وزراء إعلام سابقون يبرقون عبر جفرا بمئوية الاردن

جفرا نيوز - فرح سمحان 

أضحى الأردن على مشارف التتويج بذكرى مئوية تأسيس الدولة الأردنية التي ظهرت منعتها وصلابتها في كل المراحل التي مرت بها الدولة من عمرها ، حيث أصبح الأردن العلامة الفارقة والرقم الصعب في المنطقة والإقليم لما حققه من دعم امني وسياسي واقتصادي لكل الدول التي تربطها بالدولة علاقات وطيدة تراكمت على مدار أعوام لما للدولة الأردنية من مكانة سياسية مرموقة 

في الوقت الصعب الذي يستخده العالم أجمع من متغيرات وتحركات سياسية واقتصادية وتحديات عديدة بشتى الأصعدة والمجالات بات مرور 100 عام على مئوية تأسيس الدولة الأردنية أكبر تحدياً لحجم وثقل الإنجازات والتحديات التي تجاوزها الأردن بصلابة وترابط شعبه الذي يلتف بحب وشغف وتطلع لقيادته التي تتسم بالحكمة والحنكة 

«جفرا نيوز » قامت بتناول أبعاد وتبعات وانعكاسات دخول الدولة الأردنية بذكرى مئوية التأسيس ، وأهمية ذلك على كافة الأصعدة وكيف تم تجاوز الصعوبات والتحديات التي مررنا بها ، من خلال آراء الساسة والمطلعين على الشأن المحلي 

الناطق الإعلامي الأسبق باسم الحكومة والاكاديمي المختص بالشأن السياسي ، الدكتور محمد المومني ، قال إن ذكرى مئوية تأسيس الدولة الأردنية هي مناسبة وطنية للوقوف على تاريخ الدولة الأردنية وكم التحديات التي واجهتها والإنجازات التي حققتها 

وأضاف المومني في حديثه لجفرا نيوز ، أن هناك دروس وعبر كثيرة تجعلنا نخلص إلى أن هذه الدولة تميزت دائما بصلابتها وحكمة قيادتها ووعي مواطنيها ، وكذلك إحترافية أجهزتها المدنية والعسكرية 

ولفت أن المئوية تعد بمثابة فرصة لتتعلم الأجيال الحالية من الأردنيين حجم التضحيات وعظم المواقف التي سجلها الرعيل الأول والآباء المؤسسون 

وتابع المومني ، بنينا دولة تتميز بقوة مؤسساتها السياسية وحكمة قرارتها ، كما شكلت شبكة قرارات إقليمية ودولية جعلت من قدرة الأردن في التأثير أكبر بكثبر من حجمه الجغرافي والسكاني 

وعبر عن مدى فخر الأردنيين بهويتهم ، قائلاً : كل أردني يفخر لمجرد أنه أردني ، ويرفع رأسه عالياً بين الشعوب كافة عندما يشار له بالبنان انه أردني ، وهذا كله يعود لقيادة الأردن التي تتميز بالحكمة والبصيرة 


العلاقة المميزة بين الشعب وقيادته وطدت وخلدت مئوية تأسيس الدولة الأردنية ، هذا ما قالته وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال ورئيس تحرير جريدة الغد سابقاً الزميلة جمانة غنيمات ، وأضافت أن المعنى السياسي لهذه المناسبة له أبعاد هامة خاصة في الوقت الصعب الذي يمر به العالم ووجود دول لم تتجاوز تأثيرات فترة الربيع العربي بعد 

وبينت غنيمات في حديثها لجفرا نيوز ، أن الدورس المستفادة تكمن بأن الأردن الصغير بمساحته وموارده إستطاع وعلى مدار سنوات أن يتجاوز الظروف التي عصفت به ، بحيث تمكنا من نقل الدولة وبنائها خطوات للإمام 

وأكدت على مدى منعة وصلابة الدولة الأردنية ، التي تجاوزت الكثير من الأزمات بفضل العلاقة المميزة بين القيادة الحكيمة والشعب ، وكذلك إيمان الأردنيين بوطنيتهم واردنيتهم بعد مرور 100 عام على تأسيس الدولة الأردنية 

