يسألني لماذا اهتم بكل كبيرة وصغيرة ..!
جفرا نيوز- بقلم المحامي رفعت الطويل
منذ ايام سألني احد السياسيين الكبار في الاردن ولم تكن المرة الاولى من نوعها, لماذا اهتم بما يدور على الساحة الاردنية ولا اترك لا كبيرة او صغيرة الا واتابعها واهتم بها ..! سألني لماذا اهتم بالاخوان المسلمين وبالعشائر ولماذا اهتم بصفة خاصة بالعديد من الصحفيين والاعلاميين ولماذا اهتم بالنواب عامةَ و بنواب المخيمات خاصةَ وما يدور على الساحة الاردنية هذه الايام .
سألني لماذا اهتم بـ الدكتور فارس الذياب الفايز وحراك الـ 36 ولماذا اهتم بفلسطين واتابع كل ما يجري من تسارع غريب في الساحة المحلية واحاول توجيه كل ما يحدث لصالح النظام والوطن ..قال لي لو كنت مكانك لنعمت بما رزقني الله وأرحت دماغي من كل هذا .
فكرت قليلا بما قاله لي وسألت نفسي لماذا يسال وهو من المفروض ان يعلم ان هذا واجب وطني ويجب ان يدرس في المدارس والجامعات والمطابخ السياسية ..!
قلت له زرع فينا منذ صغرنا الانتماء والولاء وحب تراب الوطن كباقي الاحرار والشرفاء في البلد. فمنذ ان علمني والدي رحمة الله عليه ان الهاشميين هم هبة من عند الله على هذه الارض تشكل في وجداني اول مبدأ عرفته في الحياة ...
عندما عرفت ابن الصحراء الذي يتمنى على الله الغيث من اجل رعيته واغنامه ولا يدين بالولاء الا لله والوطن والملك . وعرفت ابن المخيم الذي يتمنى على الله ذات الاماني التي تخص ابن البادية وانا اهتم بكل شاردة وواردة, عندما بدأ الربيع العربي وبدأ الجميع يفكر من حولنا كيف يدير الفرد الى مصلحته الشخصية وانا في حينها كنت مهتم كيف سأدير الامور الى مصلحة النظام والوطن فمنذ ذلك الوقت افكر واعمل كيف لنا في الاردن ان نحافظ على النظام في هذا البلد .. كيف لنا ان نحول كل ما يدور من حراك شعبي الى قوة حول النظام لا العكس كما يفكر البعض .. لهذا اهتم .
منذ ان زلزل بيان ما يطلق عليه حراك الـ 36 رجل بعض المهزوزين اصلا ويعتقدون ان بيانا هنا وحراك هناك يضع البلد في ازمة .منذ ذلك الوقت وانا اناقش الدكتور فارس الذياب الفايز الذي اعرفه ويعرف اهلي من الرعيل الاول وايضا القيادات في الحراك تارة اناقشهم في بيتي وتارات في بيويتهم كيف يكون حراكهم قوة للاردن ودعم للنظام واكرمنا الله بما كنا نريد لانهم في ذاك الحراك يحبون الاردن والملك لكن على طريقتهم ... لهذ اهتم
ان تواصلي الكبير مع الصحفيين والاعلاميين واتصالاتنا بشكل دائم وشبه يومي معهم لانهم " دنمو " الحراك الشعبي وهم الذين يوجهون الراي العام ,ولا يمكن ان يوصل احد الى ما يريد بدونهم فهم الذارع الاقوى هذه الايام وهم الذين يحبون الوطن ويعرفون مقدار الخطر في هذا الربيع العربي ..لهذ اهتم .
علاقتي بالاسلامين في الاردن قوية لانهم رأس الحراك الشعبي الاردني وهم من يقودون الشارع ويوجهونه كما يشاؤون. فهم من يطالب بالحفاظ على النظام ,و لان سقف مطالبهم ليست بأعلى من ما يطلب تطبيقه جلالة الملك, بل بالعكس فجلالة الملك يطالب بأكثر مما يطلبون لانهم يعلموا ان النظام حافظ عليهم في الوقت الذي كان الجميع يحاربهم و الاّن دورهم في رد الجميل و لا بد من مشاركتهم الفعلية في الحكومة والبرلمان. و سيكون دورهم فعالا و ايجابيا لمصلحة الوطن و النظام ..
تماما مثل علاقتي بنواب المخيمات الذين يسيطرون على رأي جزء مهم من الشارع الاردني وهم ابناء المخيمات.. لهذا انا اعرفهم .. ولهذا انا اهتم .
ان عبدالله الثاني هو ملك قيادات الحراك في الشارع .. وهو ملك الاسلاميين والمسيحيين وابناء المخيمات و العشائر وجميع الاطياف السياسية المعارضة او الموالية ..اذا هو ولي الامر . فالتطاول عليه كتطاول الابن على والديه. ان من يمتلك خيمه في اقصى الجفر ولونت الشمس جبهته وهو يركض ليدرك لقمة العيش ,من يمتلك منزل سقفه من "الزينكو" في مخيم شلنر ,ومن يسكن في عبدون ويمتلك عشرات الملايين .. كل هؤلاء من مصلحتهم ان تكون الاردن ونظامها بخير. فطبيعة الانسان يستثمر في امواله واولاده فمن يريد ان يحافظ على هذه الاستثمارات عليه ان يهتم و يعمل و يحارب من اجل الحفاظ على نعمة الامن و الامان و التي هي بفضل الله و الهاشميين. و ليس كما يفعل البعض القليل الذي يهرب بامواله و اولاده من وطنه ظنا منه انه سيجد مكان امن اكثر من مسقط رأسه !! فنقول له بدلا من الهرب عليك ان تساعد و تصرف من هذه الاموال في مساعدة الفقراء و المحتاجين من ابناء الوطن و دعم كافة السبل و الوسائل المتاحة لتوعية الناس للحفاظ على النظام.
الا زلت تسأل لماذا انا اهتم بكل صغيرة وكبيرة ؟ ....
حمى الله الاردن واهله و جلالة الملك وولي عهده وحمى الجيش والاجهزة الامنية ...
ويتبع في الجزء الثاني في الاسبوع القادم