الخطر قادم من قطر!..
جفرا نيوز - منذر العلاونة
ملاحظة للقارئ الكريم هذا المقال سبق ونـُشر بجريدة شيحان بتاريخ 23/6/2001 .. وقلت فيه في حينه :
يبدو أن " كاتب السيناريو" الذي نسج حكاية غوشة التارك لنعيم الدوحة والعائد إلى عمان خلسة ، دون تنسيق مسبق ، كان فاشلاً جدا ً ، إلى درجة أنه غاب عن باله ، أنه حتى الأطفال في الأردن يُجيدون قراءة ما بين السطور في الحكايات البوليسية المثيرة ، ولهذه الأسباب لم تدخل حكاية ترحيل غوشة إلى الأردن في دائرة التصديق ، فهل من الممكن أن يقوم الناطق الرسمي باسم حركة حماس ابراهيم غوشة بحزم أمتعته والذهاب إلى مطار الدوحة ، ويدخل إلى الطائرة دون إبراز جواز سفره ، والحصول على تذكرة سفر والوصول الى مطار الملكة علياء في عمان فجأة ، وبدون تنسيق مسبق .. من يصدق هذه الحكاية حتى لو انطلقت على بعض الساذجين الذين لا " يُجيدون فك الطلاسم " السياسية ..
ومن حيث المبدأ وإن كانت الحكاية حقيقية أو غير ذلك ، فإن اِحضار غوشة إلى عمان بهذه الطريقة أمر " مخالف " ومخادع " لكل المبادئ الأخلاقية ، إذ كيف تقوم قطر التي تدخلت لترحيل قادة حماس من عمان إلى أراضيها ، بإعادتهم إلى عمان ، دون تنسيق مسبق - إلا إذا كانت ثمة تعليمات صدرت من البيت الأسود الأميركي للدوحة ، بضرورة اعادة تفجير قضية قادة حماس من جديد ، من أجل تمرير مؤامرة اِسرائيلية ضد الأردن ، ونقل الأزمات الداخلية في اسرائيل إلى الأردن ..
المعروف أن لقطر علاقات دبلوماسية وتجارية علنية وسرية مع اسرائيل ، تفوق أية معاهدة للسلام ،، ومن هذا المنطلق ، تفاعلت الحكومة القطرية مع قضية مكتب حماس في الأردن منذ بدايتها ، فهي التي طلبت نقل قادة حماس من عمان إلى الدوحة .. وكان لذلك مبرراته السياسية ،، حيث أرادت قطر من وجود قادة حماس في أراضيها ، تغطية علاقاتها مع اسرائيل ، وكان ذلك بتخطيط أميركي اسرائيلي ،، وأرادت من دفع قادة حماس لطرح مشروع مصالحة مع الحكومة الأردنية ، أن تتخلص من المسئولية والتخوف من أن يقوم قادة حماس بممارسة أنشطة سياسية داخل اراضيها ، أثناء اندلاع انتفاضة الأقصى ،، أما قضية غوشة فإن الهدف منها أكبر من كل ذلك فترحيله إلى عمان ، هو تنفيذ لأوامر أميركية اِسرائيلية ،، وذلك لتفجير قضية مع قادة حماس داخل الأردن ، لتوجيه أنظار واهتمامات الحركة نحو هذه القضية الشكلية ؛ بعيداً عن التفكير للتخطيط لعملياتٍ استشهادية داخل الأراضي العربية المحتلة ..
لا أدري ما الذي يدفع الشقيقة قطر ، لزج نفسها في كل هذه المسائل ، ولماذا تقبل بأن تكون أداة فتنة بيد اسرائيل أو شرطيا يُنفذ أوامر شارون ؟.. لا أدري ما الذي دفع قطر أن ترفض اعادة غوشة الى أراضيها كما تقتضيه حال الإتفاق المُبرم قبل سفر قادة حماس إلى قطر ، وإلا فإن ذلك يمثل خدعة لم يسبق لها مثيل ، الهدف منها هو إحراج الأردن وتعريضه لمؤامرة كبرى ..
أما بالنسبة لتعامل الحكومة الأردنية مع قضية غوشة ، فإنه لم يكن بالمستوى المطلوب ، فقد أعطي الأمر اهتماما ًاكبر من حجمه ،، فماذا يحدث لو تـُرك غوشه في قاعة الترانزيت ، حتى يُقرر هو مصيره بنفسه ؛ مثلما قرر بنفسه الحضور المفاجئ إلى عمان ، أو اجبار الطائرة القطرية ، على اِعادة غوشة إلى قطر ، حسب الأعراف في شركات الطيران ،، وكان من الأولى أن تقوم قطر بنقل قادة حماس جميعهم إلى أراضي السلطة الفلسطينية إن أرادت التخلص منهم أو تسليمهم إلى اِسرائيل ، كهدية تعارف ،، ما دامت العلاقات بين اِخوتنا في قطر واسرائيل " سمن على عسل " ، أو نقلهم الى أية دولة أخرى تقبل لجوءهم السياسي ،، أما نحن فلننته من أمر قضية غوشة بالطريقة المناسبة ، حتى لو عاد غوشة الى أحضان عمان ، بعد اِعلان التوبة ، وهذا أقل خطراً من أن نشغل بالنا بما فعلته قطر ، ولا نجعل من " قطرة " قطر على رأي الشيخ زايد ، عندما " تحركشت " قطر بالشقيقة الكبرى مصر ..
من هنا أكرر وأزعم أن الخطر الآن قد عاد من قطر ، والشاهد على ذلك ما يجري الآن على الساحة العربية من تخريب ودمار ،، ولا ننسى العراق سابقاً وسوريا الآن " ومشعلها من جديد " ...؟!0
Email: muntheralawneh4@hotmail.com