) الذي يعمل مديرًا لمركز أمم للأبحاث والتوثيق مروعة ومدانة وقد جاءت في مرحلة صعبة وحساسة تنتقل فيها الأوضاع في معظم إرجاء لبنان من سيئ إلى أسوأ وقد زادها اغتيال الصحفي والناقد الشيعي المعارض لحزب الله " لقمان سليم " بعد اختفائه لساعات ثم العثور عليه مقتولاً في سيارته في جنوب لبنان صباح يوم 4 شباط 2021 بـ ( 5 طلقات نارية في الرأس وواحدة في الظهر ) وسط حالة من الصدمة حيث لا يحتمل لبنان صدمات جديدة تهدد بجره الى مستنقع القتل والعنف واستهداف الناشطين سيما وانه لم يخرج بعد من تداعيات الفراغ السياسي والاحتجاجات الشعبية بسبب الأزمات المتفاقمة وجائحة كورونا
هذا الاغتيال لم يكن مجرد اعتداء على فرد ( تحدث بشجاعة وعبّر عن آرائه على العلن ) بل كان هجوما منظما على مبادئ الديمقراطية وحرية التعبير والمشاركة المدنية حيث تمتد يد الغدر على الدوام لتسكت كل صوت حر مستقل وشجاع من دعاة قيام دولة القانون الحرة والسيادة والمستقلة في لبنان ولتعيد إلى الأذهان مسلسل الاغتيالات المشؤوم الذي استهدف شخصيات وطنية وقادة رأي
على سبيل المثال ( كامل مروة وكمال الحاج وسليم اللوزي ورياض طه ومصطفى جحا وسليم يموت ومهدي عامل وخليل نعوس وسهيل طويلة وحسين مروة وحكمت الأمين وميشيل سورا وسمير قصير وجبران تويني واغتيال المصور جو بيجاني المعروف بصور مرفأ بيروت، والعقيد الجمركي منير أبو رجيلي، ذي الصلة بالتحقيق في تفجير بيروت في أواخر العام الماضي ) وهو بالمحصلة النهائية هجوم على لبنان نفسه المخطوف برمته في ظل سطوة تحالف الميليشيا والمال والفساد وهذا التمادي وتوقع الإفلات من العقاب هو نتيجة أجهزة أمنية تابعة لدوائر معينة وقضاة إما مرتهنون أو خائفون
هذه الجريمة النكراء يجب أن لا تمر من دون محاسبة وأن لا يكون تهاون في متابعة التحقيقات فيها بشكل سريع وشفاف حتى النهاية لجلاء الحقيقة وبأسرع وقت ومن الضروري ألّا يتبع ذات نمط التحقيق في انفجار مرفأ بيروت الذي بقي حتى الساعة من غير حسم ويجب أن يعرف الناس الحقيقة والأفضل كما طالبت زوجة سليم مونيكا بورغمان وشقيقته رشا بإجراء بتحقيق دولي في ملابسات الجريمة لعدم ثقتهما بالقضاء والتحقيقات اللبنانية التي لم تصل في اي حادثة الى أي نتيجة
لقد أثارت حادثة الاغتيال حالة من الذهول والغضب عبر مواقع التواصل الاجتماعي ولم يحتج الناشطون بتسرعهم وقتا طويلا ً للربط بين الحادثة وحزب الله ليس فقط بسبب وقف الناشط الشيعي المعارض لحزب الله لكن أيضا نظرا لسلسلة الاغتيالات الطويلة المتهم فيها الحزب وقد تم إعادة تداول صور تظهر المنشورات التي رميت أمام منزل سليم والتي كانت تحتوي على عبارات تهديد وتخوين واضحة مثل ( المجد لكاتم الصوت وحزب الله شرف الأمة ولقمان سليم الخاين والعميل )
ورغم أصدار حزب الله بيان يدين فيه قتل الناشط السياسي لقمان سليم ويطالب الأجهزة القضائية والأمنية المختصة بالعمل سريعاً على كشف المرتكبين ومعاقبتهم ومكافحة الجرائم المتنقلة في أكثر من منطقة في لبنان وما يرافقها من استغلال سياسي وإعلامي على حساب الأمن والاستقرار الداخلي كما رد أتباع وأنصار الحزب على الاتهامات بأنهم ( لو أرادوا فعلاً قتله لقتلوه قبل سنوات وأنهم هم من تركوه يجول بينهم وفي مناطقهم دون أن يتعرضوا له وقد لاقت الجريمة استنكاراً واسعاً من قبل منظمات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي والمرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان في جنيف إضافة إلى أمريكا والعديد من الدول الأوربية والعالمية
