واشنطن تعتزم تصنيف الحوثيين في اليمن منظمة إرهابية أجنبية
جفرا نيوز - قالت منظمات إغاثة إن تحرك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتصنيف حركة الحوثي اليمنية كمنظمة إرهابية أجنبية قد يعرقل جهود السلام ويقوض مساعي توصيل المساعدات الحيوية في بلد تتصاعد فيه المخاوف من حدوث مجاعة.
وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الأحد إن وزارة الخارجية ستخطر الكونجرس بنيته تصنيف جماعة الحوثي اليمنية منظمة إرهابية أجنبية.
وقد تكون الخطوة من آخر القرارات التي تتخذها إدارة ترامب قبل تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن في 20 يناير كانون الثاني.
وفيما يلي بعض التبعات المحتملة لهذا القرار:
** جهود السلام
* تحاول الأمم المتحدة استئناف المحادثات السياسية لإنهاء الحرب بين الحوثيين والتحالف بقيادة السعودية، وقد يتسبب هذا التصنيف في معوقات قانونية لإشراك الحوثيين، الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء وأغلب المراكز الحضرية الكبرى.
* قد تدفع الخطوة الحوثيين إلى قطع محادثات عبر قنوات خلفية تجرى مع السعودية بشأن وقف إطلاق النار على مستوى البلاد.
* قد تؤدي الخطوة أيضا إلى تصعيد في العنف وتقرب الحوثيين أكثر من إيران التي أرسلت سفيرا إلى صنعاء في أكتوبر تشرين الأول 2020.
** الأزمة الإنسانية
* قال بومبيو إن الولايات المتحدة تعتزم وضع إجراءات لتقليل أثر التصنيف على أنشطة إنسانية محددة وواردات إمدادات مثل الغذاء والدواء إلى اليمن.
* تسببت الحرب الدائرة منذ أكثر من خمس سنوات في اعتماد نحو 80 %من سكان اليمن على المساعدات ودفعت الملايين إلى حافة المجاعة. ومع نقص التمويل هذا العام، حذرت الأمم المتحدة من أن اليمن يواجه ما قد تكون أكبر مجاعة في العالم منذ عقود.
* تخشى منظمات الإغاثة أن يؤدي التصنيف إلى تجريم عملها في البلاد، إذ أن الحوثيين هم السلطة الفعلية في الشمال ويتعين على المنظمات الإنسانية الحصول على تصاريح منهم لتنفيذ برامج المساعدات، إضافة إلى العمل مع الوزارات والأنظمة المالية المحلية.
* قد يؤثر التصنيف أيضا، مع زيادة العبء على البنوك فيما يتعلق بآليات الانصياع للقرارات، على قدرة اليمنيين على الوصول للأنظمة المالية والتحويلات من الخارج، إضافة إلى تعقيد إجراءات الواردات ورفع أسعار السلع أكثر.
بومبيو
وأعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الأحد أن الولايات المتحدة ستصنف الحوثيين في اليمن على قائمتها السوداء للجماعات "الإرهابية"، في قرار اتخذ قبل عشرة أيام من انتهاء ولاية الرئيس دونالد ترامب وتخشى منظمات الإغاثة أن يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية الحادة في هذا البلد.
وأوضح بومبيو في بيان، أن القرار يهدف إلى تعزيز "الردع ضد النشاطات الضارّة التي يقوم بها النظام الإيراني" الداعم للحوثيين في مواجهة حكومة الرئيس المعترف به عبد ربه منصور هادي المدعومة من تحالف عسكري تقوده السعودية.
وتضم القائمة السوداء الأميركية ثلاثة قياديين حوثيين بينهم زعيمهم عبد الملك الحوثي.
وقال بومبيو إن القرار اتخذ من أجل "محاسبة (الحوثيين) على أعمالهم الإرهابية بما فيها الهجمات العابرة للحدود التي تهدد السكان المدنيين والبنية التحتية والشحن التجاري".
وكان القرار منتظرا منذ الانتخابات الرئاسية الأميركية في 3 تشرين الثاني/نوفمبر، وكانت منظمات غير حكومية وهيئات دولية تخشى أن يعمد ترامب بعد هزيمته إلى تسديد ضربة دبلوماسية لإيران قبل انتقال السلطة في 20 كانون الثاني/يناير إلى الديمقراطي جو بايدن الذي أبدى رغبته في معاودة الحوار مع طهران.
وقال بومبيو إن "الولايات المتحدة تقر بأن هناك مخاوف بشأن وطأة هذه التصنيفات على الوضع الإنساني في اليمن" مضيفا "نعتزم اتخاذ تدابير للحد من انعكاساتها على بعض النشاطات والإمدادات الإنسانية".
ويشهد اليمن منذ 2014 نزاعا بين الحوثيين المدعومين من إيران والقوات الموالية لحكومة عبد ربه منصور هادي، تصاعد في آذار/مارس 2015 مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري دعما للحكومة.
وفيما تراجعت حدة القتال في اليمن بشكل كبير منذ أشهر، استؤنف العنف في كانون الأول/ديسمبر في مدينة الحديدة التي تشكّل نقطة الدخول الرئيسة للمساعدات الإنسانية إلى اليمن.