جو بايدن الجميل !
جفرا نيوز- كتب - ناجح صوالحة
منذ أن عرف العالم الرئيس الأميركي ترمب وهو كأنه يعيش في بحر تتلاطم أمواجه طوال الوقت، لم نأخذ أنفاسنا أو نستريح بعض الوقت من أمواجه، دخلت السياسة الأميركية نفقاً أسود مـظلماً وتخربطت ملفات عُمل عليها منذ عقود وبعثرت أوراق السياسة الخارجية لسيدة العالم كما يحب البعض أن يطلق عليها، عندما نشـاهده على التلفاز نعي جيداً بأنه يقوم بفعل خارج عن المألوف أو الطبيعي، وخير دليل دوره المشين بالملف الفلسطيني وبعثرت أوراقه بدون وعي وإدراك لنتائج ما يقوم به، وقد وصل الأمر أن استاءت منه بعض قيادات اللوبي اليهودي في أميركا?خوفاً أن يصل تهوره ونزقه إلى قلب الطاولة على الكيان الإسرائيلي وتجاوز المعقول بخطوات بعيدة جداً لا تحتملها منطقية الخطط اليهودية للتقليل من الأصوات المعادية لهم.
ترمب زعيم أقوى دولة ينهي أيامه الأخيرة بصخب وخراب شاهده العالم بأكمله، من يصـدق أن يتم اقتحام الكونجرس بهذه الصورة المرعبة لدولة العالم الأولى، حقبة ستبقى علامة فارقة وسوداء في تاريخ أميركا وتقدمها, الحزب الجمهوري في أدني درجات الرضى مما حدى برموز الحزب الجمهوري أن تتخلى عن ترمب وأفعـاله بعدما كثرة الأسئلة عن مستقبل هذا الحزب, سيكون للعالم المتحضر رأيه السياسي والعملي في النظر للسياسة الأميركية وآليات العمل معها بعدما تراجعت مكانتها بشكل قوي وأظهر ترمب وحزبه الجمهوري هشاشة القيم والمثل التي تنادي بها أميرك?.
بايدن الجميل والبهي وصاحب الحضور المحبب للنفس البـشرية، أعاد للعالم بعض الثقة بعودة أميركا الى دورها المرغوب والذي يتمناه أصحاب الفكر المستنير الهادف لجعل الإنسانية أفضل بكثير مما سبق, نعول على الرئيس الأميركي الجديد بايدن ان يقول كلمته بكل ثقة ويعيد العمل بالملفات الشائكة التي لم نستطيع الإدارات السابقة التقدم خطوة واحدة للأمام، ملفات أثقلت كاهل العالم وأهمها الملف الفلسطيني والحق التاريخي لأبناء فلسطين والذي أقرته الأمم المتحدة والشعوب الحية، نطالب أن يقوم بحرق جميع الأوراق التي كتبت في عهد ترمب وإدارته ?خاصة مستـشاره كوشنير, صورة الرئيس الأميركي المنتهية ولايته وهو يتعامل مع شعـوب وقادة العالم العربي يعيد أميركا إلى قصة «صامويل فيرنر» عندما قام بوضع إنسان في قفص حديدي، بهدف الوصول الى ذروة الاستعلاء واحتقار الآخر وذلك في عام 1904م.
عندما شاهد العالم الرئيس الجديد بايدن يبكي وهو يودع ولاية ديلاوير، وهذا الـخطاب الذي يحمل رقة العواطف والشعور الجميل مع الأخرين، يضعنا في مكان المتأمل به كل الخير في عمله القادم، أن يكون رئيس أقوى دولة بالعالم بهذا النبل والسمو يحفزنا أن نعيد التمعن بما سيقوم به لأجل دولته والشعوب المظلومة، الملفت للنظر أن كثيراً من أركان إدارته الجديدة أصحاب مكانة مرموقة في مسيرتها المهنية المتزنة، وتحظى بتأييد عالمي لدورهم في عودة التعنت الأميركي فيما سبق الى مساره الصحيح.