المشاركة الآسيوية.. حتى لا يأخذنا الخيال بعيدا
جفرا نيوز - كتب تيسير العميري
قبل أن ينتصف نهار اليوم، سيكون في مقدور الأندية الأردنية الثلاثة "الوحدات والفيصلي والسلط”، معرفة هوية الفرق التي ستقابلها في المسابقتين الآسيويتين؛ إذ إن فريق الوحدات على موعد مع مشاركة تاريخية للأندية الأردنية في دور المجموعات من دوري أبطال آسيا، فيما سيشارك فريقا السلط والفيصلي في دور المجموعات من كأس الاتحاد الآسيوي.
وحتى لا يأخذنا الخيال وتبعدنا الأحلام عن الواقع، فإن "سقف التوقعات” من المشاركتين الآسيويتين يجب أن لا يأخذنا بعيدا عن الحقيقة والمنطق، وتحديدا في المسابقة الأهم "دوري الأبطال”، التي ستضم نخبة الأندية الآسيوية من حيث المستوى الفني والنجوم والإمكانيات المادية، ولنتذكر أن جميع المحاولات السابقة لمختلف أنديتنا فشلت في اجتياز الأدوار التمهيدية نحو دور المجموعات، حتى حصل الأردن على مقعد مباشر اعتبارا من النسخة المقبلة، وجاء المقعد من نصيب الوحدات كبطل لدوري المحترفين، استوفى كامل شروط الحصول على الرخصة الآسيوية.
من البديهي أن الوحدات المصنف ضمن المستوى الثالث، سيجد نفسه في مواجهة ثلاثة فرق أخرى من المستويات الأول والثاني والرابع، وطبقا لنظام البطولة ستقام مباريات دور المجموعات من مرحلة واحدة من خلال التجمع في دولة واحدة، ربما تكون في قطر أو الإمارات، ما يعني أنه ليس في مقدور الفريق الاستفادة من ورقتي الأرض والجمهور كثيرا، وخوض أكثر من ثلاث مباريات في دور المجموعات.
الميزانية التي خصصها نادي الوحدات لفريقه من أجل المشاركة في الموسم المحلي والبطولة الآسيوية لا تتجاوز مليون دينار "ما يعادل 1.5 مليون دولار”، وهذا الرقم الذي نراه كبير طبقا لإمكانيات الأندية الأردنية المالية، لا يكاد يذكر أو يغطي صفقة احتراف لاعب عادي وليس محترفا ذا قيمة فنية عالية مثل الاسباني أنييستا، على سبيل المثال.
مع ذلك، يبقى الرهان على عزيمة وإرادة اللاعبين وقدرتهم على تعويض نقص الإمكانيات والخبرة في مثل هذه المسابقة، لأن الجماهير لا يمكن أن تتوهم بقدرة أي فريق محلي على المنافسة على لقب البطولة، ذلك الأمر يتطلب مقومات كثيرة يصعب توفيرها في الوقت الراهن، لكن يمكن تحقيق نتائج مرضية تفضي إلى مشاركة إيجابية قدر المستطاع، ولا تؤدي إلى نتائج كارثية لا سمح الله.
في الوقت ذاته، ورغم أن سجل شرف بطولة كأس الاتحاد الآسيوي يزخر بثلاثة ألقاب أردنية ذهب اثنان منها لخزانة الفيصلي والآخر لشباب الأردن، إلا أنه يجب الاعتراف بعدم قدرة أنديتنا على تحقيق اللقب منذ 13 عاما تقريبا، لأن مستوى الفرق المشاركة ازداد قوة، وفي الوقت ذاته تراجع مستوى فرقنا، حتى وإن كانت في أكثر من مرة على مشارف بلوغ المباراة النهائية، لكن ربما تكون فرصة الفيصلي والسلط كبيرة في هذه المسابقة لتعويض ما فات، وتدوين اسم أحدهما في سجل الأبطال.
موسم صعب ينتظر الأندية في ظل المشاركات الخارجية، ووجود استحقاق مهم للمنتخب الوطني في التصفيات الآسيوية المزدوجة، وهو الأمر الذي يفرض على اتحاد كرة القدم وقد أعلن عن أجندة الموسم ولم يضع بعد جداول ومواعيد مباريات المسابقات، أن يأخذ بعين الاعتبار المهمة الوطنية الملقاة على عاتق "النشامى” والأندية الثلاثة معا، ويمنحها جميعا الدرجة ذاتها من الاهتمام والتسهيلات، ويمكنها من التحضير الجيد في ظروف مثالية، حتى تحقق جميعها ما تصبو إليه من طموحات وأحلام تعود بالفائدة على الكرة الأردنية.
نثق دائما بقدرات منتخباتنا وأنديتنا ونجومنا، على تعويض النقص المادي وقلة الإمكانات المتاحة، بروح التحدي التي يمتلكها كل "نشمي” يسعى لرفع راية الأردن خفاقة، وعلى أمل أن ترى الحكومة في هذه المشاركات ما يستحق الدعم لتوفير أسباب النجاح لها.