ذكرى اليوم العالمي للتضامن مع عرب الـ 48
جفرا نيوز - مهدي مبارك عبد الله
حلت بنا يوم السبت الماضي 30/1/2021 ذكرى يوم التضامن العالمي مع عرب48 حيث قررت " لجنة المتابعة العليا لشؤون المواطنين العرب في إسرائيل " في العام 2016 تدشين 30 كانون الثاني من كل عام يوما عالميا للتضامن مع فلسطيني 48 أو عرب 48 في إسرائيل والذين يعيشون داخل حدود إسرائيل من العرب الذين بقوا في قراهم وبلداتهم بعد أن سيطرت إسرائيل على الأقاليم التي يعيشون فيها وبعد إنشاء دولة إسرائيل ( أي خط الهدنة 1948)
وحسب الإحصاءات الموثقة يصل عددهم نحو مليون ونصف فلسطيني ومع انطلاقته ناشدت اللجنة بقية المواطنين الفلسطينيين في كل مكان والشعوب العربية وأفراد ومؤسسات المجتمع الدولي لدعم حقوقهم وإظهار التضامن معهم عن طريق تنظيم فعاليات كجزء من نشاطات اليوم العالمي لنصرة ودعم الحقوق الفلسطينية في مناطق الجليل والمثلث والنقب وباقي المدن الفلسطينية المحتلة وذلك بعد قمع إسرائيل لاحتجاجاتهم والتنكيل خاصة بعد اصرارهم على استخدام مصطلح ووصف " فلسطينيين " في مقابل " مواطنين عرب "
وفي هذا اليوم تنطلق فعاليات التضامن الشعبية في كافة بقاع العالم بدءًا من عالمنا العربي انتصارا للحرية وتعاطفا مع الضحايا والسعي لقلب هيمنة القوى العدوانية والاستعمارية
وقد جاءت فكرة تخصيص يوما عالميا للتضامن مع فلسطيني 48 بهدف رفع مستوى الوعي في المجتمع الدولي حول حقوق الشعب الفلسطيني والتشريعات والمشاريع العنصرية الإسرائيلية التي تمثل انتهاكا صارخا للقانون الإنساني الدولي ومنها مشروع " قانون القومية " ومنع لم شمل العائلات الفلسطينية وقانون الاستحواذ على الأراضي الفلسطينية
بالتزامن مع تتزايد التهديدات والمخاطر المحيطة بالفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1948 وتصاعد الدعوات لترحيلهم أو إلزامهم بالخضوع لمتطلبات قانون القومية الصهيوني والطروحات التي قدمتها خطة التسوية الأمريكية " صفقة القرن " بشأنهم والتي تحمل فعلياً إمكانية استلاب نهائي لحقهم في أراضيهم ولم يكتف كيان الاحتلال بالعمل على منع عودة اللاجئين الفلسطينيين داخل ما يسمى بالخط الأخضر لقراهم بل وعمل على حرمانهم من صفتهم الإنسانية كلاجئين معترف بهم وجزء من مجموع اللاجئين الفلسطينيين الذين أشارت لهم قرارات الأمم المتحدة ذات الاختصاص مما يستدعي التصدي لمختلف الإجراءات العنصرية التي يتعرض لها المواطنون الفلسطينيون في إسرائيل ومواجهة الحرب الصهيونية على الجغرافيا والديموغرافيا الفلسطينية التي تنتهك أدنى حقوق الإنسان ومبادئ الديمقراطية
المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل ( هم حراس الهوية والثقافة الفلسطينية ( علي الرغم من كل ممارسات الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة لمخططات سياسية عدة لتضييق الخناق عليهم واستهداف وجودهم ومنعهم من التطور والتقدم نظرًا لأنها تراهم دوما خطرا على أمنها وسياستها إلا أن تلك الشريحة الفلسطينية تجاوزت كل العراقيل السابقة وقادوا معركة طويلة حتى اجبروا العدو على الاعتراف بهم وبلغتهم رسميا وتمكنوا أيضا من إدخال تعديلات على مناهج التعليم ونجحوا في إدخال محطات وطنية في المدارس كما خاضوا الانتخابات البرلمانية أحزاباً وطنية إلى أن توحدوا في القائمة المشتركة التي شملت جميع الأحزاب الوطنية العربية وكونوا ممثلين لهم داخل الكنيست ليمثلوا صوت المعارضة ضد ممارسات إسرائيل القمعية بحق أبناء وطنهم
