صواريخ المقاومة الفلسطينية وتحقيق معادلة الردع
جفرا نيوز - مهدي مبارك عبد الله
بعدما فرض الكيان الإسرائيلي على قطاع غزة حالة مستمرة من الخوف والقلق والاستعداد لأي مواجهة محتملة وأي عدوان مباغت وفي أي لحظة ما جعلت فصائل المقاومة تعمل وبشكل متواصل على تطوير قدراتها العسكرية والتسليحية خاصة في مجال تطوير وتعديل سلاحها الصاروخي والذي ظهرت قدرته بشكل كبير في العدوان الصهيوني الأخير على القطاع وضمن معادلة رسمتها المقاومة حين نجحت صواريخها في فرض توازن الرعب والهلع والتي تجلت على أكثر من صعيد حيث لم تعد مسارات أي حرب إسرائيلية فلسطينية مقبلة كسابقاتها ( أصبح رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير حربه وقائد أركانه في عنق الزجاجة ) في ظل عدم قدرة الجبهة الداخلية الإسرائيلية على تحمل هذا الكم والنوع من الصواريخ المدمرة وقد الجيش الإسرائيلي اعجز عن الدخول في حرب واسعة وطويلة المدى مع فصائل المقاومة بعدما قيدت بعضا من حركته وتفوقه برا وبحرا وجوا
التكتيك النوعي للمقاومة في المواجهات السابقة أفهم القيادة العسكرية الإسرائيلية أن استهداف المدنيين سيقابله استهداف للمستوطنين وانه في حال ارتكبت الطائرات الإسرائيلية مجزرة بحق المدنيين فرد فصائل المقاومة لن يكون على مستوطنات الغلاف مع غزة فقط بل سيتعدى ذلك إلى المدن الفلسطينية المحتلّة وفي مقدمتها تل أبيب وحيفا وبئر السبع وغيرهم إضافة إلى المراكز الحيوية مثل المطارات والموانئ ومصانع البتروكيماويات والقواعد العسكرية والمفاعل النووي في ديمونا وذلك من اجل تحقيق مبدأ الردع الفلسطيني المطلوب
المقاومة في غزة تقاتل عدو محتل أولا ثم من أجل رفْع الحصار كهدفٍ مباشر كما أعلنت مراراً في السنوات الماضية والعدو الإسرائيلي يعلم جيدا بان صواريخ المقاومة باتت أكثر دقة وعدداً وأفضل نوعا واكبر قدرة تدميرية وأبعد مدى مما يعني ان المقاومة الفلسطينية رسمت ( خطوط حمراء للكيان الإسرائيلي ) ينبغي له عدم تجاوزها فلن يكون هنالك أمن في المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة طالما ان القطاع وسكانه غير أمنيين وأن سياسة تبادل الأدوار في خنق غزة وابتزازها والمزايدة عليها لن تفلح وأن المقاومة قادرة على تطبيق التفاهمات بالقوة وفرض أرادة التهدئة حين تشاء ولديها ما ستفاجأ به الجميع وكلما تتعطل الحياة في غزة إبان الحروب سيكون الداخل الإسرائيلي من ( الغلاف إلى حيفا ) على موعد مع شلل شبه كامل وإيقاف لخطوط المواصلات وحركة النقل والتنقل والعمل إضافة لفتح الملاجئ وتهيئة مراكز الإسعاف والطوارئ ووقف المدارس في كافة مستوطنات غلاف غزة
لقد تطور أسلوب المقاومة ونوعية الأسلحة من طائرات بدون طيار إلى صواريخ كورنيت المضادة للدروع الى الألغام والأسلحة فردية والقناصات اليزر ناهيك عن ان المقاومة تعلمت كيفية مواجهة الجيش الإسرائيلي بشكل أفضل وإن أي تحرك إسرائيلي بري باتجاه القطاع أصبح غير مضمون وسيغرق جيش الاحتلال في حرب استنزاف بكلفة مادية وبشرية عالية جدا وفي المحصلة سيكون خاسرا أمام المقاومين الذين أثبتوا جدارتهم وكفاءتهم في الميدان في العدوان الأخير مما سمح لهم تحديد ساعة الدخول في وقف إطلاق النار قبل أي مصدر عسكري إسرائيلي كما أن فصائل المقاومة باتت تمتلك المبادرة على مستوى البدء في جولات التصعيد وعلى فرضية إنهائها ( مذكرة بالتجربة الإسرائيلية مع حزب الله في هذا الشأن ) وربما يكون صحيحا من حيث الجانب العملي بان النتن ياهو من يحدد ساعة الصفر في أي حرب قادمة لكنه بالتأكيد ليس هو من يحدد نهايتها
