حراك الفاسدين
جفرا نيوز - نايف المحيسن
الاستفادة من تجارب الغير سنة قد ياخذ بها الاخرون على اعتبار ان النجاح في التجربة قد يمثل نجاحا لتجربة اخرى حتى ان كانت التجارب متناقضة مع بعضها البعض اي ان كل تجربة تحمل نقيض التجربة الاخرى ولكن اللجوء للاسلوب هو المطلوب حتى لو كان هناك تناقضا لان اعتقاد المستفيد من التجربة بنجاح تجربه سابقة قد يمثل نجاحا له.
ولكن من سخرية القدر ان يلجأ من هم متهمون بالفساد وقام بشأنهم الحراك باستخدام نفس الطرق التي قام عليها الحراك الذي اوصلهم الى القضاء ليقول كلمته على اعتبار ان الحراك واحد ويحقق المطالب فمثلما تمكن الحراك من الوصول الى مبتغاه باحالة الفاسدين للمحاكم فان هؤلاء قامو هم او ذويهم او مناصريهم بحراك مماثل لمنع محاسبتهم على اعتبار انهم ضحايا فساد وليسوا فاسدين.
بدأنا نشهد في الاردن بعد احالة متهمين للقضاء وايداعهم السجون نوعا من الحراك المتمثل في التحشيد واقامة الخيم التضامنية معهم بهدف المطالبة بوقف محاكمة هؤلاء المتهمين على اعتبار انهم ضحايا فساد وليسوا فاسدين هكذا يصورون لنا اقاربهم واصدقائهم المتضامنين معهم.
الفساد لدينا له اعوانه واصدقائه والمنتفعين منهم والمستفيدين من فسادهم وهذا امر طبيعي ان يرد جميل الفساد لهم بمناصرة الفساد والفاسدين فمن تنفع من الفاسدين هو فاسد مثله مثلهم وليس غريبا ان يكون مناصرا لهم ولكن هناك من يوحي بان مناصرة هؤلاء الفاسدين تأتي من خلال ثقل او تحشدات عشائرية مع ان العشائر بريئة كل البراء من الدفاع عن الفسادين فالعشائر الاردنية لن ولن تكون مع الفاسدين والفساد بل هي جبلت على الكرامة والشهامة والعز ومنع الفساد وان كان هناك ثلة انتسبوا لهذه العشائر ام لم ينتسبوا لها ومارسوا الفساد فان العشائر لا يشرفها بأي حال من الاحوال ان يكون الفاسدون من ابنائها.
الحراك المتواصل في مدن المملكة هو حراك سلمي ونظيف وهدفه الاساسي الاصلاح ومحاربة الفساد ويشارك فيه اناس من جميع فئات المجتمع بما فيهم ابناء العشائر الاردنية وهدفهم هو ان يتم معاقبة كل من تطاول على مقدرات الوطن والمال العام حتى لو كانوا من ابناء عمومتهم فمن يسرق الوطن لا يشاور اهله ولو شاورهم لمنعوه من السرقة لان المال الحرام وبال على صاحبه وعلى من يدعمه في التطاول على مال الدولة.
لقد تبرأ الحراك في الشارع واعلن ان لا حماية لفساد مهما كان لا بالعكس فالحراك مستمر ومتواصل حتى تكتمل حلقات محاربة الفساد والوصول الى جميع الرؤوس الفاسدة مهما علا او كبر شأنها وان الحراك يدرك ادراكا كاملا ان هناك ايادي خفية تلعب بكل ما لديها من اوراق وترمي بكل ما لديها من ثقل لابقاء الحال على ما هو عليه حتى لا يتم الوصول الى هذه الايادي ولكن ما نأمله ان تصل ايدي القضاء الحر الى هؤلاء بالسرعة الممكنة حتى لا يتمكنوا من الوصول لاهدافهم من خلال احداث الفتن والاشاعات في الشارع والتي هدفها حمايتهم اكثر من حماية غيرهم من الحالات التي شهدناها في الفترة القليلة الماضية تحال الى القضاء بتهم فساد.
لن تنطلي على الاصلاحيين اية مؤامرات او حبكات يديرها اهل الفساد ولن يوقف اهل الاصلاح اي شيء لحماية الفساد والوصول الى جذوره ورؤوسه الكبيرة التي وان طالت المطالات ففي نهاية المطاف ستقع كل الرؤوس تباعا وان غد لناظره قريب.