"جفرا نيوز" ترصد معالم القاهرة في زمن المماليك..صور
القاهرة -جفرا نيوز- محمود كريشان
انها قاهرة المعز لدين الله الفاطمي.. تلك الجميلة.. لا بل جميلة الجميلات.. وهي تشمخ طاهرة شريفة فوق ضفاف النيل في بلد المحبوب مصر العظيمة.
نتوقف معكم عند معلم ديني عريق يتميز بروعة المعمار التراثي مسجد ومدرسة السلطان حسن بحي القلعة
وهو ما زال ناهضاً فيها، وبنى بالقلعة دوراً للأمراء الذين زوجهم لبناته وأجرى إليها المياه العذبة.
وتشير المعلومات انه ومن أهم أعمال الناصر محمد حفره الخليج الناصري في غرب القاهرة حتى أوصله إلى سرياقوس وكان يتصل بالخليج الكبير القديم وذلك لزيادة الماء فيه، وكان هذا الخليج يبدأ من موردة البلاط ويمر بأراضي اللوق وبركة قرموط وباب البحر ثم أرض الطبالة بالقرب من الفجالة، وعندها يصب في الخليج الكبير، وقد انتهى حفره في شهرين فقط.
ويذكر أن أرض الطبالة كانت من أجمل متنزهات القاهرة وكانت تمتد في المنطقة التي على جانب الخليج الغربي وتغطي اليوم جزءاً من حي الظاهر وجنوب شارع الفجالة وشرقها شارع الخليج المعروف اليوم.
كما تجدر الاشارة أن "الطبالة" هو اسم مغنية الخليفة المستنصر بالله الفاطمي وكان وهبها أراضي تلك المنطقة..!.
وفي أيام السلطان الناصر محمد، وفد الى مصر أمير الرحالين المسلمين ابن بطوطة وكان ذلك في (عام 1326) وقد وصف في رحلته البلدان المصرية التي بها وخص القاهرة
بنصيب الأسد، فقال:
"وصلت إلى مدينة مصر وكانت تعرف القاهرة بمصر كما هو الحال اليوم" وقرارة فرعون ذي الأوتاد، ذات الأقاليم العريضة والبلاد المتناهية في كثرة العمارة المتناهية بالحسن والنضارة، ومجمع الوارد والصادر ومحط رحل الضعيف والقادر، وبها ما شئت من عالم وجاهل وجلد وهازل، وحليم وسفيه، ووضيع ونبيه وشريف ومشروف، ومنكر ومعروف تموج موج البحر بسكانها، وتكاد تضيق بهم على سعة مكانها وإمكانها، شبابها يجد على طول العهد وكوكب تعاليها.
لا يبرح عن منزل السعد، قهرت قاهرتها الأمم وتملكت ملوكها نواصي العرب والعجم ولها خصوبة النيل التي جل خطرها وأغناها عن أن يستمد القطر قطرها وأرضها مسيرة شهر لمجد السير كريمة التربة مؤنسة لذوي الغربة".
وجدير بالذكر أنه في أثناء حكم المماليك البحرية، وبالتحديد في عام 1364 ولد المؤرخ أحمد بن علي المقريزي الذي قدر له أن يؤلف موسوعة هامة عن خطط مصر وعن القاهرة بوجه خاص أتاحت لنا التعرف على ما كانت عليه القاهرة ومبانيها منذ أسست حتى القرن الخامس عشر، ووصف مساجدها ومدارسها وحماماتها.. الخ وبعضها باق الى اليوم يتحدث عن جمال عمارة القاهرة وفنونها البديعة.
المصدر: صفحة من كتاب عبد الرحمن زكي "بناة القاهرة في ألف عام" الهيئة المصرية العامة للكتاب) (1986،ص 33- 37) مع شكر للشيخ الأزهري عادل جمعة حسن.
Kreshan35@yahoo.com