ومن عناصر القوة الإضافية اللافتة في يد المقاومة حجم التنسيق الفاعل بين فصائل المقاومة عبر( الغرفة المشتركة ) وهو مختلف كليا عما سبق حين كانت المقاومة الفلسطينية تعمد إلى قصف عدة مستوطنات ببضع صواريخ أما اليوم لم تعد هناك خشية من نفاد مخزون الردع الصاروخي الكبير وقد نجحت إستراتيجية المقاومة وهي تستهدفا المناطق المحتلة بعدة رشقات من الصواريخ لدب الرعب والفزع فيها وإلحاق أكبر حجم من الخسائر في الممتلكات والأرواح وإرباك قدرة القبة الحديدية في التصدي لها
في كل عدوان إسرائيلي على القطاع يثبت جليا هشاشة الجبهة الداخلية الإسرائيلية وعدم قدرة المستوطنين على تحمل حرب الاستنزاف وإسراعهم الى ممارسة الضغط على حكومتهم سيما بعد نجاح الحرب النفسية التي يديرها جهاز المقاومة الإعلامي حيث لم تعد معادلة المقاومة تقتصر على الجانبين العسكري والأمني ( فقد أفاد تقرير صادر عن مركز مساعدة المصابين في إسرائيل خلال أيام العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة بأنه ث وصل إلى المركز ألف شخص على الأقل جراء إصابتهم بالخوف والهلع ) و ( خلال العام 2018 استقبل هذا المركز أكثر من 4000 شخص جديد عانوا من أعراض اضطرابات ما بعد الصدمة النفسية ) ومع استمرار العنجهية الإسرائيلية وسياسة الإرهاب والعدوان على غزة لا شك أن المراكز النفسية وكذلك المستشفيات الإسرائيلية ستكون في المستقبل عاجزة أمام حجم المراجعين والمصابين
وبعيداً عن الخلافات الداخلية التي أشعلتها صواريخ فصائل المقاومة في الداخل الإسرائيلي وبصرف النظر عن حجم الترسانة الصاروخية التي تبدأ من فترة ما قبل الكاتيوشا وتصل إلى ما بعد الصواريخ الدقيقة وليس من المبالغة القول إن المنظومة الصاروخية للمقاومة الفلسطينية تعتبر التحول الأبرز في المواجهة مع العدو بسبب قدرتها على استهداف المنشآت الإستراتيجية للكيان الإسرائيلي وهي بذلك لم تؤثر على معادلة الردع فحسب بل على طبيعة الحرب المرتقبة ونتائجها في جانبها المادي والنفسي والعسكري والجيوسياسي على سبيل المثال ( صاروخ بدر الإيراني الصنع الذي ينفجر على علو 20 متراً قبل ارتطامه بالأرض ويتشظّى إلى أكثر من 1400 شظية قاتِلة لمحيط الانفجار وهو فعال جدا في إلحاق الأذى بوحدات ومواقع القبة الحديدة )
الاشتباكات الإسرائيلية الفلسطينية في قطاع غزة تتجدد منذ عام 2014بين الحين والآخر وإسرائيل الآن لا تستطيع إعادة احتلال القطاع ولا تلبية مطالبه ولا تريد التفاوض مع قياداته والحصار الخانِق الذي تفرضه على 2 مليون فلسطيني مستمر لحملهم على الاستسلام ومقابل ذلك ترد المقاومة بصمود وبطولة بوسائلها المختلفة لفك الحصار والتصدي للعدوان تارة بالأنفاق والتسلل البحري والبالونات الحارِقة والكمائن على الشريط الفاصل وأخرى بالصواريخ وأعمال القنص وثالثة بالتظاهرات المنتظمة على الشريط ألحدودي للاحتلال تحت ( شعار حق العودة ) فضلاً عن تطوير ها وسائل الدفاع الذاتي وابتكارها قواعد خاصة للتكتيك والإستراتيجية القتالية التي تلاءم بيئة وظروف القطاع المحاصر
من الواضح أن إٍسرائيل تصِر على الحل الأمني في مواجهة قطاع غزة بالمقابل يصِر الطرف الفلسطيني على ضرب الحل الأمني الذي يتراوح بين الضربات العقابية والحصار ووضع الخطط لإعادة احتلال القطاع إذا ما تبين أن المقاومة تعيد النظر بقواعد اللعبة برمتها بما فيها قواعد الاشتباك وفي النهاية فان الحقيقة القاطعة ( ان لا أمن للصهاينة ما لم يعيدوا الحقوق إلى أصحابها )