وعلى مدار سنوات طويلة ومنذ عام 1948 كانت إسرائيل تسن قوانين عبر الكنيست تسلب الفلسطينيون حقوقهم كمواطنين في إسرائيل من بينها 26 قانونا ضد فلسطيني الداخل منذ أيار عام 2015 ويعتبر " قانون القومية " أشهر القوانين التي تمس حياة المواطنين الفلسطينيين في الداخل والذي يشمل قوانين أخرى في إطاره منها قانون منع لم شمل العائلات الصادر عام 2003 والذي يقضي بمنع منح أي جنسية لمواطن فلسطيني يعيش في الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1948
يتعرض أبناء الشعب الفلسطيني وبشكل مستمر لمحاولات العبث بمصيرهم كما لو كان مشاع
إضافة إلى حملة تيئيس ممنهجة للدفع بهم نحو وعي جديد قائم على انغلاق الأفق وفقدان الأمل واعتبار الحق الفلسطيني حال انتهى وقد أكل عليه الدهر وشرب
إسرائيل المحتلة تريد من عرب الداخل أن ينسوا قضية فلسطين ويهتموا بشؤونهم المحلية وسبل حياتهم ومعيشتهم وهم يردون بصوت واحد موحد إن القضية الفلسطينية هي ليست قضية الآخرين بل قضيتنا ونعيشها كل يوم ونحن نعيش النكبة والنهب وسلب الأرض والهدم والعنصرية وما يتبع ذلك من انعكاسات خطيرة على واقعنا الاجتماعي وفوق كل ذلك أيضا نعيش الصمود والكفاح الجماهيري وترسيخ البقاء والتطور وتقاسم الهم الفلسطيني لكن الأهم هو أننا نعيش الأمل ونواصل المسيرة المشرقة ورغم حملات التآمر والخذلان الخارجي والذاتي فان القضية الفلسطينية لا زالت هي المحور وستبقى باذن الله وصولا للاستقلال الوطني والتحرر من نير الاحتلال الإسرائيلي
وإننا في هذه الذكرى المجيدة نطالب بان يكون هذا اليوم عنواناً للنضال الدائم ضد العنصرية الصهيونية ورزمة قوانينها الظالمة في مقدمها قانون القومية اليهودية العنصري الذي نزع عن أبناء الشعب الفلسطيني حقهم في تقرير مصيرهم واعتبرهم أقلية قومية لها حقوقها المعترف بها دولياً والتي تنتهكها سياسات العنصرية الصهيونية يوميا في خطوات فاضحة لبناء دولة تقوم على التمييز العنصري وفي عداء سافر لكل مبادئ القوانين الدولية وشرعة حقوق الإنسان
إن يوم 30/1 من كل عام ينبغي ان يكون عنوان للنضال ضد الصهيونية التي لم تتوقف عن حرمان الفلسطينيين من سبل الحياة الضرورية ومصادرة أراضيهم ومحاصرة بلداتهم وقراهم وحرمانها من الموازنات الضرورية للتطوير الحضري وتوفير البنية التحتية لحياة تتوفر فيها الكرامة الإنسانية ناهيك عن منعهم من الوظائف التي تتناسب مع كفاءاتهم العلمية وخبراتهم العملية والذي يتطلب تكثيف الجهود والنشاطات لتوثيق الوعي العالمي في مسألة تقرير المصير وعودة اللاجئين وطرد الاحتلال وتفكيك الاستيطان والقضاء على التمييز العنصري
لقد غادر المقامر ترامب المشهد وبقيت فلسطين وهكذا ستنتهي حقبة نتنياهو وتبقى فلسطين والأهم منهما ستغادر ذات يوم حالة التشتت والانفسام والضعف الفلسطيني والعربي وتبقى فلسطين بشعبها وبالشعب العربي وبشعوب العالم المناصرة لعدالة قضيتها ونحن كشعوب عربية حرة لا نراهن على الإدارة الأميركية ولا على الإسرائيلية بل على إرادة الشعب الفلسطيني الصابرة والمقاومه
وفي الختام نوجه التحية إلى جميع الفلسطينيين المناضلين في الـ 48 وبشكل خاص إلى هيئة المتابعة العليا للجماهير العربية وعلى رأسها المناضل محمد بركة والتحية الصادقة إلى أعضاء اللائحة المشتركة في الكنيست الإسرائيلي في دفاعهم عن مصالح أبناء شعبهم وحقوقهم السياسية وإلى رؤساء وأعضاء المجالس المحلية والبلدية في البلدات والقرى العربية في صمودها ضد سياسات التمييز العنصري وتحية إجلال وتقدير للفلسطينيين في الداخل المحتل على وعيهم وصمودهم ونضالهم ومقاومتهم الاحتلال في إطار وحدة أبناء الشعب الفلسطيني كافة وثباتهم على حقوقهم ونضالهم الوطني ضد المشروع الصهيوني
