رحل بعدما جسّد فلسطين بسيناريو التغريبة .. وداعاً حاتم علي
جفرا نيوز - فرح سمحان
حاتم علي فقيد الوسط الفني والقامة الفنية الشاملة التي نالت احترام المشاهدين واستحوذت على جل اهتمامهم بطريقة مؤثرة ومعبرة ، خلال سنوات استطاع فيها أن يبرز الرسالة الفنية التي تغنت بها الشاشات والمسارح ومدارس الفن بأرقى صورة ، ولم يكن للمشاهد إلا أن ينتظر أي عمل من أعماله بشغف وحب واحترام لمحتواه الذي ستفتقده الشاشات العربية
التغربة الفلسطينية والزير سالم وصلاح الدين الأيوبي ومرايا والفصول الأربعة وعمر بن الخطاب وغيرها من الأعمال التي ارتبطت بذكريات المشاهد ومراحل الطفولة والمراهقة ، واجتماع العائلة مساءً عند الساعة الثامنة لمشاهدة التغريبة الفلسطينية بحزن وشوق للبلاد أو فرح وتشويق لمعرفة ما سيحصل في الحلقة الثانية من مرايا أو الفصول الأربعة
كم فلسطيني وعربي بكى عندما شاهد التغريبة الفلسطينية التي جسدت كل القضية بكل معانيها ، فلم ننسى بعد جملة الفنان خالد تاجا عندما قال " يا أم أحمد كلها يومين وبنرجع" لم يكن يعلم أنه سيأتي اليوم الذي مات فيه حاتم علي مخرج العمل وصرخت العروبة ولم تعد فلسطين بعد وانما لا زالت حتى اللحظة في غربة وما أصعب غربة الوطن داخل الوطن
نجوم الوطن العربي ومن مثلوا الدراما بكل أشكالها كان لهم وافر الحظ والفرصة الذهبية بالعمل مع مخرج الروائع الذي اعاد للروايات والأحداث التاريخية وقعها ورونقها في أعمال ستبقى حاضرة وشاهدة للأجيال القادمة التي ستكبر على ذائقة فنية ومرجع هام بأعمال جسدت التاريخ والسياسة والحب والمغامرات بعدة قوالب وبأسلوب السهل الممتنع في بعضها
من المؤسف أن الشاشة العربية فقدت واحد من أبرز القامات الفنية المخرج والممثل والمنتج والفنان والمؤثر الذي لم يترك خلفه سوى سلسلة من الأعمال التي ستبقى ماثلة في الدفاتر الفنية ومرجعاً لمدارس الفن والفنانين