وفي سياق المجابهات الدورية تختبر إسرائيل في كل مرة قدرتها على الردع وتحسن أداء القبة الحديدية وتقيم خطط نقل السكان و قواعد الحماية خلال العمليات وكذلك يختبر المقاومون في مختلف الفصائل الفلسطينية أيضا قدرتهم على تحسين أدائهم الصاروخي ورسم الخطط الكفيلة بالرد على كافة التحركات العسكرية الإسرائيلية ومن المؤكد ان أجواء غزة لن تكون آمنة عما قريب وستفاجأ إسرائيل بأسلحة صاروخية متقدمة مضادة للطائرات تطلق من منصات ثابتة ومتحركة
سياسة فرض الحصار الاقتصادي الخانِق على القطاع تهدف إلى حمل أهله على تحويل غضبهم جراء الصعوبات المعيشية إلى قنبلة متفجرة بوجه المقاومة وبالتالي دفع الأهالي إلى التظاهر بمطالب معيشية وتغيير أولوياتهم من مقاومة الاحتلال إلى تحسين شروط الحياة اليومية وهذا تكتيك إسرائيلي قديم لكنه لم يحدث مطلقا منذ احتلال غزة عام 1967
بقي ان نقول ان شيطنة المقاومة الفلسطينية عبر الإيحاء بأنها إيرانية الهوى وأن طهران تستخدمها لأهداف فارسية لا صلة لها بفلسطين ومن ثم عرض حركة حماس بوصفها جماعة إخوانية وغير قومية أو وطنية لدواعي إحداث فجوة وشرخ بين فصائل المقاومة نفسها وقواعدها الشعبية الداعمة والمؤازرة لكفاحها ونضالها
أخيرا من المعلوم ان إسرائيل نفي نظر المقاومين تستمد قوتها من تسلحها و قدرتها على هزيمة الخصم بأقل قدر من الخسائر البشرية والاقتصادية فضلا عن استنادها إلى موازين قوى عالمية وإقليمية وفلسطينية تعترف بها وتؤيدها وتدعمها أحياناً بلا قيود أو شروط وهذا الواقع لا محالة الى زوال مهما طال أمد الاحتلال والعدوان
mahdimubarak@gmail.com
بعدما فرض الكيان الإسرائيلي على قطاع غزة حالة مستمرة من الخوف والقلق والاستعداد لأي مواجهة محتملة وأي عدوان مباغت وفي أي لحظة ما جعلت فصائل المقاومة تعمل وبشكل متواصل على تطوير قدراتها العسكرية والتسليحية خاصة في مجال تطوير وتعديل سلاحها الصاروخي والذي ظهرت قدرته بشكل كبير في العدوان الصهيوني الأخير على القطاع وضمن معادلة رسمتها المقاومة حين نجحت صواريخها في فرض توازن الرعب والهلع والتي تجلت على أكثر من صعيد حيث لم تعد مسارات أي حرب إسرائيلية فلسطينية مقبلة كسابقاتها ( أصبح رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير حربه وقائد أركانه في عنق الزجاجة ) في ظل عدم قدرة الجبهة الداخلية الإسرائيلية على تحمل هذا الكم والنوع من الصواريخ المدمرة وقد الجيش الإسرائيلي اعجز عن الدخول في حرب واسعة وطويلة المدى مع فصائل المقاومة بعدما قيدت بعضا من حركته وتفوقه برا وبحرا وجوا
التكتيك النوعي للمقاومة في المواجهات السابقة أفهم القيادة العسكرية الإسرائيلية أن استهداف المدنيين سيقابله استهداف للمستوطنين وانه في حال ارتكبت الطائرات الإسرائيلية مجزرة بحق المدنيين فرد فصائل المقاومة لن يكون على مستوطنات الغلاف مع غزة فقط بل سيتعدى ذلك إلى المدن الفلسطينية المحتلّة وفي مقدمتها تل أبيب وحيفا وبئر السبع وغيرهم إضافة إلى المراكز الحيوية مثل المطارات والموانئ ومصانع البتروكيماويات والقواعد العسكرية والمفاعل النووي في ديمونا وذلك من اجل تحقيق مبدأ الردع الفلسطيني المطلوب
