كان أول من هزم الصليبيين.. من هو السلطان قلج أرسلان الأول الذي عُثر على قبره في تركيا؟
جفرا نيوز - اكتشف علماء آثار أتراك مقابر السلطان قلج أرسلان الأول، زعيم سلطنة الروم السلجوقية الذي هزم بعض الجيوش الصليبية الأولى التي وصلت إلى تركيا، وابنته سعيدة خاتون، في محافظة ديار بكر بتركيا في 12 يناير/كانون الثاني 2021.
وذكرت صحيفة Daily Sabah التركية، أن علماء جامعة دجلة بدأوا رحلة البحث عن هذه القبور من خلال الوثائق الأرشيفية، ثم شكلوا لجنة للإشراف على العمل الميداني.
بعد البحث عن المقابر بمنطقة سيلفان في ديار بكر، حيث افترضوا مكان وجودها، ركز الباحثون جهودهم على مقبرتين في حديقة أورتا تشيشمي.
وتم الحفر لأعمق من مترين تحت الأرض عبر مساحة 35 متراً مربعاً، وبعد 9 أيام من العمل الشاق، نجح الفريق في العثور على المدافن.
وقال عضو اللجنة أيتاك جوشكون: "المنطقة التي نعمل فيها تضمنت قبر أهم حاكم في سلطنة سلاجقة الروم، لذلك واصلنا عملنا بجد ليلاً ونهاراً".
من هو السلطان قلج أرسلان الأول؟
وقلج أرسلان الأول كان السلطان الثاني لدولة سلاجقة الروم. أسس والده سليمان بن قتلمش كبير قبيلته والقبائل المجاورة دولة مستقلة في الأناضول بانفصاله عن الإمبراطورية السلجوقية الكبرى عام 1077.
وبعد وفاة والده، تم أسره من قِبل السلطان جلال الدولة ملك شاه، ثم أطلق سراحه عام 1092، ليصبح قائد قبيلة "يفا الغز" ويزيل قائدها السابق المعين أميز الغازي المعين، ويتخذ نيقية عاصمة له.
ولكن وبعد ثلاث سنوات فقط، وجَّه البابا أوربان الثاني الدفعة الأولى من الصليبيين من أوروبا الغربية إلى الشرق الأوسط.
قلج أرسلان الأولقلج أرسلان الأول/ موقع selcuklumirasi
الانتصار الأول على الصليبيين
وصلت الحملة الصليبية بقيادة بيتر الناسك إلى تركيا في عام 1096، والتقت قوات السلطان الصليبيين في معركة سيفيتوت في 21 أكتوبر/تشرين الأول من ذاك العام؛ مما أسفر عن مقتل الآلاف وإنهاء الحملة المسيحية.
وكتب الباحث بيرسيل كوجوكسيباهي أوغلو في مقال صحفي عام 2015: "بمجرد ظهور الصليبيين عند مدخل الوادي، انهمرت عليهم السهام كالمطر، وسقطت خيولهم واحدة تلو الأخرى قبل أن يتمكنوا من معرفة ما يدور حولهم".
وأضاف: "كان الصليبيون في حيرة من أمرهم، وهم يركضون هنا وهناك، كانت المرة الأولى التي يشاهد فيها الصليبيون عن كثبٍ، الاستراتيجية والتكتيكات المنضبطة للأتراك".
وبمساعدة حلفاء من زعماء القبائل التركية، اشتبك قلج أرسلان في وقت لاحق، مع قوات الحملة الصليبية مجدداً عام 1101 حتى تاريخ موته في عام 1107.
أعاد قلج أرسلان الأول تأسيس دولة سلاجقة الروم، كما هزم الصليبيين في ثلاث معارك خلال الحملة الصليبية في سنة 1101.
كان انتصاره على الصليبيين مهماً بالنسبة للسلاجقة، لأنه أثبت أنه يمكن هزيمة فرسان الصليبيين.
ولكنه إلى جانب الجبهات المفتوحة مع الصليبيين، كان يقاتل على جبهات داخلية مع الدانشميون الذين تحالفوا مع الصليبيين تحت قيادة بوهيموند الأول، قبل أن يتمكن قلج أرسلان من أسره.
وفاته
بعد الحروب الصليبية انتقل قلج نحو الشرق إلى حران وديار بكر، وحاول سنة 1107 غزو الموصل، ولكنه هُزم من قِبل محمد بن ملكشاه سلطان دولة السلاجقة العظمى، بدعم من الأرتقيين ورضوان بن تتش والي حلب في معركة نهر الخابور.
وتوفي قلج بعد الهزيمة وهو يحاول عبور النهر..
وبحسب ما نشرته موسوعة Britannica، كانت سلطنة الروم موطناً لمجموعات متنوعة من الناس، من ضمنهم المسيحيون والأرمن واليونانيون والسوريون والمسلمون الإيرانيون.
دعم تسامح قادتها تجاه المجموعات المختلفة استقرار السلطنة، وأصبحت منطقة مزدهرة للتجارة والزراعة والفن.
ومع ذلك، تراجعت السلطنة بنهاية المطاف، وفي أربعينيات القرن الرابع عشر، أصبحت المنطقة تحت سيطرة المغول.
بدوره قال رئيس جامعة دجلة محمد كاراكوج، لوكالة الأناضول، إن اكتشاف المقابر إنجاز مهم واحتفاء بتاريخ المنطقة.