السعودية وقطر .. (عودة المياه لمجاريها) جهود حثيثة للكويت وآثار إيجابية ستشهدها المملكة
جفرا نيوز - موسى العجارمة
عادت العلاقات السعودية والقطرية إلى مجراها بعد أزمتهما التي بدأت في (5 - حزيران -2017) ما أدى لإنهاء العلاقات بين البلدين وإغلاق كافة الحدود البرية والجوية، لتكون هذه الأزمة الأولى في الخليج العربي، التي فرضت الحصار على قطر وقطعت كافة العلاقات الدبلوماسية بين كلا البلدين وثلاث دول عربية أخرى.
انتهاء الأزمة بدأ عقب الإعلان عن اتفاق يقضي بفتح الأجواء والحدود البرية والبحرية بين السعودية وقطر اعتبارًا من مساء الاثنين، والاتفاق يشير إلى معالجة كافة المواضيع، ومن بينها رفع السعودية والإمارات والبحرين ومصر الحصار عن قطر، إضافة لتخلي الدوحة عن الدعاوى القضائية المرتبطة بها.
ولا شك أن الاستقرار في العلاقات يعتبر أمراً إيجابياً في كافة الأقطار العربية وخاصة في ظل الصراعات التي شهدتها المنطقة خلال العقد الأخير؛ إثر تداعيات الربيع العربي والأزمات الاقتصادية المتعاقبة، بالإشارة إلى أن الأردن تربطه علاقة وطيدة وعميقة مع دول الخليج.
*المصري: الأردن يدعو دائماً لرص الصف العربي لمواجهة المخاطر
رئيس الوزراء الأسبق طاهر المصري يقول لـ"جفرا نيوز"، إن الأردن يدعو دائماً لرص الصف العربي لمواجهة المخاطر التي نمر بها وخاصة بعد تعدد الآراء ووجهات النظر التي تشير بأن الخطر الأساسي جاء بسبب إيران بعكس جهة أخرى تؤكد بأن إسرائيل هي السبب الرئيسي بذلك، متمنياً الْتِئام كافة الجروح والاستمرارية بهذا النهج، والأردن يدعو دائماً للوحدة العربية، مشدداً على أهمية المصالحة ونجاح دول الخليج بمواجهة كافة القضايا التي يواجهونها، ونجاح القمة الخليجية.
وفيما يتعلق بإيجابيات الصلح التي ستنعكس أثارها على المملكة، يبين أن الأردن بجغرافيته ووضعه العام لا يستطيع خوض الخصام مع أي دولة عربية، وخاصة أن هناك 600 ألف مواطن أردني يعمل في دول الخليج، إضافة لحركة التجارة الموجودة بيننا.
*العبادي: تغييرات الولايات المتحدة عكست إيجاباً على الوطن العربي
نائب رئيس الوزراء الأسبق د. ممدوح العبادي، يؤكد لـ"جفرا نيوز" أن التغيير الحقيقي الذي جرى في الولايات المتحدة عكس إيجاباً على الوطن العربي وخاصة أن الديمقراطيين هناك اتخذوا مواقفاً معلنة حيال هذا الخلاف، إضافة للجهود الحثيثة التي قدمتها دولة الكويت المتعارف عليها بمواقفها الوطنية دائماً.
ويعتقد العبادي أن صاحب الخطوة الأولى بهذا الصلح هي المملكة العربية السعودية لتستجيب قطر مباشرة؛ لكونها كانت تشكو من الحصار، مشيداً بهذه الخطوة التي يعتز ويفخر بها كل أردني؛ لطالما الوحدة العربية تصب بمصلحة الجميع دون استثناء.
*المعايطة: الأردن تأثر عقب الإعلان عن الأزمة الخليجية
وزير الإعلام الأسبق سميح المعايطة يوضح لـ"جفرا نيوز"، أن الاستقرار في العلاقات العربية إيجابياً؛ لكون هذه مصلحة أردنية مباشرة وخاصة في دول الخليج التي تمثل عمقاً للأردن وتربطه بكافة مكوناته علاقات مميزة ومصالح كبيرة.
ويضيف المعايطة: "مثلما تأثر الأردن والأردنيين سلباً عقب اندلاع الأزمة الخليجية فإن الخطوات الإيجابية التي تم الإعلان عنها بين قطر والسعودية وما يمكن الإعلان عنه لاحقاً أمر يسعد الأردن قيادة وشعباً، كما نرى فيه تخفيفاً من الأعباء على الشعبين الشقيقين وعلى الجاليات الأردنية هناك فضلاً عن كل أردني".
*الرنتاوي: الصلح بشرى سارة للأردنيين
الكاتب والمحلل السياسي عريب الرنتاوي يقول لـ"جفرا نيوز" إنه لا شك بأن اندلاع الأزمة الخليجية شكل موقفاً محرجاً للدبلوماسية الأردنية التي احتفظت بعلاقاتها مع كافة الأطراف، موضحاً أن الأردن لم يكن بمقدوره تجاهل موقف الدول الأربعة مما لجأ لتخفيف العلاقات الدبلوماسية لغاية ما استعاد علاقته مع قطر.
ويضيف : إن الدوحة استجابت لذلك وعاد السفراء والمساعدات المالية وفرص العمل الممنوحة للأردنيين حينها، وفي أجواء المصالحة يتم التخلص من هذا الحرج ويستطيع أن يذهب الأردن بعلاقاته السياسية والاقتصادية والتجارية مع كافة الأطراف.
وحول الاثار الإيجابية التي ستشهدها المملكة عقب الصلح، يتوقع الرنتاوي عودة العلاقات التجارية الأردنية والقطرية على الحدود البرية، لكون الحدود بين السعودية وقطر عادت من جديد، وبإمكان دخول التاجر الأردني براً دون أي مشاكل، مبيناً أن هذا يساعد على تحسين العلاقات الثنائية بين البلدين، قائلاً: "الصلح يعد خبراً سارًا للأردن على المستوى السياسي والاقتصادي".
يذكر أن مسؤول كبير بإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قال يوم أمس إنه تم التوصل إلى انفراجة في النزاع بين قطر والسعودية والتوقيع الثلاثاء على اتفاق لإنهاء الخلاف ، مضيفاً أن الاتفاق يقضي برفع السعودية والإمارات والبحرين ومصر الحصار عن قطر وبتخلي الدوحة عن الدعاوى القضائية المرتبطة به.