المقاومة في غزة تقاتل عدو محتل أولا ثم من أجل رفْع الحصار كهدفٍ مباشر كما أعلنت مراراً في السنوات الماضية والعدو الإسرائيلي يعلم جيدا بان صواريخ المقاومة باتت أكثر دقة وعدداً وأفضل نوعا واكبر قدرة تدميرية وأبعد مدى مما يعني ان المقاومة الفلسطينية رسمت ( خطوط حمراء للكيان الإسرائيلي ) ينبغي له عدم تجاوزها فلن يكون هنالك أمن في المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة طالما ان القطاع وسكانه غير أمنيين وأن سياسة تبادل الأدوار في خنق غزة وابتزازها والمزايدة عليها لن تفلح وأن المقاومة قادرة على تطبيق التفاهمات بالقوة وفرض أرادة التهدئة حين تشاء ولديها ما ستفاجأ به الجميع وكلما تتعطل الحياة في غزة إبان الحروب سيكون الداخل الإسرائيلي من ( الغلاف إلى حيفا ) على موعد مع شلل شبه كامل وإيقاف لخطوط المواصلات وحركة النقل والتنقل والعمل إضافة لفتح الملاجئ وتهيئة مراكز الإسعاف والطوارئ ووقف المدارس في كافة مستوطنات غلاف غزة
لقد تطور أسلوب المقاومة ونوعية الأسلحة من طائرات بدون طيار إلى صواريخ كورنيت المضادة للدروع الى الألغام والأسلحة فردية والقناصات اليزر ناهيك عن ان المقاومة تعلمت كيفية مواجهة الجيش الإسرائيلي بشكل أفضل وإن أي تحرك إسرائيلي بري باتجاه القطاع أصبح غير مضمون وسيغرق جيش الاحتلال في حرب استنزاف بكلفة مادية وبشرية عالية جدا وفي المحصلة سيكون خاسرا أمام المقاومين الذين أثبتوا جدارتهم وكفاءتهم في الميدان في العدوان الأخير مما سمح لهم تحديد ساعة الدخول في وقف إطلاق النار قبل أي مصدر عسكري إسرائيلي كما أن فصائل المقاومة باتت تمتلك المبادرة على مستوى البدء في جولات التصعيد وعلى فرضية إنهائها ( مذكرة بالتجربة الإسرائيلية مع حزب الله في هذا الشأن ) وربما يكون صحيحا من حيث الجانب العملي بان النتن ياهو من يحدد ساعة الصفر في أي حرب قادمة لكنه بالتأكيد ليس هو من يحدد نهايتها
ومن عناصر القوة الإضافية اللافتة في يد المقاومة حجم التنسيق الفاعل بين فصائل المقاومة عبر( الغرفة المشتركة ) وهو مختلف كليا عما سبق حين كانت المقاومة الفلسطينية تعمد إلى قصف عدة مستوطنات ببضع صواريخ أما اليوم لم تعد هناك خشية من نفاد مخزون الردع الصاروخي الكبير وقد نجحت إستراتيجية المقاومة وهي تستهدفا المناطق المحتلة بعدة رشقات من الصواريخ لدب الرعب والفزع فيها وإلحاق أكبر حجم من الخسائر في الممتلكات والأرواح وإرباك قدرة القبة الحديدية في التصدي لها
في كل عدوان إسرائيلي على القطاع يثبت جليا هشاشة الجبهة الداخلية الإسرائيلية وعدم قدرة المستوطنين على تحمل حرب الاستنزاف وإسراعهم الى ممارسة الضغط على حكومتهم سيما بعد نجاح الحرب النفسية التي يديرها جهاز المقاومة الإعلامي حيث لم تعد معادلة المقاومة تقتصر على الجانبين العسكري والأمني ( فقد أفاد تقرير صادر عن مركز مساعدة المصابين في إسرائيل خلال أيام العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة بأنه ث وصل إلى المركز ألف شخص على الأقل جراء إصابتهم بالخوف والهلع ) و ( خلال العام 2018 استقبل هذا المركز أكثر من 4000 شخص جديد عانوا من أعراض اضطرابات ما بعد الصدمة النفسية ) ومع استمرار العنجهية الإسرائيلية وسياسة الإرهاب والعدوان على غزة لا شك أن المراكز النفسية وكذلك المستشفيات الإسرائيلية ستكون في المستقبل عاجزة أمام حجم المراجعين والمصابين