اذا بعدما استفاق لبنان على هذه الجريمة البشعة فانه يحتاج عاجلا إلى إنهاء ثقافة الإفلات من العقاب والتي يتعرض في ظلها ناشطون ونقاد للقتل منذ عقود وهم يدافعون عن قيام دولة عادلة وديمقراطية ودون إحقاق العدالة أو محاسبة قَتلتهم حين حرمت أفرادا ومفكرين سياسيين شجعان من أبسط قواعد الحماية والأمن كما ينبغي إجراء هذا التحقيق بأعلى درجات الشفافية والحياد
الفقيد سليم شارك في تأسيس " دار الجديد " وهي مؤسسة نشر مستقلّة، مع شقيقته رشا كما مع زوجته المخرجة الألمانية مونيكا بورغمان كما ترأس منظمة غير حكومية باسم أمم للتوثيق تختصّ بإجراء الأبحاث والتوثيق ونشر التوعية حول الحرب الأهلية في لبنان لاستخلاص العِبر وتفادي العنف في المستقبل وقد نظم عدة مناظرات وعروض أفلام ومعارض في مقر المنظمة في معقل حزب الله في الضاحية الجنوبية
وقد أخبر أصدقاء وزملاؤه له في منظمة هيومن رايتس ووتش قبل اغتياله أنه تلقى مرارا تهديدات وواجه تخويفا من أشخاص بسبب عمله وآرائه وأن أشخاصا علقوا ملصقات تهديدية على سور بيته ومداخله في حارة حريك بالضاحية الجنوبية كما تجمعوا داخل حديقته يهتفون بعبارات التخوين والشتيمة له ولأسرته
يذكر قتل سليم بموجة الاغتيالات التي استهدفت سياسيين وصحفيين وناشطين بارزين كانوا من المنتقدين الصريحين لحزب الله والتأثير السوري في لبنان إثر اغتيال رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري في 2005 وقد أدانت المحكمة الدولية الخاص ة بلبنان المدعومة من الأمم المتحدة عضوا في حزب الله بتهمة التآمر لقتل الحريري في عمل وصفه القضاة بأنه إرهابي وله دوافع سياسية
لقد تزايدت الهجمات على حرية التعبير في لبنان بمعّل ينذر بالخطر خلال الأعوام القليلة الماضية، وتصاعدت في أعقاب التظاهرات في مختلف أنحاء البلاد التي انطلقت في 17 تشرين الأول 2019 حيث واجه الصحفيون والناشطون المنتقدون اعتداءات وتهديدات وتخويف غالبا كان في ظل قناعة المسؤولين عنها بالإفلات من العقاب
هذه الجريمة لا يجب أن تمر دون محاسبة كسابقاتها. يجب وقف مسلسل الاغتيالات واستهداف الناشطين، ووقف سياسة الإفلات من العقاب والقتل خارج نطاق القانون سيما مع تكرار الجرائم المشابهة أخيرًا دون ظهور أية نتائج للتحقيقات، كجريمة مقتل المصور "جوزف بجاني” والعقيد المتعاقد في الجمارك اللبنانية "منير أبو رجيليلما تحمله من دلالات خطيرة واتخاذ الإجراءات المناسبة وفي مقدّمتها فتح تحقيق فوري ومستقل وشفاف في جريمة الاغتيال، وكشف الجهات المتورطة وتقديمها للعدالة، بما يمنع تكرار هكذا نوع من الجرائم ويضع حدًا لسياسة الإفلات من العقاب
البعض من المحللين يرى بان هنالك حملة ممنهجة في توجيه أصابع الاتهام من قِبَل الكثر نحو حزب الله بعد دقائق من عملية الاغتِيال الإجرامية والمدانَة وقبل أن تبدأ التّحقيقات رغم الاشتباه بوجود بصمات للموساد الصهيوني الذي ارتكبت العديد من عمليات الاغتِيال لقادة المُقاومة اللبنانية والفِلسطينية بالتعاون مع صهاينة الداخل اللبناني من الخونة والجواسيس والعملاء للدفع بلبنان إلى حافة الهاوية من جديد خاصة وان لقمان عاش سنوات وسنوات في الضاحية الجنوبية وكان يمارس حقه بانتقاد حزب الله كيفما شاء، ولم يتعرض له أحدٌ بسوء خلال كل هذه السنوات وان هنالك من هو أكثر شراسه من لقمان سليم بانتقاداته منذ سنوات طويلة وهو صبحي الطفيلي المنشق عن الحزب وهناك ايضا علي الامين رجل دين شيعي كان من ضيوف تلفزيونات المعارضين لحزب الله ولم يمسه أحد من الحزب بسوء من السهل إطلاق الاتهامات الموجهة ضد الحزب وتشويه صورته كحركة مقاومه ضد عدو آلامة وعلينا ألا ننسي كم دفعت امريكا عشرات الملايين فقط لتشويه الحزب