mahdimubarak@gmail.com
حلت بنا يوم السبت الماضي 30/1/2021 ذكرى يوم التضامن العالمي مع عرب48 حيث قررت " لجنة المتابعة العليا لشؤون المواطنين العرب في إسرائيل " في العام 2016 تدشين 30 كانون الثاني من كل عام يوما عالميا للتضامن مع فلسطيني 48 أو عرب 48 في إسرائيل والذين يعيشون داخل حدود إسرائيل من العرب الذين بقوا في قراهم وبلداتهم بعد أن سيطرت إسرائيل على الأقاليم التي يعيشون فيها وبعد إنشاء دولة إسرائيل ( أي خط الهدنة 1948)
وحسب الإحصاءات الموثقة يصل عددهم نحو مليون ونصف فلسطيني ومع انطلاقته ناشدت اللجنة بقية المواطنين الفلسطينيين في كل مكان والشعوب العربية وأفراد ومؤسسات المجتمع الدولي لدعم حقوقهم وإظهار التضامن معهم عن طريق تنظيم فعاليات كجزء من نشاطات اليوم العالمي لنصرة ودعم الحقوق الفلسطينية في مناطق الجليل والمثلث والنقب وباقي المدن الفلسطينية المحتلة وذلك بعد قمع إسرائيل لاحتجاجاتهم والتنكيل خاصة بعد اصرارهم على استخدام مصطلح ووصف " فلسطينيين " في مقابل " مواطنين عرب "
وفي هذا اليوم تنطلق فعاليات التضامن الشعبية في كافة بقاع العالم بدءًا من عالمنا العربي انتصارا للحرية وتعاطفا مع الضحايا والسعي لقلب هيمنة القوى العدوانية والاستعمارية
وقد جاءت فكرة تخصيص يوما عالميا للتضامن مع فلسطيني 48 بهدف رفع مستوى الوعي في المجتمع الدولي حول حقوق الشعب الفلسطيني والتشريعات والمشاريع العنصرية الإسرائيلية التي تمثل انتهاكا صارخا للقانون الإنساني الدولي ومنها مشروع " قانون القومية " ومنع لم شمل العائلات الفلسطينية وقانون الاستحواذ على الأراضي الفلسطينية
بالتزامن مع تتزايد التهديدات والمخاطر المحيطة بالفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1948 وتصاعد الدعوات لترحيلهم أو إلزامهم بالخضوع لمتطلبات قانون القومية الصهيوني والطروحات التي قدمتها خطة التسوية الأمريكية " صفقة القرن " بشأنهم والتي تحمل فعلياً إمكانية استلاب نهائي لحقهم في أراضيهم ولم يكتف كيان الاحتلال بالعمل على منع عودة اللاجئين الفلسطينيين داخل ما يسمى بالخط الأخضر لقراهم بل وعمل على حرمانهم من صفتهم الإنسانية كلاجئين معترف بهم وجزء من مجموع اللاجئين الفلسطينيين الذين أشارت لهم قرارات الأمم المتحدة ذات الاختصاص مما يستدعي التصدي لمختلف الإجراءات العنصرية التي يتعرض لها المواطنون الفلسطينيون في إسرائيل ومواجهة الحرب الصهيونية على الجغرافيا والديموغرافيا الفلسطينية التي تنتهك أدنى حقوق الإنسان ومبادئ الديمقراطية
المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل ( هم حراس الهوية والثقافة الفلسطينية ( علي الرغم من كل ممارسات الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة لمخططات سياسية عدة لتضييق الخناق عليهم واستهداف وجودهم ومنعهم من التطور والتقدم نظرًا لأنها تراهم دوما خطرا على أمنها وسياستها إلا أن تلك الشريحة الفلسطينية تجاوزت كل العراقيل السابقة وقادوا معركة طويلة حتى اجبروا العدو على الاعتراف بهم وبلغتهم رسميا وتمكنوا أيضا من إدخال تعديلات على مناهج التعليم ونجحوا في إدخال محطات وطنية في المدارس كما خاضوا الانتخابات البرلمانية أحزاباً وطنية إلى أن توحدوا في القائمة المشتركة التي شملت جميع الأحزاب الوطنية العربية وكونوا ممثلين لهم داخل الكنيست ليمثلوا صوت المعارضة ضد ممارسات إسرائيل القمعية بحق أبناء وطنهم