وبعيداً عن الخلافات الداخلية التي أشعلتها صواريخ فصائل المقاومة في الداخل الإسرائيلي وبصرف النظر عن حجم الترسانة الصاروخية التي تبدأ من فترة ما قبل الكاتيوشا وتصل إلى ما بعد الصواريخ الدقيقة وليس من المبالغة القول إن المنظومة الصاروخية للمقاومة الفلسطينية تعتبر التحول الأبرز في المواجهة مع العدو بسبب قدرتها على استهداف المنشآت الإستراتيجية للكيان الإسرائيلي وهي بذلك لم تؤثر على معادلة الردع فحسب بل على طبيعة الحرب المرتقبة ونتائجها في جانبها المادي والنفسي والعسكري والجيوسياسي على سبيل المثال ( صاروخ بدر الإيراني الصنع الذي ينفجر على علو 20 متراً قبل ارتطامه بالأرض ويتشظّى إلى أكثر من 1400 شظية قاتِلة لمحيط الانفجار وهو فعال جدا في إلحاق الأذى بوحدات ومواقع القبة الحديدة )
الاشتباكات الإسرائيلية الفلسطينية في قطاع غزة تتجدد منذ عام 2014بين الحين والآخر وإسرائيل الآن لا تستطيع إعادة احتلال القطاع ولا تلبية مطالبه ولا تريد التفاوض مع قياداته والحصار الخانِق الذي تفرضه على 2 مليون فلسطيني مستمر لحملهم على الاستسلام ومقابل ذلك ترد المقاومة بصمود وبطولة بوسائلها المختلفة لفك الحصار والتصدي للعدوان تارة بالأنفاق والتسلل البحري والبالونات الحارِقة والكمائن على الشريط الفاصل وأخرى بالصواريخ وأعمال القنص وثالثة بالتظاهرات المنتظمة على الشريط ألحدودي للاحتلال تحت ( شعار حق العودة ) فضلاً عن تطوير ها وسائل الدفاع الذاتي وابتكارها قواعد خاصة للتكتيك والإستراتيجية القتالية التي تلاءم بيئة وظروف القطاع المحاصر
من الواضح أن إٍسرائيل تصِر على الحل الأمني في مواجهة قطاع غزة بالمقابل يصِر الطرف الفلسطيني على ضرب الحل الأمني الذي يتراوح بين الضربات العقابية والحصار ووضع الخطط لإعادة احتلال القطاع إذا ما تبين أن المقاومة تعيد النظر بقواعد اللعبة برمتها بما فيها قواعد الاشتباك وفي النهاية فان الحقيقة القاطعة ( ان لا أمن للصهاينة ما لم يعيدوا الحقوق إلى أصحابها )
وفي سياق المجابهات الدورية تختبر إسرائيل في كل مرة قدرتها على الردع وتحسن أداء القبة الحديدية وتقيم خطط نقل السكان و قواعد الحماية خلال العمليات وكذلك يختبر المقاومون في مختلف الفصائل الفلسطينية أيضا قدرتهم على تحسين أدائهم الصاروخي ورسم الخطط الكفيلة بالرد على كافة التحركات العسكرية الإسرائيلية ومن المؤكد ان أجواء غزة لن تكون آمنة عما قريب وستفاجأ إسرائيل بأسلحة صاروخية متقدمة مضادة للطائرات تطلق من منصات ثابتة ومتحركة
سياسة فرض الحصار الاقتصادي الخانِق على القطاع تهدف إلى حمل أهله على تحويل غضبهم جراء الصعوبات المعيشية إلى قنبلة متفجرة بوجه المقاومة وبالتالي دفع الأهالي إلى التظاهر بمطالب معيشية وتغيير أولوياتهم من مقاومة الاحتلال إلى تحسين شروط الحياة اليومية وهذا تكتيك إسرائيلي قديم لكنه لم يحدث مطلقا منذ احتلال غزة عام 1967
بقي ان نقول ان شيطنة المقاومة الفلسطينية عبر الإيحاء بأنها إيرانية الهوى وأن طهران تستخدمها لأهداف فارسية لا صلة لها بفلسطين ومن ثم عرض حركة حماس بوصفها جماعة إخوانية وغير قومية أو وطنية لدواعي إحداث فجوة وشرخ بين فصائل المقاومة نفسها وقواعدها الشعبية الداعمة والمؤازرة لكفاحها ونضالها
أخيرا من المعلوم ان إسرائيل نفي نظر المقاومين تستمد قوتها من تسلحها و قدرتها على هزيمة الخصم بأقل قدر من الخسائر البشرية والاقتصادية فضلا عن استنادها إلى موازين قوى عالمية وإقليمية وفلسطينية تعترف بها وتؤيدها وتدعمها أحياناً بلا قيود أو شروط وهذا الواقع لا محالة الى زوال مهما طال أمد الاحتلال والعدوان
mahdimubarak@gmail.com