البيطار تكتب : عاش الملك
جفرا نيوز - كتبت - حنين البيطار
إلى من جاءت كلمتي من أجله ، إلى الرجل الذي علمنا السعي وراء المستقبل ، وشق طريق هذا الوطن بكل عزيمة وإيمان ، عزيمة لا تعرف الكلل ، الرجل الذي لم يعرف رائحة اليأس ، وسار بنا إلى الطريق الصحيح ، معتبراً نفسهُ واحداً من هذا الشعب ، فخوراً بالانتماء له ، واصفاً أياه بالشعب العظيم .
في هذه العجالة لا استطيع أن أسدد لهُ الدين الذي في رقبة كل أردني ، أنجازاً وفخراً ، أمنناً وطمأنينة للوصول إلى بر الأمان .
ملعبه مساحة هذا الوطن ، وسلسلة من الرؤى على مساحة العالم شرقاً وغرباً ، جنوباً وشمالاً .. أنه سيدنا الملك عبدالله ابن الحسين الذي نستظل هذه الأيام بعيده التاسع والخمسين .
سيدنا .. نتذكر يوم أقسمت الولاء للدستور والوطن ، وكان شعر الرأس أسوداً لا يخطهُ البياض ، وما عرف الشيب طريقهُ إلى رأسك ، إلى أن خط وقار الشيب ، شيب السنين ، وتلك طريقة أتخذتها نهجاً وأسلوباً ، ورسمت أنموذجاً للزعيم والقائد ، وانت تبحث عن طريق الخلاص لكل معوقات المسيرة الخيرة التي أتخذتها نهجاً وواضبت دون أن تيأس أو تقنط .
سيدنا .. نقولها للعالم ، ونجاهر بالحق والخير ، وانت ترسم طريق الضياء ، وباللهجة المحلية الأردنية نقول لجلالتكم ( بظهرك ثمانية ملوك هاشمين ) فهل بهذا يفخر قائد وشعب ، كما نتفاخر اليوم ، بعد أن قطعنا وعداً أن نظل على العهد والولاء ، وما أحوج شعوب العالم الثالث إلى قادة أمثالك .
سيدنا .. في عيدك نُزجي إليكم التهنئة بلا تردد ، ونفاخر بامور كثيرة وقضايا لا مجال لذكرها لأن أوراقي وكلماتي تعجز عن تعدادها .
عاش الملك .. كلمة تردد صداها قبل أيام في مبنى مجلس الأمة عندما أنجزنا لوحة من الديمقراطية المفقودة عند كثيرين ، وفي اللقاء مع منتدى دافوس والذي تشرفنا بعقده في عاصمة ملكك عمان أكثر من مرة ، وفي اللقاء مع وكالة الأنباء الأردنية - بترا ، وأضيء النور من كلماتك فيتخذ المنجز لوناً وفخراً ، يتهادى من سماء عمان وصولاً إلى قباب ومحراب المسجد الأقصى وقبة الصخرة ، التي أضاء جنباتها بطولات جيشك وقوة وبأس دبلوماسيتك التي لا تعرف التراجع ، ومن صلبان كنيسة المهد وموقع ميلاد مخلص العالم في الناصرة والقدس ، ومغطس السيد المسيح في نهر الأردن ، كان يوم ميلادك بقوة هذه اللحظة .
لقد قلناها عن عاصمة ملكك ، بأنها كانت مع مطلع القرن العشرين ، عاصمة الزمان العربي ، عندما تعرض جدك " أبو الملوك " الحسين بن علي ملك العرب ، لما تعرض له ، وقاد معركة بينه وبين اصالته وامتحان شجاعته الروحية ، وقد كان ذلك منذ بداية الزمان العربي في الوحدة والحرية والحياة الأفضل ، ورغم كل التحديات كان المؤتمن الأمين على فكره ، وهو في حريته لا بديل لها ولا مفر منها ، وكان في منفاه الطود الشامخ وكان عروبياً .
سيدنا .. العمر كله ، وحمى الله الأردن ، وحفظ عرشك وتاجك ، وكل عام وأنتم بخير .