من الواضح جدا ان قتل لقمان سوف يخلق فتنة في لبنان لان الاتهام سوف ينصب مسبقا على حزب الله وربِما كان يجب التريث والتحلّي بالحكمة قبل اتهام هذه الجهة أو تلك لأهدافٍ سياسيٍة محضة تَصب في نِهاية المطاف في توتير الوضع في لبنان خدمةً لمصلحة الأطراف التي تريد زعزعة أمنه واستِقراره ومن ثم دماره
ليس ترويجا لنظرية المؤامرة ولا دفاعا عن حزب الله ولسنا نخن مختصين بإصدار شهادات بتبرئة هذا الطرف أو إدانة ذاك ولكن وحسب الوقائع المتكررة منذ أوائل السّبعينات من القرن الماضي لماذا لا تكون إسرائيل وأجهزتها الأمنية هي من نفذ عملية الاغتيال هذه بهدف خلط الأوراق وإحياء الفتنة وتعطيل الحياة و السعي لإشعال فتيل الحرب الأهلية اللبنانيّة مجددا في لبنان
وأخيرا أي كان القاتل الخفي نقول له يمكنك قتل صحافي ولكن لا يمكنك قتل رسالته ويمكنك تكميم أفواه الإعلام ولكن لا يمكنك إسكات الحقيقة وحرية التعبير فهي كالشمس ساطعة لا يحجب نورها غربال
mahdimubarak@gmail.com
في الوقت الذي يتطلع فيه اللبنانيون إلى أي بصيص من الأمل والتفاؤل بشأن عودة الزخم الدولي إلى ملف بلادهم ودفعه نحو الأفضل سواء من قبل الحلفاء العرب أو الأوروبيين وفي مقدمتهم فرنسا والتي يفترض أن يزور رئيسها إيمانويل ماكرون بيروت قريباً وما يعيشه لبنان من حرجة للغاية في ظل أوضاع اقتصادية عصيبة وجائحة تفتك بالشعب وتعطل في تشكيل الحكومة ويصاحب هذه الظروف مؤامرات يتعرض لها لبنان يومياً من قبل الموساد الإسرائيلي لتحويله إلى دولة فاشلة
جريمة اغتيال الناشط والناشر اللبناني لقمان (58 عاما) الذي يعمل مديرًا لمركز أمم للأبحاث والتوثيق مروعة ومدانة وقد جاءت في مرحلة صعبة وحساسة تنتقل فيها الأوضاع في معظم إرجاء لبنان من سيئ إلى أسوأ وقد زادها اغتيال الصحفي والناقد الشيعي المعارض لحزب الله " لقمان سليم " بعد اختفائه لساعات ثم العثور عليه مقتولاً في سيارته في جنوب لبنان صباح يوم 4 شباط 2021 بـ ( 5 طلقات نارية في الرأس وواحدة في الظهر ) وسط حالة من الصدمة حيث لا يحتمل لبنان صدمات جديدة تهدد بجره الى مستنقع القتل والعنف واستهداف الناشطين سيما وانه لم يخرج بعد من تداعيات الفراغ السياسي والاحتجاجات الشعبية بسبب الأزمات المتفاقمة وجائحة كورونا
هذا الاغتيال لم يكن مجرد اعتداء على فرد ( تحدث بشجاعة وعبّر عن آرائه على العلن ) بل كان هجوما منظما على مبادئ الديمقراطية وحرية التعبير والمشاركة المدنية حيث تمتد يد الغدر على الدوام لتسكت كل صوت حر مستقل وشجاع من دعاة قيام دولة القانون الحرة والسيادة والمستقلة في لبنان ولتعيد إلى الأذهان مسلسل الاغتيالات المشؤوم الذي استهدف شخصيات وطنية وقادة رأي
على سبيل المثال ( كامل مروة وكمال الحاج وسليم اللوزي ورياض طه ومصطفى جحا وسليم يموت ومهدي عامل وخليل نعوس وسهيل طويلة وحسين مروة وحكمت الأمين وميشيل سورا وسمير قصير وجبران تويني واغتيال المصور جو بيجاني المعروف بصور مرفأ بيروت، والعقيد الجمركي منير أبو رجيلي، ذي الصلة بالتحقيق في تفجير بيروت في أواخر العام الماضي ) وهو بالمحصلة النهائية هجوم على لبنان نفسه المخطوف برمته في ظل سطوة تحالف الميليشيا والمال والفساد وهذا التمادي وتوقع الإفلات من العقاب هو نتيجة أجهزة أمنية تابعة لدوائر معينة وقضاة إما مرتهنون أو خائفون
