الفوضى قادمة مرة أخرى

جفرا نيوز - كتب تيسير العميري

في الوقت الذي كانت فيه جماهير كرة القدم ومختلف أركان منظومتها، يتحينون الفرصة لعودة الجماهير إلى مدرجات الملاعب، بعد أن فرضت جائحة كورونا غيابا شبه تام للجماهير عن المدرجات، ما كبد الأندية الكبيرة خسارة بلغت نحو ملياري يورو، جاء انتشار السلالة الجديدة من الفيروس، ليصيب تلك الطموحات والأحلام في "مقتل”، رغم اكتشاف اللقاحات التي ستساعد على التخفيف من انتشار المرض وآثاره السلبية، ورغم أن رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، جاني إنفانتينو، استبعد المطالبة بمنح الأولوية لتلقيح اللاعبين المحترفين ضد فيروس "كورونا” لتسهيل خوض المسابقات الكروية، معتبرا أن الأولوية ستكون للأشخاص المعرضين للخطر والأشخاص الذين يعالِجون الناس.

كابوس الإغلاق وتأجيل المباريات أو حتى إلغاء البطولات، عاد من جديد في ظل إجراءات اتخذتها بعض الدول الأوروبية، بعد انتشار السلالة الجديدة في بريطانيا، ما يجعل مباراة لايبزيغ أمام ضيفه ليفربول في ذهاب الدور ثمن النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا في كرة القدم، معرضة لعدم الإقامة إذا ما أصرت الحكومة الألمانية على فرض قيود السفر الصارمة الجديدة على القادمين من البلدان التي تعاني من أنواع جديدة أكثر عدوى من فيروس كورونا مثل بريطانيا، بحيث أن القواعد لا تستثني الرياضيين المحترفين.

الفوضى التي تسبب بها فيروس "كورونا” على مختلف مناحي الحياة، قد تلقي بظلالها القاتمة مرة أخرى على الرياضة، إذا ما تسارعت وتيرة الإصابات وأصبح الإغلاق قرارا لا مفر منه في معظم دول العالم، ما يجعل اللجنة الأولمبية الدولية والاتحادات الرياضية الدولية، تعيد النظر ببرامجها التي وضعتها بما يسمح لها بإقامة البطولات التي تأجلت من العام الماضي، ومع ذلك ستقام دورة الألعاب الأولمبية المؤجلة في طوكيو الصيف المقبل "مهما كان تطوّر فيروس كورونا”، بعد أن أكد ذلك رئيس اللجنة المنظمة لدورة الألعاب الأولمبية في طوكيو، يوشيروي موري، الذي استبعد أمس الشكوك حول تنظيم الحدث العالمي، الذي كان يفترض إقامته صيف العام الماضي وتأجل إلى الحالي، مع وجود رغبة عند غالبية اليابانيين بعد إقامة الحدث العالمي على أراضيهم.

ولأننا جزء من هذا العالم، فإن اليومين الماضيين شهدا عودة المراكز والأكاديميات الرياضية لمزاولة عملها بعد فترة إغلاق بلغت نحو ثلاثة أشهر وتكررت في وقت سابق مع بداية الجائحة، لكن المخاوف ما تزال قائمة من العودة إلى الإغلاق، في حال تواصل عدد الإصابات والفحوصات الإيجابية حتى نهاية الأسبوع الحالي، كما أن عودة الجماهير إلى الملاعب والصالات الرياضية في الفترة القليلة المقبلة ربما لا تكون ممكنة إذا لم يتم محاصرة المرض والتقليل من عدد الإصابات… للأسف يبدو أن الفوضى قادمة مرة أخرى.