كتاب الرئيس الروابدة: هكذا أفكر
جفرا نيوز - كتب زيد نوايسة
مساء الأربعاء الماضي وفي مركز دراسات «الرأي» جرى حفل اشهار كتاب رئيس الوزراء الأسبق عبدالرؤوف الروابدة المعنون «هكذا أفكر» والذي جمع فيه مجمل مواقفه ورؤاه خلال أزيد من خمسة عقود من انخراطه في الحياة السياسية منذ صعوده السياسي، وزيراً وامينا للعاصمة ونائبا ورئيسا للوزراء ورئيسا لمجلس الاعيان.
الكتاب المكون 576 صفحة واشتمل على كل ما قدمه رئس الوزراء الأسبق من محاضرات ودراسات سياسية وقانونية واشتمل على الكلمات التي القاها في الاحتفالات الوطنية ومناقشات الثقة في العديد من الحكومات وكلمات التأبين والتكريم.
سبق للرئيس الروابدة أن تحدث عن تجربته السياسية من خلال سلسلة «سياسي يتذكر» قبل سنوات وأرجح أنه يعكف على تطويرها واصدارها بمؤلف مستقبلاً كما قام بذلك العديد من رؤساء الوزارات وآخرهم رئيس الوزراء الأسبق الأستاذ مضر بدران في كتابه «القرار».
الروابدة أصدر في العام 2010 كتاب معجم العشائر الأردنية وهو من أهم المراجع في هذا المجال بالإضافة للعديد من الكتب المرتبطة بتخصصه المباشر «علم الصيدلة» في سنوات مبكرة من حياته المهنية.
في حدود معرفتي وباستثناء المذكرات والسيرة السياسية لا يوجد في أرشيف رؤساء الوزارات الذين تعاقبوا على هذا الموقع منذ تأسيس الدولة أي إصدارات، يخرج عن هذه القاعدة الشهيد وصفي التل الذي اصدر مؤلفين هما «فلسطين .. دور العقل والخلق في معركة التحرير» و «كتابات في القضايا العربية» والمرحوم سعد جمعه الذي ارتبط اسمه بمؤلف مهم هو «مجتمع الكراهية».
الكتاب يستحق الاطلاع والتمعن لأنه يقدم فكرة وافية عن الاحداث التي جرت خلال تجربة سياسي مهم له حضور في ذاكرة الناس الشعبية أكثر من غيره بحكم علاقته وشخصيته المشتبكة اجتماعياً ومواقفه المتمايزة وربما الإشكالية أحياناً والتي جلبت له مؤيدين وخصوما بنفس الوقت.
كأن المؤلف يريد أن يقدم جردة حساب لفهم شخصيته السياسية ويقول «هذا انا» موثقاً رؤيته في مفاصل ومراحل مهمة خلال حضوره السياسي الذي تميز بالتنوع في السلطتين التنفيذية والتشريعية.
يقدم لنا الرئيس الروابدة مواقفه من العديد من القضايا التي تشغل بال الكثير في المجتمع الأردني هذا الأيام ودائماً بحكم ظروف الأردن وموقعه ودوره سواء فيما يتعلق بالمواطنة والعلاقة الأردنية الفلسطينية والتحديات التي تواجه الأردن ورؤيته للديمقراطية والإصلاح وموقفه من قرار فك الارتباط وغيرها من المواضيع كالتعليم والصحة والاعلام.
ميزة الكتاب أنه يصدر عن أول رئيس وزراء في عهد الملك عبد الله الثاني وفي العهد الهاشمي الرابع، تميزت فترة رئاسته للحكومة على قصرها بأحداث مهمة ربما كان أهمها اغلاق مكاتب حماس وابعاد قيادتها وموقفه من فكرة انشاء منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة وهو ما تجنب الإجابة عليه وربما يأتي الحديث عنه في مذكراته مستقبلاً.
كنا نأمل أن يتحدث الروابدة أكثر ولكنه آثر أن يترك الحديث لمن دُعي من قبل المركز لتقديم قراءة عن الكتاب وهما السياسي والوزير الأسبق الأستاذ عدنان أبوعودة والأكاديمي والوزير الأسبق صبري ربيحات.
الأستاذ عدنان أبوعودة الذي نال الحصة الأكبر من الوقت وباستثناء إشارة عابره عن زمالته للروابدة في حكومة مضر بدران واشادته بملاحظاته الذكية التي تتسم بطابع كوميدي محبب استفاض في الحديث عن التاريخ السياسي والاجتماعي للأردن ما قبل قيام الدولة مركزاً على دوره في صياغة قرار فك الارتباط الإداري والقانوني بينما اكتفى الدكتور صبري ربيحات بتقديم قراءة موجزة ومباشرة مشيداً بمبادرة الروابدة في تقديم تجربته بشكل مختلف والدولة تدخل مئويتها الثانية وبنفس الوقت حث رجال الدولة على الاقتداء به.
«هكذا أفكر» يؤكد الانطباع المعروف عن سعة معرفة الروابدة وقدرته البحثية المنهجية وإلمامه بأدق التفاصيل وهو فوق ذلك أول كتاب لسياسي أردني في المئوية الثانية للدولة.