طوبى لكافل اليتيم.. وفاء الملك لنهج الراحل الحسين

جفرا نيوز- وفياً أصيلاً من نسل كريم، سائراً على تعاليم الإسلام السمح ونهج الهواشم في ترسيخ القيم النبيلة وعلى رأسها كفالة الأيتام والإحسان لهم، كان جلالة الملك عبد الله الثاني يعبر عن إرث الملوك الأصيل في الوفاء، فجاء الوفاء للراحل الحسين بأن أمضى جلالته ترافقه جلالة الملكة رانيا العبد الله ظهيرة أمس، بين أبنائه وبناته من أطفال مؤسسة الحسين الاجتماعية لرعاية الأيتام، في مكان عزيز على قلبه وعلى قلب والده الحسين.

وبعيداً عن الكاميرات أو الصحفيين، اطمأن جلالة الملك على الأطفال والأمهات المقيمات والمربيات في المؤسسة، في وفاء لنهج الراحل الحسين حيث زارها العام 1997 في ذروة مرضه، إلا أنه كان حريصاً رحمه الله على الاطمئنان عليهم، في رسالة سامية المعاني بأن الأيتام في عيون الهاشميين وفي صميم أولوياتهم.

جلالة الملك عبد الله كان أيضاً قد زار المؤسسة مرات عديدة، مستذكراً زيارته في عام 2015 ولقاءه بالطفل أحمد آنذاك، ومتسائلاً عن الأطفال وأحوالهم بعد مغادرتهم المؤسسة، لترتسم على وجوه الأطفال فرحة بريئة وهم يلتقون بسيد البلاد الذي اختار لقاءهم في يوم الوفاء للحسين، مستمعاً ومطلاً على مواهبهم حيث تلا الطفل نور ما يحفظه من آيات من الذكر الحكيم، أما آية فعرضت قصيدة، بينما قدم يزيد لوحة فنية من رسومات أطفال المؤسسة.

إنها مبادرة تبعث على السرور والفرح وتعكس كم أننا في الأردن أسرة واحدة، فكانت جلالة الملكة رانيا العبدالله قد افتتحت في عام 2000، نظام المشاريع الأسرية في المؤسسة، لتوفير بيئة مناسبة للأطفال، وزيادة الطاقة الاستيعابية، استكمالاً لمسيرة التطوير وتحسين مستوى الرعاية والخدمات التي تقدمها مؤسسة الحسين الاجتماعية لرعاية الأيتام.

وهي ليست بالمبادرة الأولى فجلالة الملك وجلالة الملكة دأبا على مشاركة الأيتام الإفطار في شهر رمضان المبارك، وكان آخرها في ظل جائحة كورونا العام الماضي عبر تقنية الاتصال المرئي، حيث كانا حريصين على سلامة وصحة الأيتام.

هي رسالة ملكية لتعظيم قيم الخير التي نادى بها الإسلام الحنيف في التكافل والتراحم، حيث تسنى للأطفال الأيتام العيش بأجواء من الفرح والسرور مع الملك والملكة، ليجسد هذا التواصل مدى شعور القائد بأبناء شعبه، وهو ما يدفعنا جميعاً لتعظيم هذه القيم النبيلة، وهي رسالة تدلل أيضاً على مدى اهتمام جلالة الملك بسير تطور عمل المركز رغم عديد التحديات.

إنّ السرور الذي دخل على قلوب الأيتام وهم يرون القائد يتلمّس احتياجاتهم، إنما هي رسالة تترجم المعنى الحقيقي للقيادة التي تتفقد كل هموم أبناء شعبها، فطوبى لمن يكفل اليتيم، ممتثلاً لرسالة القرآن الخالدة وسُنة النبي العربي الهاشمي الأمين، وصدق رسول الله إذ يقول في الحديث النبوي الشريف: «أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا، وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما». صدق رسول الله.