وتابعت ، بالرغم من الإنجازات التي تحققت وبقدر حجمها وثقلها ، إلا أن هناك تحديات تتطلب نظرة ورؤية مختلفة حتى نتمكن من تجاوز أية محن وصعوبات ، وتقديم ما من شأنه الحفاظ على ثبات وعزة وتقدم الوطن بكل المجالات 

الناطق الإعلامي الأسبق باسم الحكومة والمحلل السياسي سميح المعايطة ، قال إنه  عندما يتم تقييم مسيرة دولة بعد 100 عام فإن هذا يتم من خلال الظروف التي نشأت بها وإمكاناتها وماتعرضت له من أزمات ومحطات صعبة إضافة إلى مقارنة ما سبق مع ما حققته من بناء ذاتها ومؤسساتها ونوعية الإنسان وقدراته.

وبين في حديثه لجفرا نيوز ، أن الأردن الذي نشأ في محيط لم يستقر عبر 100عام، وأزمات لم يتوقف ظهورها و إنتاجها استطاع أن يقدم دولة راسخة في البناء وانسانا صاحب تأهيل وتعليم، وقيادة تعاملت بذكاء وقدرة مع كل أمواج الحروب والمؤامرات ومحاولات الاستهداف.

وأضاف ان كل ذلك انعكس على واقع الدولة الحديث وجعلها من الدول صاحبة الحضور المعتدل في العالم، دولة تفكر بعقلية إنسانية وتمارسها مع كل من لجأ إليها حربا أو سلما، وقدرة على التعامل الذكي مع كل مايخرج في طريقها من أزمات.

وأوضح أن من أهم ما نجحت به مؤسسه الحكم في الأردن قدرتها على بناء شبكة علاقات دولية تقوم على ما تملكه هذه القيادة عبر قرن من الزمان من اعتدال صادق وسعي حقيقي للسلام ولغة واحدة ومصداقية عالية، فكانت العلاقات الخارجية الأردنية ومازالت قوية، وكانت القيادة الاردنية دائما صاحبة رأي يسعى الآخرون للاستماع إليه في كل القضايا الإقليمية والدولية.

وحتى على صعيد منطقتنا المتخمة بالتقلبات والحروب والمؤامرات فقد كانت علاقات الأردن تسير وفق معادلة واضحة، ولم تتعامل الدولة الأردنية بحقد حتى مع أكثر من حاول إلحاق الأذى بها، وكان الأردن سباقا لبناء اي حالة عربية تصالحية أو توجه لحل الأزمات.


القيادة الهاشمية ... منعة وقوة واستقرار 

الاردن دولة عاشت قرنا من الزمان في ظل نظام سياسي واحد مستقر، وكانت هذه القيادة الهاشمية جزءا من اسم الدولة وهويتها هذا ما تابع فيه المعايطة حديثه ، مبيا أن  قيادة الأردن تدير علاقاتها مع الأردنيين وفق قواعد الأسرة الواحدة بعيدا عن لغة الدم أو البطش، لهذا نشأت بين الأردنيين وقيادتهم علاقة خاصة عنوانها التسامح والإيمان بالدولة والسعي للحفاظ عليها واستقرارها، وكان الأردنييون يرون في قيادتهم عنوانا للفخر لهم ولوطنهم، ومع تعاقب العقود كان الأردني يدرك السمات المختلفة والمميزة لقيادته التي استطاعت بناء الدولة والحفاظ عليها

على أعتاب ومشارف مئوية تأسيس الدولة الأردنية .... ماذا علينا أن نفعل ؟

في هذا الصدد قال المعايطة ،  أنه وبالتزامن مع الدخول لابواب المئوية الثانية ، فاننا نحتاج إلى الحفاظ على كل أسباب النجاح التي كانت خلال المئة عام الأولى، ونحتاج إلى تنقية مسار الدولة من كل مايضعف مؤسساتها أو علاقة المواطن بقيادته، وان ندرك المشكلات الجديدة التي تحتاج إلى حلول وان لايغيب عن البال الإيمان بالدولة عنوانا لكل المراحل.

وشدد على أهمية تقوية الحرب على الفساد وضرورة وتقوية المؤسسات الديمقراطية ، وان تبقى المؤسسات المفصلية في الدولة قوية وعلى رأسها المؤسسة العسكرية والأمنية.