عام مضى وإنقشع ,فهل إتعظ العباد من الهلع؟
جفرا نيوز - أحمد سعيد
قد نكون مررنا بأوقات صعبة بل ومحرجة لم يعهدها أو إستطاع تجاوزها حتى الآن كثيرون في مدن و دول وقارات مختلفة في زماننا هذا القرن مما نتج عن الجائحة التي زاد تأثيرها على العالم في العام الماضي 2020 وعلى إمتداد الكرة الأرضيّة وخلّفت اكثر من ثمانين مليون مصاب وحوالي مليوني وفاة إضافة لملايين العاطلين عن العمل وملايين المؤسسات التي أغلقت وغير ذلك من شلل إقتصادي أصاب دول عديدة ومنها دول كانت تتغنّى بعظمتها وقوتها العسكريّة والماليّة والعلميّة والإستراتيجيّة وغير ذلك ولكن مخطّط فيروس الكوفيد-19 بيّن غير ذلك وقال تعالى في ضورة العنكبوت (وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَوْلَا أَجَلٌ مُّسَمًّى لَجَاءهُمُ الْعَذَابُ وَلَيَأْتِيَنَّهُم بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ)صدق الله العظيم
ويرى الإنسان عظمة الله في ما يحدث من مظاهر واحداث على الكرة الأرضيّة واحيانا في الأجرام والكواكب الأخرى وبما تخلفه هذه المظاهر من أعاصير وفيضانات وزلازل ورياح عاتية وغيرها من مظاهر قد لا تبقي ولا تذر إلاّ ما يكتبه الله العلي القدير لهذا الكوكب والبشر الذي عليه
وأمّا ما حلّ بنا نحن سكّان الكرة الأرضية في العام المنتهية صلاحيته قبل أسبوعين فلم يخطر على بال احد ولم يترك راحة بال عند احد وفقط تلوْنا نحن المسلمين سرّا وعلانية ما جاء في القرآن الكريم ( قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ) صدق الله العظيم
وروى الترمذي عن أبي بن كعب : أن المشركين قالوا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - : انسب لنا ربك ؛ فأنزل الله - عز وجل - : قل هو الله أحد الله الصمد . والصمد : الذي لم يلد ولم يولد ؛ لأنه ليس شيء يولد إلا سيموت ، وليس شيء يموت إلا سيورث ، وأن الله تعالى لا يموت ولا يورث , ولم يكن له كفوا أحد قال : لم يكن له شبيه ولا عدل ، وليس كمثله شيء
وقد بيّن الله تعالى لعباده وحدانيّته وانه أرحم الراحمين بهم وما عليهم سوى أن يُخلصوا له في عبادتهم له وأن يكونوا صادقين ومتكافلين مع بعضهم ولبعضهم في المسرّات والكربات ولكن ما نراه كثيرا من البشر غير ذلك سواء كانت دولا أو حكّاما أو حتّى أقارب في الدم والنسب بين بعضهم حيث أن الشرور بدل السرور والطمع بدل القناعة والحقد بدل الحب والحسد بدل الحمد والحروب بدل السلام والكراهية بدل المحبّة وكل تلك الصفات السيئة هي من طغى وغلب على الناس وطبائعهم بينماغاب عن الناس عباد الله حب الخير ومساعدة الفقير والملهوف والجائع ولم نترك للخير والسلام بابا إلاّ من رحم ربّي وابتعدنا عن طريق الإيمان وعمل الخير مع أن الله زاد الخير على أغنياء كثر سواء دول أو أفراد لكن الحسد والغرور أعماهم وقال الله عزّوجل خذوا ما كنتم عنه غافلون وللخير ناكرون .
وإذا سهّل الله للعباد بواسطة أطباء وعلماء وصيادلة وشركات إنتاج الأدوية لتصنيع عقار مضاد لفيروس كوفيد – 19- وبدأت الدول بإعطائه لشعوبها مبتدئة باجهزتها الطبيّة وكبار المسؤولين فيها لإبداء حسن النوايا وتشجيع الغير يأخذ العقار مع إعطاء الأولوية لكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة فإن رحمة الله واسعة وسيرى أثر نعمته على عباده الشاكرين ولكن إذا إستمر الفجور والنكران فإنّ الله قادر على حرمان الكافرين بنعمته من أيّ نعمة من نعمه .
فإذا كان عام 2020 مضى وإنقشع بما كان فيه حرمان الكثير من متع الحياة مثل الصلوات في المساجد والكنائس وبيوت العبادة ورؤية الآباء والأبناء والأحباب والأصدقاء والأقارب وغير ذلك من نشاطات محببة للإنسان وفيها رضى الله والقرب من عمل الخير والتقرب واللقاء مع الناس وغير ذلك مما مر على البشريّة من مآسي مثل الموت لأعزاء وأقارب والمرض للملايين من البشر فإن البشر قد بدأ تنفس الصعداء بتباشير رحمة الله عليهم وتصنيع عقارات ومطاعيم قد تؤدي للقضاء على الفيروس علّ البشر يتّعظون ويؤمنون بقدرة الله تعالى وحكمته
أحمد محمود سعيد
عمّان – الأردن
16/1/2021