الشباب في عيد الملك ومئوية الدولة الاردنية

جفرا نيوز - عمر حربي العشوش

لا يكاد يخلو خطاب أو حديث لجلالته إلا ويتناول فيه الشباب باعتبارهم العمق الاستراتيجي للدولة الأردنية وأهم عنصر بشري وحيوي في المجتمع الأردني، وهم أحد معاول البناء والإنجاز للنهوض بالمجتمع، ودفع مسيرة التنمية الشاملة بإبعادها المختلفة، وهو ما يلقي عليهم مسؤوليات جساماً تضعهم على طريق التحدي فضلا أنهم الشريحة السكانية الأوسع وحيث تصل نسبة الشباب فيه إلى ما دون سن الثلاثين حوالي 73% من أجمالي السكان، في الوقت الذي تعاني فيه الأردن شح في الموارد وقلة الإمكانات ، لذا فقد جاء الاهتمام الملكي بكل وضوح وجلاء مدركا ما لشباب الوطن من أهمية بالغة في بنائه والرقي به إلى التحديث والعصرنة ، و كانت توجيهات جلالته دائما تعبر بكل وضوح أن الارتقاء بالشباب من ثوابت النهج السياسي الملكي ومرتكزا في الخطاب السامي ومحورا أساسيا في كتب التكليف السامي للحكومات المتعاقبة ، ومن هنا فقد استندت رؤية جلالته إلى إطار مؤسسي واضح يقوم على الثقة بقدرتهم على التغيير وتحمل المسؤولية وصناعة المستقبل الذي هم طاقته الحيوية ، وهم أدواته وهدفه النهائي ، تحقيقا لإثبات قدرتهم على التغيير الايجابي والتنمية الشاملة .

ومنذ أن تولى جلالته سلطاته الدستورية وضع الشباب على سلم الالولويات الوطنية قائلا ''ولأن الشباب هم مستقبل الأردن فإننا نؤكد على الاستمرار في رعايتهم وفتح المجال أمام طاقاتهم وإمكانياتهم لتعزيز مشاركتهم في الحياة العامة، وتمكينهم من المساهمة في بناء وطنهم''. ويحرص جلالة الملك على عقد لقاءات متكررة مع شباب الوطن في إطار حثهم على المساهمة في صناعة التغيير نحو الأفضل وتحديد أهدافهم بأنفسهم ، وجسدت المكارم الملكية والاهتمام والمتابعة بالشباب محط أنظار العالم و خصوصا في ظل واقع نجاح وحصاد الثمار الوفيرة للتجربة الأردنية في الأخذ بيد الشباب ودعمهم بكل السبل والوسائل وتمكين الشباب من قيادة المستقبل وفهم القضايا والتحديات العامة ونقلهم من مقاعد المشاهدين إلى مقاعد المشاركين في جهود التنمية الوطنية في أبعادها المختلفة وهو ما دفع بالوطن للتقدم في شتى المجالات ، وحيث شكلت الأوراق النقاشية الملكية نبراس لرؤية قائد ملهم و برنامج وخارطة طريق لبناء الدولة الأردنية النموذج القائمة على مفاهيم الديمقراطية وسيادة القانون والعدالة وتكأفو الفرص واحترام الحريات والحاكمية الرشيدة وحقوق الإنسان وتقبل الآخر وتكريس مفهوم الوسطية وصولا الى بيئة داعمة لبناء الإنسان فكرا وحضارة وعملا .

وعمل جلالته على توفير مناخات داعمة لخلق الديمقراطية للشباب وإفساح المجال للتعبير عن الرأي والرأي الأخر وطرح الهموم والتحديات بكل شفافية ومسؤولية ودعم التنمية السياسية والإصلاح الديمقراطي والمشاركة في الأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني وتعزيز دعم العمل التطوعي والمبادرات الشبابية ودعم جلالته الشباب من خلال إيجاد مبادرات لحل مشكلة الفقر والقضاء على البطالة وتأمين حياه كريمة للشباب الأردني وإعطائهم مساحة أكبر وتحفيزهم على العمل المخلص المنتمي وإنتاج جيل واع ومنتج مسلح بالعلم والمعرفة وتعزيز بيئة ريادة الأعمال والحواضن الإبداعية والتشغيل وما برامج صندوق الملك عبد الله الثاني للتنمية وهيئة شباب كلنا الأردن ومؤسسة ولي العهد وانتشار المراكز الشبابية والأندية الرياضية والجوائز الوطنية إلا دليلا على احتضان الشباب وإبداعاتهم . إننا نستذكر في عيد ميلاد القائد الاهتمام الملكي بالشباب الأردني وهو عيد كل الأردنيين حيث أننا تعلمنا أبجديات الانتماء لتراب الوطن الغالي من مدرسة الهاشميين وهم قدوتنا إلى العلياء والسؤدد وما أجملها من مدرسة تلك التي تزرع فينا معاني البناء والعطاء فالوطن لم يكن يوما حبرا على ورق ولم يكن قصيدة شعر يتغنى بها الحالمون فالوطن في عرف الهاشميين كرامة ووجود وشعب يستحق الحياة عنوانها الإنسان أغلى ما نملك .

لقد أسهمت الجهود الملكية السامية في جعل الشباب شريك في صناعة المستقبل مما تطلب خلق المبادرات والمشاريع الخدمية والتنموية التي امتدت لتطال المدن والقرى والأرياف والبوادي على امتداد الوطن تؤكد عزم القائد المفدى عبد الله الثاني بن الحسين إلى المضي قدما في بناء الأردن النموذج وواحة وأنموذج على الخارطة العالمية . سيدي صاحب الجلالة في عيدك الميمون الذي هو عيد كل الأردنيون نجدد الولاء أن نكون لكم جنودا أوفياء ونجدد العهد على أن نكون على خطاكم المباركة و نعاهد الله ونعاهدكم أن نفدي بدمائنا وأرواحنا كل ذرة من ذرات تراب الأردن العزيز ، ونحن نعبر اليوم إلى مئوية الدولة الأردنية الثانية فخورين بالإنجازات ومحملين بالأمل والتفاؤل بمستقبل أفضل وواعد عنوانه العطاء والعمل في دولة تجاوزت في دورها ورسالتها وحجمها إمكانياتها ومواردها .