جمال سليمان: والدي ووالدتي سيستأنسان بجيرتك يا حاتم علي..صور

جفرا نيوز - يبدو أن الحزن على رحيل المخرج السوري الكبير حاتم علي، سيظل قائمًا خاصًة بين أصدقائه من نجوم الفن السوري، ولا زال اسم حاتم يتصدر التريند عبر محرك البحث "غوغل"، وبالرغم من نعي الكثيرين له منذ رحيله إلا أن مشهد وداعه إلى مثواه الأخير كان له شأن آخر في نفوس البعض.

ويعد الفنان السوري جمال سليمان، من أقرب المقربين إلى المخرج حاتم علي، الذي رحل عن عالمنا عن عمر ناهز الـ58 عامًا في فندق إقامته صباح الثلاثاء الماضي، حيث رافق جثمانه منذ الوفاة وحتى استخراج تصريح دفنه ومغادرته مصر متوجهًا إلى بلاده سوريا.

ولم يستطع جمال سليمان، الذهاب إلى سوريا إلا أنه تابع مشهد تشييع جثمان حاتم علي، بالتفصيل حتى أنه أوضح أن دفنه بمقبرة الباب الصغير ذكرته بمشهد دفن والده ووالدته مؤكدًا أن حاتم يتواجد بجانب والديه وأنهما سيستأنسان بجيرته.

وكشف جمال سليمان في معرض حديثه عن تفاصيل إصابة والدته بالزهايمر في نهاية حياتها وأنه لم يستطع الذهاب إليه لتوديعها بسبب رفض بلاده له، معقبًا بأنها أيضًا نسيت اسمه وكانت تناديه بـ"أبو صالح" رابطًا هذا الاسم بمسلسل "التغريبة الفلسطينية" كونها كانت تتابعه دول كلل أو ملل.

وكتب جمال سليمان في رسالة حزينة مؤثرة في رثاء صديقه حاتم علي، عبر حسابها في إنستغرام، فقال: "صديقي الغالي.. اليوم ودعك أهلك وأصدقاؤك ودمشق كلها.. دمشق التي كنت تحبها و تحب ان نستذكرها أنا وأنت ونحن في غربتنا".

وأضاف جمال سليمان: "دمشق التي صورتها كا ميرتك في (الفصول الأربعة) وفي (عصي الدمع) بحب وحنان.. كانت جنازة مهيبة تليق بك وبما أنت و ما كنت.. كانت محطتك الأخيرة في واحدة من أقدم بقع دمشق في مقبرة الباب الصغير بين باب الجابية والسويقة وهي منطقة قضيت فيها طفولتي".

وأردف: "وفي نفس المقبرة يرقد والدي ووالدتي رحمهما الله.. مما رأيت في الصور فأنت بجوارهما تمامًا.. سيستأنسان بجيرتك، فهما يحبانك جدا وشاهدوا كل أعمالك بشغف.. والدي كان مغرمًا بأعمالك التاريخية، أما والدتي فقد كانت متعلقة بأعمالك المعاصرة بدءا من (الفصول الأربعة) إلى (عصي الدمع) ولم يمهلها الزمن لترى (العراب)".

وعقبّ جمال سليمان: "ولكن اكثر ما تعلقت به كان (التغريبة الفلسطينية) وشاهدته مرات ومرات دون كلل ولا ملل وأظن أن لذلك أسبابًا كثيرة منها علاقة أبي صالح بوالدته، فقد كنت أنا أيضًا بكرها".

واستأنف جمال سليمان: "وعندما عصف الزهايمر بها في أواخر أيامها ومن شدة تعلقها بالمسلسل نسيت اسمي وأصبحت تناديني (أبو صالح).. طبعًا كما تعرف لم أكن معها في تلك الأيام حيث أُغلق باب وطني في وجهي.. وكانت تنتظر عودتي وتسأل دائمًا (متى سيأتي أبو صالح؟)، (هل اتصل أبو صالح؟) وعندما كنت اتصل بها كانت تقول لي (كيفك يا أبو صالح.. أنا اشتقت لك يا أبو صالح)".

واختتم جمال سليمان: "في آخر يوم لها في دنيانا استيقظت أختي فجرًا على صوتها تنادي: أبو صالح.. يا أبو صالح.. ثم طلبت كأسًا من الماء، لكنها لم تنتظر، فقد رحلت قبل أن تشربه وقبل أن تلتقي بي ثانية، يا أمي يا حبيبتي ها هو مخرج (التغريبة) بجوارك.. للأقدار معانٍ.. أحيانًا".