بعد رحيل حاتم علي.هل تتواصل ملحمة اللجوء؟
"التغريبة الفلسطينية:محطة على الطريق الطويل" ثقافة
بعد رحيل حاتم علي.هل تتواصل ملحمة اللجوء؟
جفرا نيوز - التغريبة الفلسطينية ملحمة مصوّرة على جدار الزمن،طالعنا فيها حزن العيون،بث الشكوى وضراعة القلوب،ومرارة الصبر تحت شمس أملٍ لم تأفل أبداً،ملحمة إصرارٌ لم تهزمه الظروف،تتكاثف اللحظات مومضة بالحياة،وتتكاتف راسمة مسيرة الإستمرار ولكن إلى غاية محددة ومقصد مطبوع سلفاً في الذاكرة المغتربة،ملحمة مبتدؤها الخروج،وخبرها الرجوع،كم مخيم ودكان وقصيدة وشركة ومؤسسة حملت هذا الإسم"العودة"،المنارة التي يشدّ بريقها سفينة اللجوء.
محطة التغريبة توقفنا فيها،زمناً طال أوقصر،فحسبة الزّمن تضيع فيها المقاييس،في تيه اللجوء العريض.
شعثنا لم يُلم،تفرّق حزماً على بيادر الغربة،ظلّ بعضها يشدّ بعضاً بتلك الأواصر الخفيّة التي تترجمها القصائد والمسلسلات والسرديات إلى لغة محكية،فتراهم مسمّرين في كُلّ أنحاء الأرض يشاهدون تغريبتهم الفلسطينية،موزعين على قارات الأرض الخمس ليجتمعوا في ساعة واحدة أمام شاشة واحدة،ليسمعوا ويشهدوا حكايتهم الواحدة!
نعم لقد دغدغت فينا كل ما يمكن أن يدغدَغ وأيقظت كل ما يمكن أن يوقظ،وأحيت كل ما يمكن أن يؤول إلى موات أو نسيان في لحظة غفلة!
هكذا نحن! ننهض من كبوتنا بصيحة تشجيع،ونصحو على نداء استصراخ قادمٍ من أعماق الذاكرة،تهزنا زغرودة في حفلة عرس، آية قرآن في مجلس عزاء،ننتفض غاضبين كلما سقط شهيد برصاصة غدر،ونؤكد قناعتنا أننا أمام عدو خبيث،لم يتغير وجهه أبداً،ونستعيد الثقة إبان المواجهة ،ونشعر أن النصر قريب،ولذا فإن من أسقطوا البندقية أطفأوا حلم التغريبة،ومن أعادوها إلى الكف والكتف،أعادوا إلينا روحها.
إنها رسالة عابرة للأجيال بشّرتنا بها ،ولم تمت بموت حاتم وتوأمه وليد سيف حي يرزق ، إنه تجسيدها الحي،ماضٍ مع الجموع إلى الموعد الذي لن يخلف"دخول المسجد"
كما دخلناه أول مرّة،فمن في تغريبته لم ينكسر،لا بد له وأن ينتصر،طال الزّمن أو قصر!
نزار حسين راشد
بعد رحيل حاتم علي.هل تتواصل ملحمة اللجوء؟
جفرا نيوز - التغريبة الفلسطينية ملحمة مصوّرة على جدار الزمن،طالعنا فيها حزن العيون،بث الشكوى وضراعة القلوب،ومرارة الصبر تحت شمس أملٍ لم تأفل أبداً،ملحمة إصرارٌ لم تهزمه الظروف،تتكاثف اللحظات مومضة بالحياة،وتتكاتف راسمة مسيرة الإستمرار ولكن إلى غاية محددة ومقصد مطبوع سلفاً في الذاكرة المغتربة،ملحمة مبتدؤها الخروج،وخبرها الرجوع،كم مخيم ودكان وقصيدة وشركة ومؤسسة حملت هذا الإسم"العودة"،المنارة التي يشدّ بريقها سفينة اللجوء.
محطة التغريبة توقفنا فيها،زمناً طال أوقصر،فحسبة الزّمن تضيع فيها المقاييس،في تيه اللجوء العريض.
شعثنا لم يُلم،تفرّق حزماً على بيادر الغربة،ظلّ بعضها يشدّ بعضاً بتلك الأواصر الخفيّة التي تترجمها القصائد والمسلسلات والسرديات إلى لغة محكية،فتراهم مسمّرين في كُلّ أنحاء الأرض يشاهدون تغريبتهم الفلسطينية،موزعين على قارات الأرض الخمس ليجتمعوا في ساعة واحدة أمام شاشة واحدة،ليسمعوا ويشهدوا حكايتهم الواحدة!
نعم لقد دغدغت فينا كل ما يمكن أن يدغدَغ وأيقظت كل ما يمكن أن يوقظ،وأحيت كل ما يمكن أن يؤول إلى موات أو نسيان في لحظة غفلة!
هكذا نحن! ننهض من كبوتنا بصيحة تشجيع،ونصحو على نداء استصراخ قادمٍ من أعماق الذاكرة،تهزنا زغرودة في حفلة عرس، آية قرآن في مجلس عزاء،ننتفض غاضبين كلما سقط شهيد برصاصة غدر،ونؤكد قناعتنا أننا أمام عدو خبيث،لم يتغير وجهه أبداً،ونستعيد الثقة إبان المواجهة ،ونشعر أن النصر قريب،ولذا فإن من أسقطوا البندقية أطفأوا حلم التغريبة،ومن أعادوها إلى الكف والكتف،أعادوا إلينا روحها.
إنها رسالة عابرة للأجيال بشّرتنا بها ،ولم تمت بموت حاتم وتوأمه وليد سيف حي يرزق ، إنه تجسيدها الحي،ماضٍ مع الجموع إلى الموعد الذي لن يخلف"دخول المسجد"
كما دخلناه أول مرّة،فمن في تغريبته لم ينكسر،لا بد له وأن ينتصر،طال الزّمن أو قصر!
نزار حسين راشد