كيف نتعامل مع التعليم عن بعد "خارطة طريق "
جفرا نيوز- بقلم - محمد ابوعمارة
لابد من الإقتناع بأن منظومة التعليم عن بُعد ستستمر بشكل كامل أو جزئي خلال الفصل الدراسي الثاني وخلال العملية التعليمية مابعد الكورونا فالسجل الإحصائي للمرض في انخفاض -ولله الحمد- ولكنه لم ينته !
وما بين (كوفيد 19) إلى كوفيد آخر يتهادى إلى أسماعنا هنا وهناك أصوات تتحدث عن العودة للمدارس بشكل وجاهي مبينة الضرر الكبير الذي وقع على أطفالنا جراء هجرة المدارس النظامية واللجوء للتعليم عن بُعد بأشكاله المختلفة، والذي جائت نتائجه متباينة من مدرسة لأخرى ومن طالب لآخر لأسباب يطول شرحها، وضمن هذه الظروف الإستثنائية والواقع المفروض
كان من الكياسه بمكان أن تعد الأسر والمدارس نفسها للفصل الدراسي الثاني، حتى تتم العملية التعليمية بشكلها الأمثل وحتى يتم تجاوز بعض السلبيات والمعيقات التي أدت لعدم نجاح تجربة البعض وأعاقت النجاح في تجارب أخرى ومن هنا وجب على الأسر مراعاة الأمور الآتية،حتى نطور العملية التعليمية ككل:
-عانت العديد من الأسر من موضوع الإنترنت وعدم فعاليته أو عدم توفره بشكل كاف خاصة للأسر التي تضم أكثر من طالب لذا يتوجب على هذه الأسر أن تحلّ هذه المشكلة بتوفير الإنترنت بشكل جيد وحسب إمكانيات كل منها ولكون هذا الموضوع من أهم المواضيع التي يجب على العائلات حلّها بشكل كامل وكل حسب إمكانياته وحاجاته.
-على الأسر أن تعمل على توفير جو شبيه بأجواء المدرسة في المنزل كتخصيص إحدى الغرف المنزلية كغرفة صفية وإعادة ترتيب أثاثها بطريقة شبيهة بالنظام المدرسي ومن الممكن أيضاً كتابة لوحة على مدخل الغرفة مثل: (الصف السادس ب) أو (مدرسة...) حتى يشعر الطالب أنه وبدخوله لهذه الغرفة قد دخل المدرسة ويأتي هذا ضمن التهيئة النفسية له.
-ضرورة الانضباط بمواعيد نوم الطلبة وإستيقاظهم، فمثلاً : لو أن الحصص ستبد يومياً في تمام الساعة التاسعة صباحًا على الأسرة أن توقظ الطالب الساعة السابعة والنصف ليبدأ بتجهيز نفسه والإفطار وارتداء الزي المدرسي وتسريح الشعر قبل أن يدخل إلى الغرفة -التي أعدت للدراسة- وأن يكون بكامل إستعداده من حيث القرطاسية والإحتياطات اللازمة من كتب ودفاتر وغيرها إن لزم الأمر كأدوات مادة التربية المهنية أو ألوان وأوراق خاصة لمادة الفن أو هكذا.
-إشعار الطالب بالمتابعة والمراقبة من خلال أولياء الأمور؛ فالطالب في شتى مراحل التعليم بحاجة لأن يشعر بأن هناك من يراقب أدائه وانضباطه وإلا فإن الغالبية العظى لن تلتزم تماماً لأنها لن تغلب في إيجاد ما سيشغلها من مشتتات هنا أو هناك وبإمكان أي أسرة تطبيق هذا الموضوع فإن أتيح وجود أحد أولياء الأمور بالمنزل فعليه متابعة ذلك شخصياً.
أما إذا لم يتمكن من المتابعة الوجاهية فبإمكان ولي الأمر الدخول إلى التطبيق الذي تتم الدراسة من خلاله من خلال التنسيق مع الإدارة المدرسية ومتابعة الطالب وإشعار الطالب بأنه يتابع أدائه .
