محمد العشيبات يكتب: الحب الصادق بين " الغوارنة "والقائد
جفرا نيوز - كتب محمد العشيبات
بمناسبة الذكرى ٥٩ لعيد ميلاد جلالة الملك المعزز عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه، نبارك لجلالته عيد ميلاده الميمون، ونرجو الله مخلصين له ولأسرته الصغيرة والكبيرة الصحة والعافية، فهو يمتلك همة الشباب وحكمة الشيوخ. في هذا اليوم من أيام الوطن يستذكر أبناء الأغوار الجنوبية جزءاً يسيرا من المحطات والإنجازات التي تحققت في عهد جلالته في الاغوار .
فقبل 13عاما وتحديدا في 9 أيار من عام 2006 وفي الساعة الثانية عشرة ظهرا حطت طائرة جلالة الملك عبد الله الثاني في ساحة مدرسة الصافي الثانوية للبنين والتي كنت أحد طلبتها وكنت أراقب المشهد عن كثب بين مئات
من ابناء الأغوار تجمعوا منذ ساعات الفجر لاستقبال جلالته ..
نزل جلالة الملك عبد الثاني من الطائرة وهو يلوح لنا واستقل سيارته لمستشفى غور الصافي الذي كان محاطاً بالنساء والأطفال والشيوخ من "الغوارنة" وهم يحاولون مصافحة جلالته..
لن أنسى فرحة الذين اجتازوا رجال الحرس وصافحوا جلالته وذلك الطفل الذي كان يصرخ بفرح "سلامه على الملك سلامه على الملك " وأم الطفل التي كانت تصرخ ابني سلم على الملك
وصل جلالته لمستشفى غور الصافي الذي كان يشهد ارتفاعاً بنسب الوفيات من أطفال الخداج وضعف الخدمات التي كانت تقدم للمواطنين في ذلك الوقت
مكث جلالته يستمع لمدير المستشفى والمواطنين عن التحديات التي تواجههم في المستشفى وسبل حلها وعلى الفور أوعز جلالته بتوسعة المستشفى
بعدها انتقل إلى مبنى متصرفية الأغوار الجنوبية للقاء وجهاء المنطقة وقال لهم لقد أمرت بتنفيذ جملة من المشاريع المهمة في اللواء. وطلبت من الحكومة سرعة تنفيذها وسأتابع بنفسي سير العمل فيها لأزوركم مع نهاية العام وقد اكتملت تلك المشاريع كليمات ما زال "الغوارنة" يتذكرونها من قائد هاشمي وعد فصدق الوعد غادر جلالته مبنى المتصرفية وكانت علامات الفرح ظاهرة على ملامح وجهه المشرق بالمستقبل وامنياته ان يحقق أحلام الطفل الذي اجتاز الحرس لمصافحته وذلك العجوز الذي حضر منذ ساعات الفجر لاستقباله
غادر جلالته اللواء ووعدهم بانه سيعود بعد ستة أشهر لمتابعة تنفيذ المبادرات التي كانت تركز على ضرورة تحسين مستوى معيشة المواطنين في الأغوار التي تعتبر من اشد المناطق فقرا على مستوى المملكة والاستفادة
من المميزات التي تتمتع فيها في مجالات الزراعة والصناعة والسياحة وتحسين الخدمات التعليمية والصحية من هنا بدأت مسيرة التطور في مستوى الخدمات الصحية والتعليمية والمرافق الشبابية في اللواء.
بعد مرور خمسة أشهر
بعد خمسة أشهر من زيارة جلالة الملك عبد الله الثاني للأغوار الجنوبية من عام 2006 الحاكم الإداري للواء الاغوار الجنوبية يدعو قياداتها وشبابها لاجتماع عاجل في مبنى المتصرفية الجميع حضر لمبنى المتصرفية الجميع يتسائل عن سبب الاجتماع " شو في " سننتظر قدوم الحاكم الإداري وسيخبرنا عن أسباب الاجتماع بعد دقائق واذا بالحاكم الإداري يدخل القاعة اذكر جيدا ملامحه في ذلك الوقت كانا مبتسما رشيقا سلم على كافة الحضور جلس وأعتذر عن التأخير قال كنت باجتماع في المحافظة " وهناك خبر سار لكم " الجميع متلهف لسماع الخبر " وتحدث بصوت قوي هناك زيارة لجلالة الملك لمحافظة الكرك وستكون لنا مشاركة في استقبال جلالته ضمن الوية المحافظة " الفرحة ملات المكان والكل اخذ يقترح آلية لكيفية استقبال جلالة الملك خرج الجميع من مبنى المتصرفية للتحضير وتحول اللواء الى خلية نحل وفي صباح يوم الاحد 3/9/2006 مئات الشباب والشيوخ والنساء تركوا أراضيهم وزراعاتهم منذ ساعات الفجر ووقفو حاملين الاعلام والرايات الوطنية بانتظار الانطلاق الى مكان استقبال جلالة الملك الى محافظة الكرك وانطلقنا الساعة العاشرة صباحا وأغلاق كافة المحلات التجارية وخلا اللواء من الناس.
وصلنا خيمة الاستقبال التي كانت تقع مقابل ترخيص السواقيين في منطقة الثنية المعدة للواء الاغوار الجنوبية نساءا وشيوخا وشبابا واطفالا وكان عدد الغوارنه يفوق جميع الالوية.
وفي تمام الساعة الرابعة والربع عصرا بدانا بسماع أصوات طائرات في سماء الاحتفال الجميع يقول وصل جلالة الملك بدأت أصوات النساء بالدعاء بشكل عفوي " الله ينصرك " الله يطول بعمرك " الله يحفظ اولادك " واخذت اراقب مسن اجلسوه على كرسيا اصر على الحضور رغم مرضه وكان يتحدث بصوت "متحشرج " وعيناه مغرورقتين بالدموع الله يحفظ البلد والملك كلمات لن انساها بعد ذلك خرجت مع العشرات من اقاربي الغوارنه لجانب الشارع.
وصل موكب الملك الى خيمة أبناء القصر والقطرانة واتفقنا ان نشكل نموذجا مميزا في استقبال جلالته على الشارع وعندما وصل الموكب تفاجئنا بتوقف الموكب ونزول جلالته من السيارة واذكر ان جلالته صافحنا فردا فردا وكان يستمع لمطالبنا البسيطة جلس جلالته بين الغوارنه يستمع لنا كالعاشق لمعشوقه وكان على يمينه في ذلك الوقت معالي المرحوم محمود الهويمل وعلى يساره النائب الحالي جميل العشوش وكان الملك يتحدث عن اهتمامه بأبناء الاغوار الجنوبية من خلال متابعته الشخصية للمكارم التي امر بتنفيذها وقال سأزوركم نهاية العام.
نعم هي قصة الحب الأبدية بين القائد وأبناء الاغوار الذين عشقوا القائد والأردن حكاية تاريخ هاشمي أحب بلده وشعبه وأحب ان يعيش شعبه حياة كريمة مرفوع الراس لقد عرفت الان سر العشق ما بين القائد وأبناء الوطن الغوراني.