هذه الجريمة النكراء يجب أن لا تمر من دون محاسبة وأن لا يكون تهاون في متابعة التحقيقات فيها بشكل سريع وشفاف حتى النهاية لجلاء الحقيقة وبأسرع وقت ومن الضروري ألّا يتبع ذات نمط التحقيق في انفجار مرفأ بيروت الذي بقي حتى الساعة من غير حسم ويجب أن يعرف الناس الحقيقة والأفضل كما طالبت زوجة سليم مونيكا بورغمان وشقيقته رشا بإجراء بتحقيق دولي في ملابسات الجريمة لعدم ثقتهما بالقضاء والتحقيقات اللبنانية التي لم تصل في اي حادثة الى أي نتيجة
لقد أثارت حادثة الاغتيال حالة من الذهول والغضب عبر مواقع التواصل الاجتماعي ولم يحتج الناشطون بتسرعهم وقتا طويلا ً للربط بين الحادثة وحزب الله ليس فقط بسبب وقف الناشط الشيعي المعارض لحزب الله لكن أيضا نظرا لسلسلة الاغتيالات الطويلة المتهم فيها الحزب وقد تم إعادة تداول صور تظهر المنشورات التي رميت أمام منزل سليم والتي كانت تحتوي على عبارات تهديد وتخوين واضحة مثل ( المجد لكاتم الصوت وحزب الله شرف الأمة ولقمان سليم الخاين والعميل )
ورغم أصدار حزب الله بيان يدين فيه قتل الناشط السياسي لقمان سليم ويطالب الأجهزة القضائية والأمنية المختصة بالعمل سريعاً على كشف المرتكبين ومعاقبتهم ومكافحة الجرائم المتنقلة في أكثر من منطقة في لبنان وما يرافقها من استغلال سياسي وإعلامي على حساب الأمن والاستقرار الداخلي كما رد أتباع وأنصار الحزب على الاتهامات بأنهم ( لو أرادوا فعلاً قتله لقتلوه قبل سنوات وأنهم هم من تركوه يجول بينهم وفي مناطقهم دون أن يتعرضوا له وقد لاقت الجريمة استنكاراً واسعاً من قبل منظمات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي والمرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان في جنيف إضافة إلى أمريكا والعديد من الدول الأوربية والعالمية
اذا بعدما استفاق لبنان على هذه الجريمة البشعة فانه يحتاج عاجلا إلى إنهاء ثقافة الإفلات من العقاب والتي يتعرض في ظلها ناشطون ونقاد للقتل منذ عقود وهم يدافعون عن قيام دولة عادلة وديمقراطية ودون إحقاق العدالة أو محاسبة قَتلتهم حين حرمت أفرادا ومفكرين سياسيين شجعان من أبسط قواعد الحماية والأمن كما ينبغي إجراء هذا التحقيق بأعلى درجات الشفافية والحياد
الفقيد سليم شارك في تأسيس " دار الجديد " وهي مؤسسة نشر مستقلّة، مع شقيقته رشا كما مع زوجته المخرجة الألمانية مونيكا بورغمان كما ترأس منظمة غير حكومية باسم أمم للتوثيق تختصّ بإجراء الأبحاث والتوثيق ونشر التوعية حول الحرب الأهلية في لبنان لاستخلاص العِبر وتفادي العنف في المستقبل وقد نظم عدة مناظرات وعروض أفلام ومعارض في مقر المنظمة في معقل حزب الله في الضاحية الجنوبية
وقد أخبر أصدقاء وزملاؤه له في منظمة هيومن رايتس ووتش قبل اغتياله أنه تلقى مرارا تهديدات وواجه تخويفا من أشخاص بسبب عمله وآرائه وأن أشخاصا علقوا ملصقات تهديدية على سور بيته ومداخله في حارة حريك بالضاحية الجنوبية كما تجمعوا داخل حديقته يهتفون بعبارات التخوين والشتيمة له ولأسرته
