للموسم الثاني : صفائح زيت زيتون تتكدس بالمستودعات في جرش

 جفرا نيوز- للموسم الثاني، تتكدس صفائح زيت زيتون في مستودعات المزارعين في محافظة جرش، رغم تخفيض أسعارها أكثر من 40 % عن الأعوام الماضية وتراجع إنتاج الزيت، وذلك لعجزهم عن تسويقها في ظل الظروف الوبائية التي تمر بها المملكة حاليا، ما أدى الى عدم تمكنهم من صيانة ورعاية أراضيهم الزراعية.

وقال المزارعون إنهم كانوا يعتمدون على دخل موسم الزيتون في دفع تكاليف صيانة الأراضي وحراثتها وتسميدها وتقليمها، لا سيما وأن هذه الأعمال تحتاج إلى كلفة مالية أصبحوا لا يملكونها.

وقال المزارع مصطفى العتوم "إن موسم الزيتون من المواسم التي ينتظرها المزارع سنويا بفارغ الصبر، حتى يغطي تكاليف الإنتاج والعمل الزراعي وإجراء صيانة شاملة لمزرعته”، غير أنه يشير الى أنه هذا العام لم يتمكن من تسويق منتوجاته من زيت الزيتون.

وأشار الى أن عشرات العبوات من الزيتون الرصيع التي اعتاد على تسويقها سنويا ما تزال تتكدس لديه، موضحا أنه اضطر الى ترك أرضه من دون حراثة أو رعاية.

وبين أن ترك القطع الزراعية من دون اهتمام، خاصة مع بدء تساقط الأمطار، يزيد من الأعشاب والحشائش فيها، التي تؤثر على نوعية وجودة ثمار الموسم المقبل، فضلا عن ضرورة تسميدها وتقليمها في الوقت الحالي وحاجتها للمزيد من المواد الزراعية التي تغذي التربة والشجر.

وأوضح المزارع محمد القادري، أنه عاجز هذا العام عن حراثة أرضه لعدم قدرته ماديا على دفع تكاليف الحراثة، مشيرا الى أنه لن يقوم بتقديم أي خدمة زراعية لأشجار الزيتون، إلا بعد تسويق منتوجاته من زيت الزيتون ويبلغ عددها 22 صفيحة.
وأضاف أن حاله كحال مئات المزارعين غير القادرين على تقديم أي من أشكال الرعاية الزراعية لحقولهم، لتكدس منتوجاتهم من زيت الزيتون لموسمين متتاليين في مستودعاتهم وعدم تسويقها.

وناشد القادري، وزارة الزراعة، بضرورة توفير آليات لحراثة الأراضي الزراعية، خاصة وأن تركها من دون حراثة ونمو أطنان من الأعشاب والحشائش فيها، سيزيد من خطورة اشتعال الحرائق الصيف المقبل.

وقال رئيس قسم الثروة النباتية في زراعة جرش المهندس هاني البكار "إن 10 معاصر زيت زيتون في جرش توقفت عن العمل بعد انتهاء موسم القطاف”، مشيرا الى أن 4 فقط ما تزال عاملة في المحافظة جزئيا، لعصر ما يجمعه جوالة الزيتون من حبات عالقة على الأشجار وعلى التربة.

وقال البكار "إن عمل المعاصر قد انتهى فعليا في محافظة جرش بحجم إنتاج يقارب 1700 طن من زيت الزيتون وما يزال أغلب الإنتاج في المعاصر وفي مستودعات المزارعين ولم يسوق نظرا للظروف الاقتصادية والصحية التي تمر بها المملكة وتراجع القوى الشرائية”.

وبين أن المعاصر التي انتهى عملها فعليا يتم متابعة مدى التزامها بالتعليمات وتخلصها من مادة الجفت في ساحاتها في مدة أقصاها 6 أسابيع للحد من انبعاث روائح الجفت على الأحياء السكنية المجاورة والسائقين المارة كذلك.

وقال البكار "إن موسم الزيتون العام الماضي أنتج ما يزيد على 2400 طن من زيت الزيتون، وهذا العام تراجع إلى 1700 طن”، مشيرا الى أنه وعلى الرغم من انخفاض الإنتاج، إلا أن التسويق ما يزال متواضعا وكميات كبيرة من زيت الزيتون ما تزال من دون تسويق.

وأكد أن وزارة الزراعة تبذل قصارى جهدها في تسويق منتجهم من خلال مؤسسات وطنية تشتري هذه المنتوجات وتبيعها في مراكز تسويقية كبرى، مشيرا الى أن هذا التوجه يشجع المزارعين على الزراعة والاهتمام بمزروعاتهم ورعايتها لزيادة كمية الإنتاج وتحسين نوعيته.

الغد