الشيخ طايل مثقال الفايز في حوار لـ"جفرانيوز":على الحكومة معاقبة المسيئين لرموز الوطن


جفرانيوز – محمد سعادة
كلمات تعود بنا الى عصر الحكمة ،الى زمن الشهامة، فيها نفحات الكرم والفضيلة فيها الحكمة العشائرية الحكيمة القائمة على المصلحة الوطنية العامة التي تخلو من المبادئ العصرية البرغماتية.
تعود "جفرانيوز" بقراءها الى زمن رجالات الدولة والى العصر الذي ارسى مبادئ الوطنية والاخوة والشهامة العربية ،والتسامح،والى الاعراف المجيدة والى كرم مبطن بالشهامة ورجولة مكسوة بالإقدام وبالعنفوان بالبصيرة المدبرة والقيادة العشائرية الحكيمة، كالشيخ طايل مثقال الفايز الذي لا يخشى في الحق لومة لائم،ويقف مجابها كما وقف سنوات طويلة من عمره كل من تسول له نفسه الاساءة للوطن او لرموزه الهاشميين .

يقول الشيخ طايل مثقال الفايز ان الهاشميين هم ركائز هذا الوطن وهم من ارسى مبادئ الانتماء والولاء في اهل هذا الوطن الذين كانوا عبارة عن قبائل وعشائر متحاربة الا ان جاءهم عبد الله المؤسسة ليجعل من تلك العشائر والقبائل الجيوش التي حمت الاردن والامة الاسلامية من المتربصين بأمن الوطن ومن الاعداء، وما زالت أفضال الهاشمية تتوالي ومكارمهم على الاردنيين تتزايد الى يومنا هذا حتى اقترن الاردن والاردنيين بنظام الهاشميين المتسامحين ليس على ضعف بل هي سمة التسامح التي يتمتع بها الهاشمين كابرا عن كابر.

الشيخ طايل مثقال الفايز حلل  في حواره مع "جفرانيوز":الاوضاع الاقليمية المتقلبة والمستحدثات التي طرات على المنطقة منذ اعلان بدأ الربيع العربي التي يجب ان نطلق عليه الشتاء العربي "حسب قوله "،مؤكدا ان الثورة في تونس وفي سوريا وفي مصر وفي ليبيا ليس هي الا نتاج لمخططات دول ارادت تقسيم الدول العربية الى دويلات واستحداث خارطة جديدة مفككة حسب اسس طائفية واقليمية،هذا بالاضافة الى بعض الاحتقانات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي كان لها دورها المحدود في تلك الثورات،موضحا ان الاخوان المسلمين كحركة اقليمية نجحت في ركوب الموجة حيث تحولت بسياساتها المتقلبة غير المستقرة وغير القائمة على قاعدة ثابتة، لتكون الرابح الاكبر والاوطان العربية الخاسر بالطبع بسبب الاوضاع الامنية المتقلبة والفوضى السائدة في بلدان الشتاء العربي ،ففي تونس حتى الان لم تستقر الاوضاع على الرغم من انتخاب حكومة انتقالية وفي مصر ما زالت الفوضى سائدة والفقر والبطالة بستفحال،وفي ليبيا التي قسمت الى اجزاء متحاربة يقوم عليها بعض الخارجين عن القانون باسلحتهم التي تم سرقتها من مستودعات الاسلحة ،وفي سوريا ايضا برزت الحركة الاسلامية خارج سوريا لتتكلم بأسم الشعب السوري المضطهد وغير الحر "حسب تعبيرهم" ،والمطالبة برفع القضية السورية الى مجلس الامن لكي تنال سوريا نصيبها من الدمار ولكي يدخل الاسلامي على اجنحة طائرات حلف الناتو،بقيادته الحاقدة على الامة الاسلامية والقائمة على اجندات صهيونية عنصرية،سيما ان مخططات الحركة الاسلامية في كافة انحاء الوطن العربي لا تخدم سوى مصالح الكيان الصهيوني الغاشم،وهي الان على حافة الانهيار بعد فشلها في قيادة الشارع الاردني .

يقوم الفايز في سياق رده على سؤال حول الاصلاح وحول رموز المعارضة في الاردن :ان الشعب الاردن بكافة اطيافه وشرائحه مع الاصلاح، لكنه ضد الاستقواء على الدولة او الاعتداء على ابناء الوطن وحماته من الاجهزة الامنية ،كما ان الشعب الاردني يثق بأن القيادة الهاشمية تعمل جاهدة في سبيل تحقيق الاصلاح المنشود،لكن يبقى التحدي الوحيدي ،هؤلاء اصحاب المصالح الخاصة الذين يناهضون الاصلاح للمحافظة على مصالحهم الخاصة وهؤلاء للاسف كثر ويتواجدون بمحاذاة صناع القرار،وفي المراكز السيادية في البلاد.

