جفرا نيوز - حوار أمل العمر 

 تصوير - جمال  فخيدة 

روى المستشار السياسي ووزير الاعلام السابق والمفكرعدنان ابو عودة أثناء حوار اجرته "جفرا نيوز" ان المملكة كانت تعاني في عام 1970 من فوضى وضعف في الحكومة وان السلطة كانت حينها للفدائيين الذين كانوا ينزلون الى الشارع بالأضافة الى ان  الجبهة الشعبية قامت حينها  بخطف طائرات ووضعها في الصحراء الشرقية  مما أدى الى فوضى عارمة

 وحول تشكيل حكومة عسكرية وتعيينه وزيرا للاعلام قال "ابو عودة " انه في تاريخ  الرابع  عشر من شهر  ايلول سنة 1970  قام بكتابة تقريره السياسي "حيث كان يعمل محللا سياسيا في المخابرات", وسلمه  لمدير دائرة المخابرات آنذاك "نذير رشيد" والذي بدورة قام  بتسليمه لجلالة المرحوم الملك الحسين , مضيفا انه حينها طلب "رشيد" من عدنان ابو عودة  القيام برفع التقرير الى المغفور له  الملك حسين بيده حيث كان المغفور له موجود بقصر في "الحمّر"

وتابع انه في الوقت الذي سلم فيه ابو عودة التقرير للملك  أبلغه بقرار تشكيل حكومة عسكرية سيكون فيها وزير للاعلام, مستذكرا قول المغفور له : "عدنان انت من القلة في البلد من يعلم ان الحال اذا ما استمر عليه قد نفقد الضفة الشرقية كما فقدنا الضفة الغربية " .

ولفت أبو عودة  ان مشكلة الفلسطنيين والعرب اجمالا انهم ليسوا مدركين للتخطيط الصهيوني ونتيجة عدم الادراك ذلك, كان فهمهم للأحداث منقوص وبالتالي يتم اخذ القرارات والمواقف بطريقة  لا تساعد العرب في مواجهة التخطيط الصهيوني , مضيفا ان الركائز التي تعتمد عليها الصهيونية هي الارض الفلسطينية وان لا يكون على هذه الارض غير اليهود "القومية اليهودية" 

وقال "ابو عودة" أنه  في حرب 1967 عندما هُزمت الجيوش العربية , واستولت اسرائيل على ارض سيناء في مصر والجولان في سوريا والضفة الغربية من الاردن بالتالي فان اسرائيل حققت الركيزة الاولى ومنذ اليوم الاول لانتهاء حرب حزيران بدأت أسرائيل التفكير بالقضية السكانية في فلسطين فقامت بأتباع خطة تضمن قيام اليهود في فلسطين بالضفة الغربية والجولان وسيناء وقامت ببناء مستوطنات لهم

 اما الجانب الاردني فقد كانت ثقافة الحسين ووصفي التل وفهمهم للصهيونية العامل المساعد في الوقف في وجه اسرائيل ومخططاتها حيث ان موضوع الاستيطان مهم للمملكة  ذلك لأنه عند خروج الفلسطينيين من فلسطين سيلجأون للمملكة  وبالتالي نصبح جزء من المشروع الصهيوني وهذا الامر يؤثر على الهوية الاردنية .

و أشار الى ان  الاردن كان دوما بجانب الشعب الفلسطيني وموقف الهاشميين سليم , حيث أن اي عملية في فلسطين تؤثر على الاردن,  مشيرا الى ان مساعي المغفور له الملك حسين في الوصول الى اي عملية  سلام مع اسرائيل قبل ان تقوم بعملية الاستيطان مهم جدا , ولكنها فشلت بسبب "سياسة المرحوم ياسر عرفات" , مؤكدا على انه كان هناك جهل في المفاهيم الاستيطانية وفهم البعد الصهيوني في المنطقة  واكبر دليل هي معاهدة "أوسلو"