وأيضاً من خلال التغذية الراجعة التي يتلقاها ولي الأمر من المعلمين والمعلمات ،
ولكن بات من الضروري جداً أن يشعر الطالب بأنه متابع وأن أدائه مرتبط بالتعزيز بنوعيه الإيجابي والسلبي.
-وبإمكان الأسر والتي تمتلك إمكانيات أكبر أن تختار ألوان الجدار للغرفة الصفية بما يزيد من الدافعية ويقلل من التشتت بالإضافة إلى اشراك الطالب بالرأي في شتى المواضيع حتى يشعر بأنه هو من سن قوانين الغرفة الصفية وهذا ما يجعله أكثر إلتزاماً بها.
- ولا مانع إن تم تنظيم يوم دراسي مشترك بين الطالب وأحد أبناء صفه كأن يستضيف أو يحل ضيفًا على أحد زملائه لحضور
هذا اليوم الدراسي اما لذلك من أهمية كبيرة لتحسين الدافعية لديه.
ومن جانب آخر أيضاً وجب على المنظومة التعليمية ككل أن تتطور وأن تعالج أماكن الضعف والخلل التي تم رصدها في الفصل الدراسي الأول.
ومدخلات المنظومة التعليمية كثيرة جداً تبدأ بالإهداف التعليمية العامة والخاصة انتقالاً إلى المناهج الدراسية والتي أصبح لابُد من تغييرها وتطويرها لتلائم التعليم عن بُعد ولتحاكي الإمكانيات الموجودة في بلدنا الحبيب.
مروراً بالوسائل والأساليب والأنشطة وختاماً بالتقويم بأنواعه المختلفة التمهيدي والتكويني والختامي فيجب أن يعاد صياغة جميع هذه المكونات لتراعي نظام التعليم الجديد الذي سيستمر لفترة لا يعلمها إلا الله.
وأود هنا أن أركز على دور المعلم الإستثنائي في هذه الفترة الزمنية فوجب على زملائي المعلمين تطوير مهاراتهم الإلكترونية والتدرب على آخر ما توصل إليه العلم في تكنولوجيا التعليم فأعتقد جازماً أنه من غير القبول في هذا العصر الإستمرار بالتعليم الإعتيادي وبالإعتماد فقط على أسلوب المحاضرة والتي يلعب فيها المعلم دور المرسل فقط والطالب هو المتلقي للمعلومة!
فالتعليم عن بُعد أفرزمئات الاستراتيجيات التعليمية الحديثة والتي تعمد إلى رفع دافعية المتعلم واختيار أساليب تقويم تناسب المادة والموقف التعليمي،
إضافة إلى أن المعلم يجب أن يمتلك مهارات كسر الجمود والمقصود هنا هو إبعاد الطالب عن الملل أو التشتت أثناء الحصة.
ولا ضير إن امتلك المعلم المهارات الكافية للقيام ببعض الحركات التي تجعل الطالب يحرك جسده من خلال ألعاب بسيطة وحركات يضبط إيقاعها المعلم.
بالإضافة إلى أن أي برنامج دراسي يجب أن يحوي حصصاً للتربية الرياضية والموسيقى والفن والمهني وغيرها من المواد والتي تكسر الجمود ويجعل الطالب يتحفز لتلقي المزيد من الحصص عن بُعد دون كلل أو ملل، بالإضافة إلى أننا يجب أن لا ننسى أن وقت الحصة يجب أن لا يزيد عن الثلاثين دقيقة لطلبة المراحلة الأساسية ولغاية الصفوف السادس لخصوصية المرحلة النمائية المعرفية لهذه الفئة من الطلبة.
وختاماً يجب التعامل من التعليم عن بُعد كحالة دائمة وليس كضيف زائر ثقيل الظل، لأن هذه الحالة من التعليم لها ميزات كبيرة وعملها إلى جانب التعليم الوجاهي سيشكل خاطة الطريق للتعليم في المستقبل.