القيود الفرنسية تقلص عدد المسافرين جوا إلى النصف في أسبوع
جفرا نيوز - قال جان بابتيست دجباري وزير النقل الفرنسي "إن القيود التي فرضتها فرنسا على الحدود للحد من انتشار فيروس كورونا أدت إلى خفض أعداد المسافرين جوا إلى النصف في الأسبوع الماضي"، مدافعا عن تجنب الحكومة فرض عزل عام جديد.
وبحسب "رويترز"، قاومت الحكومة الفرنسية حتى الآن دعوات من خبراء في الصحة لفرض عزل عام ثالث، بهدف كبح ارتفاع معدلات الإصابة، من خلال فرض حظر تجول ليلي وقيود على الأنشطة الترفيهية وقواعد أكثر صرامة على السفر إلى الخارج. وحظرت فرنسا منذ نحو أسبوع السفر غير الضروري من مناطق خارج الاتحاد الأوروبي وإليها، وكذلك إلى أقاليم ما وراء البحار الفرنسية.
وقال الوزير الفرنسي لقناة "إل. سي. آي" الإخبارية "هذا بدأ يؤدي إلى نتائج، حيث انخفض عدد المسافرين إلى النصف مقارنة بالأسبوع السابق".
وأضاف أن "الإجراءات الحدودية ستظل سارية حتى نهاية شباط (فبراير) على الأقل.
وعلى الرغم من تراجع الضغط على المستشفيات الفرنسية بشكل طفيف فقد ظل مستوى الإصابات اليومية الجديدة ثابتا نسبيا فوق 20 ألف حالة منذ الشهر الماضي. ويخشى الأطباء من ازدياد ذلك مع انتشار مزيد من متغيرات فيروس كورونا القابلة للانتقال بشكل أكبر.
وفي ساحة البندقية الإيطالية التي يلفها ضباب سميك يتجول أزواج تنكروا بلباس نبلاء من هذه المدينة، فيما يتقاذف أطفال كريات الورق الملون، فالكرنفال انطلق بنسخة افتراضية بجزء كبير منها ومن دون حشود السياح الاعتياديين تماشيا مع مستلزمات زمن كورونا.
وبحسب "الفرنسية"، تقول كيارا راجاتزون "47 عاما"، "الأمر سريالي فعلا، ما يلفتني خصوصا هو الصمت. فخلال الكرنفال تصدح الموسيقى على الدوام والناس يستمتعون بوقتهم، لكن البندقية عندما يلفها الضباب تبقى مكانا ساحرا".
وقد أتت هذه المرأة مع زوجها جيزولو من مسافة 50 كيلو مترا تقريبا. ومع أن منطقة فينيتسيا باتت مصنفة صفراء أي أن خطر انتقال عدوى فيروس كورونا فيها بات معتدلا، إلا أنه لا يمكن للسكان التنقل خارج منطقتهم.
على بعد خطوات قليلة من ساحة القديس مرقس، ينشط حميد صديقي "63 عاما" في صنع قناع للكرنفال، فهو يقولبه وينحته ويبرده بدقة بحركات سريعة ومتقنة جدا.
في مشغل متجره تتكدس الأقنعة المصنوعة من الورق والدانتيل والحديد والمزينة ببلورات شواروفسكي من دون أن تجد من يشتريها. فمنذ بدء الجائحة تراجعت إيراداته بنسبة 70 في المائة بسبب غياب السياح الأجانب الذين يشكلون العدد الأكبر من زبائنه.
ويقول الحرفي "لقد أغرمت بالأقنعة وأنا أصنعها منذ 35 عاما، لكن الوضع مأسوي الآن، لم أبع سوى اثنين منها في إطار الكرنفال".
قبل الجائحة كان الكرنفال يدر نحو 70 مليون يورو ينفقها 567 ألف سائح بشكل وسطي وفق أرقام بلدية البندقية.
ويرتدي نحو 39 حرفيا مقنعين مشالح سوداء طويلة ويقفون في صمت "ليذكّروا العالم بوجودهم، وأنهم لا يزالون صامدين".
ومن أجل حث سكان المدينة على مواصلة تقليد الكرنفال أطلقت جمعية حرفيي البندقية حملة مرفقة بحسومات بعنوان "كرنفال البندقية بالقناع و...الكمامة".
وقال جاني دي كيتشي مدير الجمعية "خلو البندقية من السياح يشكل فرصة لأبنائها ليعيدوا اكتشاف مدينتهم".
وأضاف "في الأعوام الـ25 الأخيرة ألقت السياحة الكثيفة بثقلها على النسيج الاجتماعي الاقتصادي في وسط البندقية، وبطريقة أدت إلى انحراف في طبيعة الكرنفال".
ويقول بيتر الطبيب النمساوي البالغ الـ65 وهو من السياح الأجانب القلائل في المدينة "لقد توقفنا عن المجيء أنا وزوجتي، بسبب العدد الكبير من الناس. أما الآن فالمدينة خالية وهذا غير مسبوق. وكان هذا الوقت المناسب للمجيء مع الجائحة، فالمدينة سبق أن عرفت الطاعون والكوليرا في الماضي، والأمر يذكّر بفيلم "الموت في البندقية" من إخراج لوكينو فيسكونتي".
منطقة البندقية التي اضطرت إلى اختصار احتفالات الكرنفال عند بدء انتشار الوباء في شباط (فبراير) من العام الماضي، تعول هذا العام على مقاطع مصورة تبث عبر الإنترنت، وتظهر أبناء المدينة وهم متنكرون.
وقال سيمونه فينتوريني مستشار الشؤون السياحية في المدينة "هذه طريقة لتنشيط الروابط التي تجمعنا بملايين الأشخاص الذين يعشقون البندقية".
من بين المشاهد المصورة هذه رقصة مرتجلة على جسر ريالتو أدتها مجموعة من الشغوفين بالكرنفال مع ملابس باروكية.