وعلى مدار سنوات طويلة ومنذ عام 1948 كانت إسرائيل تسن قوانين عبر الكنيست تسلب الفلسطينيون حقوقهم كمواطنين في إسرائيل من بينها 26 قانونا ضد فلسطيني الداخل منذ أيار عام 2015 ويعتبر " قانون القومية " أشهر القوانين التي تمس حياة المواطنين الفلسطينيين في الداخل والذي يشمل قوانين أخرى في إطاره منها قانون منع لم شمل العائلات الصادر عام 2003 والذي يقضي بمنع منح أي جنسية لمواطن فلسطيني يعيش في الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1948
يتعرض أبناء الشعب الفلسطيني وبشكل مستمر لمحاولات العبث بمصيرهم كما لو كان مشاع
إضافة إلى حملة تيئيس ممنهجة للدفع بهم نحو وعي جديد قائم على انغلاق الأفق وفقدان الأمل واعتبار الحق الفلسطيني حال انتهى وقد أكل عليه الدهر وشرب
إسرائيل المحتلة تريد من عرب الداخل أن ينسوا قضية فلسطين ويهتموا بشؤونهم المحلية وسبل حياتهم ومعيشتهم وهم يردون بصوت واحد موحد إن القضية الفلسطينية هي ليست قضية الآخرين بل قضيتنا ونعيشها كل يوم ونحن نعيش النكبة والنهب وسلب الأرض والهدم والعنصرية وما يتبع ذلك من انعكاسات خطيرة على واقعنا الاجتماعي وفوق كل ذلك أيضا نعيش الصمود والكفاح الجماهيري وترسيخ البقاء والتطور وتقاسم الهم الفلسطيني لكن الأهم هو أننا نعيش الأمل ونواصل المسيرة المشرقة ورغم حملات التآمر والخذلان الخارجي والذاتي فان القضية الفلسطينية لا زالت هي المحور وستبقى باذن الله وصولا للاستقلال الوطني والتحرر من نير الاحتلال الإسرائيلي
وإننا في هذه الذكرى المجيدة نطالب بان يكون هذا اليوم عنواناً للنضال الدائم ضد العنصرية الصهيونية ورزمة قوانينها الظالمة في مقدمها قانون القومية اليهودية العنصري الذي نزع عن أبناء الشعب الفلسطيني حقهم في تقرير مصيرهم واعتبرهم أقلية قومية لها حقوقها المعترف بها دولياً والتي تنتهكها سياسات العنصرية الصهيونية يوميا في خطوات فاضحة لبناء دولة تقوم على التمييز العنصري وفي عداء سافر لكل مبادئ القوانين الدولية وشرعة حقوق الإنسان
إن يوم 30/1 من كل عام ينبغي ان يكون عنوان للنضال ضد الصهيونية التي لم تتوقف عن حرمان الفلسطينيين من سبل الحياة الضرورية ومصادرة أراضيهم ومحاصرة بلداتهم وقراهم وحرمانها من الموازنات الضرورية للتطوير الحضري وتوفير البنية التحتية لحياة تتوفر فيها الكرامة الإنسانية ناهيك عن منعهم من الوظائف التي تتناسب مع كفاءاتهم العلمية وخبراتهم العملية والذي يتطلب تكثيف الجهود والنشاطات لتوثيق الوعي العالمي في مسألة تقرير المصير وعودة اللاجئين وطرد الاحتلال وتفكيك الاستيطان والقضاء على التمييز العنصري
لقد غادر المقامر ترامب المشهد وبقيت فلسطين وهكذا ستنتهي حقبة نتنياهو وتبقى فلسطين والأهم منهما ستغادر ذات يوم حالة التشتت والانفسام والضعف الفلسطيني والعربي وتبقى فلسطين بشعبها وبالشعب العربي وبشعوب العالم المناصرة لعدالة قضيتها ونحن كشعوب عربية حرة لا نراهن على الإدارة الأميركية ولا على الإسرائيلية بل على إرادة الشعب الفلسطيني الصابرة والمقاومه
وفي الختام نوجه التحية إلى جميع الفلسطينيين المناضلين في الـ 48 وبشكل خاص إلى هيئة المتابعة العليا للجماهير العربية وعلى رأسها المناضل محمد بركة والتحية الصادقة إلى أعضاء اللائحة المشتركة في الكنيست الإسرائيلي في دفاعهم عن مصالح أبناء شعبهم وحقوقهم السياسية وإلى رؤساء وأعضاء المجالس المحلية والبلدية في البلدات والقرى العربية في صمودها ضد سياسات التمييز العنصري وتحية إجلال وتقدير للفلسطينيين في الداخل المحتل على وعيهم وصمودهم ونضالهم ومقاومتهم الاحتلال في إطار وحدة أبناء الشعب الفلسطيني كافة وثباتهم على حقوقهم ونضالهم الوطني ضد المشروع الصهيوني
mahdimubarak@gmail.com