جمعية دبين للتنمية البيئية: عضوات المجالس البلدية في جرش يحملن أملاً بمستقبلٍ أخضر
جفرا نيوز -
"احنا نعاني في بلدتي من إنه الفعاليات الي تتعلق في البيئة والتلوث صعب نشارك فيها، نحن السيدات يقتصر دورنا على تشجيع ولادنا وأزواجنا على المشاركة." في هذهِ الكلمات البسيطة استطاعت السيدة دينا الدلابيح عضوة مجلس محلي الكفير، بلدية جرش الكُبرى، تلخيص دور المرأة البيئي في أعينِ بعض أفراد المجتمع المحلي. دينا وعشرات أُخريات من عُضواتِ مجالسَ محليةٍ وبلديةٍ ولامركزية شاركْن في ورشات "تعزيز مشاركة المرأة القيادية في القرار البيئي المحلي في محافظة جرش بإشراف من جمعية دبين للتنمية البيئية وبالشراكة مع منتدى الاتحادات الفيدرالية وبدعمٍ من الحكومةِ الكَندية.
المساواة بين الجنسيين التي نطالب بها لا تعني مساواة شكلية في مواد القانون فقط، بل تتسع لتشمل اتاحة الفرص أمام النساء للمساهمة في التنمية الشاملة، ومع تزايد نسبة التمثيل النسائي في عضوية المجالس البلدية إلى ٤١٪، تَكمن أهمية هذهِ الوَرشات والتدريبات التي تَهدفُ إلى رفع كفاءة النساء القياديات فيما يخص القضايا البيئية، من أجل تمكينهن بأخذ القرار البيئي بشكلٍ مستنير، يخدم المصلحة العامة، ليصبح دورَهْن أكثر فعالية في العمل المحلي والبلدي البيئيين. تقول الأخصائية البيئية وإحدى المُدربات المُشرفات، سهام مؤمنة "يمكنُ للنساء توظيف ما حصلْنَ عليه من معرفةٍ بيئيةٍ خلالِ هذه الدورات في النظر إلى المشاريع بعينٍ بيئية، وبالتالي اتخاذ قرارات تساهم في حماية البيئة والحفاظ على الموارد الطبيعية." وتُؤكدُ منسقة المشروع سحر الرواشدة على ارتباط البيئة في العمل البلدي، " نَسعى لِرفع الاهتمام في المواضيع البيئية المرتبطة في مجال عمل النساء، كونه لديهم قُدرة على إقرار مشاريع بيئية ضمن دائرة عملهم في المجالس المحلية والبلدية واللامركزية."
ومن المواضيع البيئية التي ناقشتها النساء خلال أيام الورشة الثلاثة: التغير المناخي والنوع الاجتماعي، تعريف تقييم الأثر البيئي ومفهوم التنمية المستدامة، السياحة البيئية، وشح المياه...الخ. السيدة آيات العتوم، عضوة بلدية جرش في سَنتِها الرابعة والأخيرة من دورتها الأولى، تنوي الترشح لدورة ثانية وإدراج القضايا البيئة على أجندتها الانتخابية المُقبلة في العام الحالي، "ستكون القضايا البيئية على رأس برنامجي الانتخابي، خلال دورتي في المجلس الحالي أُقرَ مشروع يتيم لخدمة البيئة وهو "فرز النفايات في بلدية جرش"، اقتَرَحهُ رئيس البلدية لا النساء، لكن وافقنا عليه لأنه يخدم المِنطقة." تَرى آيات أن دور المرأة في البيئة يتمحور حالياً داخل نطاق بيتها فقط، وأن المشاريع البيئية التي تُشرك المرأة ما تزال "خجولة"، ومع ذلك ستبذل جُهدها في توظيف ما تَعلمتهُ في الوَرشة لاقتراح مشاريع ومبادرات بيئية على مستوى المجلس المحلي والبلدي.
وتشاطُرُها زميلتها السيدة ختام أبو حجيله عضوة مجلس محلي النسيم الرأي، "دور المرأة في القضايا البيئية ضعيف، ويجب على الرجل دعمها. أنوي الترشح للدورة الانتخابية القادمة مع رفع شعار حماية البيئة وطرح مقترحات مشاريع تُعنى في فرز النِفايات ومُكافحة تبعات التغير المناخي." وبالطبع لن ينتهي دور النساء القائدات بانتهاءِ الوِرش، فتعنى جمعية دبين وشركائها في استدامة الأثر التدريبي ونقل الفائدة للمجتمعات المحلية من خلال زِيارات ميدانية ستقوم بها العضوات لتعزيز خِبراتهم ومَعارفِهم وتَبادلها مع مجالس أخرى خارج محافظة جرش، مثل مجالس دير علا والشونة الشمالية وإربد والمفرق وغيرها، وذلك بالتعاون مع وزارة الإدارة المحلية.
للمرأة دور قيادي جذري في الحفاظ على البيئة يبدأ من بيتها وثم ينتقل معها إلى مراكز صُنع القرار، ستقوم النساء اللواتي تم تدريبهم بالاجتماع بشكل دوري مع مجتمع جرش المحلي لتحديد الاحتياجات البيئية والمشاكل والفرص والتحديات ونقاط القوة للمجتمع، ومن ثم رسم التَدخلات التي يمكنهن القيام بها حتى يكون لديهم تأثير مباشر على حياة الناس من نواحي بيئية ومجتمعية.