واضاف الفايز:ان طريقة الاخوان المسلمين في فرض مطالبهم على الحكومة عن طريق الاعتصامات والمسيرات القائمة على افراد مأجورين يتقاضون مقابل مشاركتهم في الاعتصامات والمسيرات مبلغ معين من المال،لن تُؤتي اكلها،وسوف تزيد الاوضاع تأزيم في البلاد،والاسلاميين يسعون وراء تأزيم الاوضاع املا منهم في ايجاد اذان صاغية لدى المجتمع الاردني ولدى حكومات دول معادية لمساعدتهم والوقوف الى جانبهم للسيطرة على الحكم في البلاد ،واقامة الشعائر السلطوية القائمة على المصالح المادية، البعيدة كل البعد عن الاصلاح وعن مطالباتهم غير المنتهية،وقد رفع نجاح الاخوان المسلمين في السيطرة على الحكم في تونس وفي المغرب وفي مصر باكتساحهم في انتخابات مجلس الامة،من وتيرة مطالبات الحركة الاسلامية في الاردن التي تأمل ان تسيطر يوما على الحكم في الاردن،لكنها بهذا اخطأت وتجاوزت كثيرا حيث ان الاردنيين لن يقبلوا بالحركة الاسلامية التي تمثل من الشعب الاردني ما نسبته 1,2 % من عدد سكانه،خاصة بعد مساهمتها في خلق حالة الفوضى وعدم الاستقرار في سوريا التي كانت دائما بامكانياتها الكبيرة وبكتفائها الذاتي العقبة في وجه الهيمنة الغربية.
 
وذكر الفايز :انه واجه الكثير من قادة الحركة الاسلامية بحقيقتهم وباهدافهم وغاياتهم،التي يحاولون التستر عليها بمطالباتهم الاصلاحية،ولم يجدوا عندها كلمات تخرجهم من المأزق الذي وضعتهم به ،لكن في النهاية استوعبوا الرسالة التي اردت بثها لهم هي ان الاردن والاردنيين يعون جيدة ان قادة الحركة الاسلامية ليسوا دعاة اصلاح وانهم يبحثون عن مصالحهم الشخصية فقط لا غير.

واكد الفايز :ان على الحكومة ان تقوم بدورها على أكمل وجه وأن تضرب بيد من حديد كل مخالفة للقوانيين والتعليمات في البلاد،كما يجب عدم السماح لاحد بالاستقواء على الدولة مهما كان منصبه او عشيرته لان في هذا الخراب وزعزعت الاستقرار في البلاد،فيجب اطلاق يد الامن للحفاظ على القانون وليس ايذاء الناس.

وعلق الفايز على المعارضة الخارجية بقوله ان هؤلاء قلة مأجورة وعملاء يعتمدون على الرواتب التي تمنح لهم من الحكومات الاجنبية،واهدافهم قائمة فقط على تشويه صورة الوطن اعلامية،لكن تبقى الحديث عن معارضة خارجية ضرب من ضروب الوهم ،فلا يستطيع احد القول بان الخمس الاشخاص الذي تظاهروا امام البيت الابيض اثناء تواجد جلالة الملك في واشنطن معارضة خارجية.لهذا لا يسوى الحديث عنهم حتى.

واضاف الفايز:انه واجه الحكومة بالمطالبات الشعبية والعشائرية حيث اكد ان على الحكومة ان لا تقف متفرجة على الاساءة لرموز الوطن وللهاشميين من قبل بعض الشخصيات المعارضة امثال احمد عويدي العبادي وهمام سعيد وزكي بني ارشيد وليث شبيلات واخرين،فقد آن اوان تحويلهم الى القضاء بتهمة قذف المقامات العليا اسوتا بالشاب عدي ابو عيسى،لكي لا يجرأ احد على التمادي والاساءة مرة اخرى للهاشميين رموز الوطن،وقد واجه الشيخ الفايز رئيس الحكومة وقادة الاجهزة الامنية بتلك المطالبات حيث ان الشعب يريد محاكمة وانزال العقوبات الرادعة بهؤلاء،الذين نسوا او تناسوا مكارم الهاشميين لهم ولعائلاتهم التي شملت كافة ابناء الوطن.

أما بما يخص اجراءات مكافحة الفساد التي اتخذتها حكومة الخصاونة في الاونة الاخيرة،بما يخص توقيف المهندس عمر المعاني وعامر البشير قال الفايز :ان الحكومة تحاول الالتفاف على مطالبات الشعب الاردني بما يخص مكافحة الفساد لهذا اتخذت من عمر المعاني وعامر البشير اكباش فداء،محاول تخدير الرأي العام ،لكنهم لن ينجحوا في تخدير الراي العام حيث ان الجميع يعلم ان عمر المعاني وعامر البشير ليسوا فاسدين وان قضاياهم تتلخص بسوء الادارة فقط،وعلى الحكومة ان تثبت للشعب انها ترغب في مكافحة الفساد وهذا يكون بتقديم رؤوس الفساد الى القضاء ومحاكمتهم والتحفظ على اموالهم.  

وحَمل الفايز "جفرانيوز" رسالة الى الحركة الاسلامية مفادها :ان الاردن لن تكون يوما غزة وان الحركة الاسلامية في الاردن ليست جناح لحماس،وانهم لن يستطيعوا العودة بالاردن الى حقبة السبعين ودفعها الى مرحلة الخراب وعدم الاستقرار ،لان الشعب الاردني باختلاف منابته اصبح اكثر وعيا واكثر الماما بالحقائق،ويدرك ان نعمة الامن والامان في البلاد تميزها عن غيرها في منطقة الشرق الاوسط ،وتجعل منها المقصد لكل هؤلاء الباحثين عن السلم والسلام.

وقال الفايز في نهاية حديثه : ان الاردنيين باقون على العهد مع الهاشميين وسوف يحافظون على نظامهم الباقي ببقاء الاردن مهما تطلب الامر،وسوف لن يسمحوا لاحد التطاول على النظام او على الاجهزة الامنية او على مؤسسة الجيش لان هؤلاء هم حماة الديار.