جفرا نيوز- الإعلامي العميد المتقاعد هاشم المجالي .

بعد براءة من كان بالإمكان أن يكون عيناً بمجلس الأعيان او كان يمكن أن يكون وزيراً بحكومة ما ، هو من كان يفتتح المشروعات الخيرية تحت مسمى توزيع مساعدات للفقراء ، وهو من كان يتبرع من المال الحرام الذي جناه تحت مسمى الصدقات جارية ، وهو من كان يصفق له  اصحابين الكروش والبدلات ، وكان محامينه من اصحابين المعالي و السعادة ، وضيوفة من مضيفات الملاهي الليلة المستوردين من روسيا واوكرانيا ، ومعزبينة من اصحاب الدولة والمعالي والسعادة .

   وبعد أن كشف المستور والحقائق وتم اعادته من الخارج و حبسه لتهدئة الشارع والمجتمع الأردني ، ولكن كلنا يعرف أن الذين وعدوه وشاركوه الخمر والليالي الحمراء ، وسهلوا له  الإجرام وارتشوا منه خمرا مضروبا ودخانا مزورا ولمعوه اعلاميا حيث صار زبانيته الإعلاميون يظهرون على تلفزيوننا الوطني في برامج يعلموننا  فيها دروس عن النزاهة والأمانة والشرف والكرامة  ، المتنفذون الذين وعدونه بأن يخرجوه بالكفالة اولا  ثم يُحَصلون له البراءة ثانيا في حال أن صمت عنهم وستر عيبهم ، لقد صدقوا وعدهم وعهدهم معه ،  وطززوا كل مفاهيم القيم والأخلاق الدينية و الشعبية  ، واثبتوا ان هناك مصداقية وتعاون بين الأشرار والفاسدين ، وانها إنعدمت ما بين الأخيار والوطنيين .

 الشعب الذي فرِح بتحقيق اول درجة على سلم مكافحة الفساد،  ولكن يا للأسف أن هذه الدرجة كانت باتجاه الأسفل و مكسورة حتى تسقطنا في ظلام الهاوية   ..

اهديكم هذه القصة الحقيقية ومفاهيمها ...

  

لقد حدث أنه خلال عملية سطو في مدينة نيويورك صرخ اللص موجها كلامه الى الموظفين الموجودين داخل البنك :

لا تتحركوا فالمال ملك الدولة وحياتكم ملك لكم .فأستلقى الجميع على الأرض بكل هدوء ..

" (وهذا ما يسمى بمفهوم تغيير التفكير) "

وعندما انتهى اللصوص من السرقة قال اللص الأصغر والذي يحمل شهادة جامعية لزعيم اللصوص وكان أكبرهم سنا وهو خريج الدراسة الابتدائية :يا زعيم دعنا نحصي كم من الأموال أخذنا. قام الزعيم بنهره وقال له : أنت غبي ؟! هذه كمية كبيرة من الأموال وتأخذ منا وقتا طويلا لعدها ، الليلة سوف نعرف من نشرات الأخبار كم سرقنا من الأموال !!

"(وهذا ما يسمى بمفهوم الخبرة )"

في هذه الايام الخبرة اكثر اهمية من المؤهلات الورقية ،بعد أن غادر اللصوص البنك ، قال مدير البنك لمدير الفرع : اتصل بالشرطة بسرعة ، ولكن مدير الفرع قال له : إنتظر دعنا نأخذ 10 ملايين دولار ونحتفظ بها لأنفسنا ونضيفها الى ال 70 مليون دولار اللتي قمنا بأختلاسها سابقا !!

" (وهذا يسمى بمفهوم السباحة مع التيار وتحويل الوضع لصالحك) "

قال مدير البنك : اذن سيكون الأمر رائعا اذا كان هناك سرقة كل شهر ...

"( وهذا ما يسمى بمفهوم  بالتمادي) "

وفي اليوم التالي ذكرت وكالات الأخبار ان 100 مليون دولار تمت سرقتها من البنك !!

قام اللصوص بعد النقود المرة تلو المرة ، وفي كل مرة كانوا يجدوا ان المبلغ هو 20 مليون دولار فقط ، غضب اللصوص كثيرا وقالوا نحن خاطرنا بحياتنا من أجل 20 مليون دولار ومدير البنك حصل على 80 مليون دولار من دون أن تتسخ ملابسه يبدو ان من الافضل ان تكون متعلما بدلا من ان تكون لصا ......

" (وهذا ما يسمى بمفهوم المعرفة تساوي قيمتها ذهبا)

كان مدير البنك يبتسم سعيدا لانه اصبح مليونيراً وجميع خسائره في البورصة تم تغطيتها بهذه السرقة .

" (وهذا ما يسمى بمفهوم  اقتناص الفرصة) "

فاللصوص الحقيقيون هم غالبا من الفقراء او المرضى النفسيين ولكن بوطني تغيرت المعادلة وصاروا من  ذوي المناصب العليا 

ولكنهم لصوص بمسميات وألقاب فخيمة  ".

(وهذا مفهوم حال الوطن 

وعظم الله اجركم يا وطن