في اربعين امي ...

جفرا نيوز - د.آية البقور

قداسة اليوم الاربعون

في اليوم الاربعين ، ادركت ان امي لن تعود ، في اليوم الاربعين رأيت الثقب في روحي واضحا متجلياً ، رأيته في بيتي ، في بيتها ، في سيارتي ، في الطرقات ، في كل مكان اعتدت ان اذهب مع امي فيه ، اكاد اراه في وجوه الناس ، من يعرفها ومن لا يعرفها .

كانها تنقص كل شيء ، كانها تنقص من الوجود شيئا ، طعمه ، شمسه ، صبحه ،كان بيتها فارغاً ، لا بخور ، لا زهور ، لا الوان ، اكاد اقسم ان لا هواء .

دخلت غرفة امي ، ناديت في صدري ، امي .... قادتني خطاي الى دولابها ، فتحته ، تلك عباءاتك حبيبتي ياااه ما اجملهن ، هذه اشتريناها سوا تذكرين ؟ لم تعجبكِ في البدايه لان على اكمامها زركشه ، ولكني اقنعتك بها ، ذلك ارتديته يوم ذهبنا الى المزرعه سوا تذكرين ؟؟ كان القمر بدرا يومها ولكن اقسم انكِ كنتِ مضيئة اكثر منه ، ذلك الثوب ارتديته يوم عرسي امي تذكرين ، كنت كالشمس ساطعه لم تضعي مساحيق امي بقيتِ بحجابك حبيبتي ، اقسم انك كنت اجمل عروس يومها لم تجوني يوما تحتاجين المساحيق حبيبتي .

شممتهن امي ، لم يكن هنالك سوى رائحة عطر قد بردت ، وبقايا اريجكِ امي ، اقفلت الدولاب ، مسحت دموعي ، قلت وداعا امي ، أطفأت النور اغلقت الباب خلفي ، شعرت بقبضة في صدري اريد ان ابقى قليلا، لكن استعجلت بالهروب ، اقصد بالخروج ، لم يكن بيدي حيله ، لم اعد احتمل هذا الشيء المسمى بيت بدونك حبيبتي ، لم اعد اطيقه امي ، لروحك الرحمه حبيبتي ولنا الصبر والسلوان .