يذكر قتل سليم بموجة الاغتيالات التي استهدفت سياسيين وصحفيين وناشطين بارزين كانوا من المنتقدين الصريحين لحزب الله والتأثير السوري في لبنان إثر اغتيال رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري في 2005 وقد أدانت المحكمة الدولية الخاص ة بلبنان المدعومة من الأمم المتحدة عضوا في حزب الله بتهمة التآمر لقتل الحريري في عمل وصفه القضاة بأنه إرهابي وله دوافع سياسية
لقد تزايدت الهجمات على حرية التعبير في لبنان بمعّل ينذر بالخطر خلال الأعوام القليلة الماضية، وتصاعدت في أعقاب التظاهرات في مختلف أنحاء البلاد التي انطلقت في 17 تشرين الأول 2019 حيث واجه الصحفيون والناشطون المنتقدون اعتداءات وتهديدات وتخويف غالبا كان في ظل قناعة المسؤولين عنها بالإفلات من العقاب
هذه الجريمة لا يجب أن تمر دون محاسبة كسابقاتها. يجب وقف مسلسل الاغتيالات واستهداف الناشطين، ووقف سياسة الإفلات من العقاب والقتل خارج نطاق القانون سيما مع تكرار الجرائم المشابهة أخيرًا دون ظهور أية نتائج للتحقيقات، كجريمة مقتل المصور "جوزف بجاني” والعقيد المتعاقد في الجمارك اللبنانية "منير أبو رجيليلما تحمله من دلالات خطيرة واتخاذ الإجراءات المناسبة وفي مقدّمتها فتح تحقيق فوري ومستقل وشفاف في جريمة الاغتيال، وكشف الجهات المتورطة وتقديمها للعدالة، بما يمنع تكرار هكذا نوع من الجرائم ويضع حدًا لسياسة الإفلات من العقاب
البعض من المحللين يرى بان هنالك حملة ممنهجة في توجيه أصابع الاتهام من قِبَل الكثر نحو حزب الله بعد دقائق من عملية الاغتِيال الإجرامية والمدانَة وقبل أن تبدأ التّحقيقات رغم الاشتباه بوجود بصمات للموساد الصهيوني الذي ارتكبت العديد من عمليات الاغتِيال لقادة المُقاومة اللبنانية والفِلسطينية بالتعاون مع صهاينة الداخل اللبناني من الخونة والجواسيس والعملاء للدفع بلبنان إلى حافة الهاوية من جديد خاصة وان لقمان عاش سنوات وسنوات في الضاحية الجنوبية وكان يمارس حقه بانتقاد حزب الله كيفما شاء، ولم يتعرض له أحدٌ بسوء خلال كل هذه السنوات وان هنالك من هو أكثر شراسه من لقمان سليم بانتقاداته منذ سنوات طويلة وهو صبحي الطفيلي المنشق عن الحزب وهناك ايضا علي الامين رجل دين شيعي كان من ضيوف تلفزيونات المعارضين لحزب الله ولم يمسه أحد من الحزب بسوء من السهل إطلاق الاتهامات الموجهة ضد الحزب وتشويه صورته كحركة مقاومه ضد عدو آلامة وعلينا ألا ننسي كم دفعت امريكا عشرات الملايين فقط لتشويه الحزب
من الواضح جدا ان قتل لقمان سوف يخلق فتنة في لبنان لان الاتهام سوف ينصب مسبقا على حزب الله وربِما كان يجب التريث والتحلّي بالحكمة قبل اتهام هذه الجهة أو تلك لأهدافٍ سياسيٍة محضة تَصب في نِهاية المطاف في توتير الوضع في لبنان خدمةً لمصلحة الأطراف التي تريد زعزعة أمنه واستِقراره ومن ثم دماره
ليس ترويجا لنظرية المؤامرة ولا دفاعا عن حزب الله ولسنا نخن مختصين بإصدار شهادات بتبرئة هذا الطرف أو إدانة ذاك ولكن وحسب الوقائع المتكررة منذ أوائل السّبعينات من القرن الماضي لماذا لا تكون إسرائيل وأجهزتها الأمنية هي من نفذ عملية الاغتيال هذه بهدف خلط الأوراق وإحياء الفتنة وتعطيل الحياة و السعي لإشعال فتيل الحرب الأهلية اللبنانيّة مجددا في لبنان
وأخيرا أي كان القاتل الخفي نقول له يمكنك قتل صحافي ولكن لا يمكنك قتل رسالته ويمكنك تكميم أفواه الإعلام ولكن لا يمكنك إسكات الحقيقة وحرية التعبير فهي كالشمس ساطعة لا يحجب نورها غربال
mahdimubarak@gmail.com