مدينة عمان

جفرا نيوز - كتب عصام قضماني
كنا نستمع إلى أمين عمان يوسف الشواربة, وقد قدم رؤية واضحة لمدينة عمان، في لقاء استضافه النائب السابق خالد رمضان وضم نخبة متنوعة حضره وزير الدولة لشؤون الإعلام علي العايد, واتفقنا معه على أن تمدد المدينة وتوسعها كان قصريا بمعنى أنه لم يكن طبيعيا كما هو حال المدن, وهو ما جعل التخطيط متوسط وبعيد المدى عصيا فاستبدل بإدارة الأزمات كما هو حال إدارة البلد عموما على مدى القرن الماضي.

أمين عمان انشغل سريعا, في تحريك ملفات كثيرة معلقة أو مجمدة لكن الأهم في محاور الرؤية كان تحريك ملف النقل العام, وهو ما ينتظره سكان المدينة وسكان باقي مدن وقرى المملكة.

بداية تحقيق التنمية تأتي من الطريق, والطريق لن يكون نافعا ما لم يخدم الناس في التنقل بسرعة وكفاءة ودقة وراحة, وفيه منفعة اقتصادية واستغلال أمثل للوقت والأهم تعديل المزاج العام لمصلحة الإنتاجية.

عمان ليست عاصمة فحسب وهي ليست مدينة تراث أو سياحة فحسب وهي ليست مدينة سياسية أو اقتصادية فحسب فهي كل ما سبق, ولذلك فإن أمينها ليس رئيس بلدية, بل هو مدير مدينة فيها تنوع حضاري وإنساني يثريه قبل أن يستفيد منه لمصلحة المدينة وسكانها وضيوفها وزوارها.

أما عن المشاكل فحدث ولا حرج, والأمين عرفها ويلوم البيروقراطية المعطلة وليست النافعة فهو بالتأكيد يعرفها تماما ويراها صباح مساء بالعين المجردة, وأظنه قد أفلت من عقال التردد في اتخاذ القرار الذي عطل مشاريع ومصالح الناس.

لكن يداً واحدة لا تصفق, والأمر برمته يحتاج الى تفهم أبناء المدينة قبل أن يتم تحريك مشروع حافلات للتردد السريع في إطار منظومة نقل متكاملة تمنح للمواطن الخيار لكنها في ذات الوقت تجذبه لأن يترك سيارته ويرتادها وهذا يقودنا الى الدخول في تفاصيل تنظيم السير والطرق والنقل, في ظل فوضى عارمة وأزمات خانقة, بينما تسير سيارات النقل العام التاكسي والحافلات في انفلات قانون مدهش, لا يحترم أخلاق السير ولا حقوق الغير على الطريق وفيه.

نعشق ركوب الحافلات والمترو خارج الأردن ونجد في ذلك متعة, لكننا نراه عيبا في عمان ونشمئز لرؤيته, والسبب هو مستوى النقل غير اللائق والخدمة الرديئة والوقت المهدور, هل سيتغير كل هذا يا ترى؟, الخطة تقول ذلك والرؤية واضحة, وسيأتي اليوم الذي تصبح فيه وسائل النقل في عمان مثل سمفونية رائعة تتحرك على الشارع تمتع الناظرين, وسائل مواصلات مثيرة للإعجاب بين حافلة أنيقة وأخرى كهربائية وقطار خفيف تعبر الشوارع بتناسق وتوقيتات فائقة الدقة بلا ضوضاء ولا أبواق..

هذه حالة ليست عجيبة فعمان تستحق أكثر.