الكونقراطية... الهيمنة الكونية!!....(1/4) 2020-2030 عِقْد عصي وصعب يسير نحو احادية حكم العالم!
جفرا نيوز-الدكتور: ابراهيم العابد العبادي
ملاحظة: تم تقسيم هذا المقال الى أجزاء نظراً لأهمية الموضوع المطروح وارتباط عناصره ومرتكزاته ببعضها البعض، من جانب، وعدم الرغبة بالإطالة على القارئ وعرض الموضوع كوحدة واحدة قد تكون طويلة نسبياً يدفع نحو الملل وعدم الرغبة باستكمال المقال من جانب أخر، وعلية تم تقسيم المقال على شكل سلسلة، راجياً أن أكون قد وفقت في عرض وايصال المعلومة.
يشكل موضوع الكونقراطية أحد الموضوعات المطروحة قديماً آنياً ومستقبلاً، وفق أطر وآليات تختلف بمرور الزمن وتطور التقنيات وأساليب التفكير والأنظمة والقوانين التي تحكم الكون والمجموعات البشرية. وحتى يتم تفسير هذا المفهوم والمصطلح لا بد من التطرق لبعض المعطيات والتفصيلات والمرتكزات لتسليط الضوء ومزيد من التوضيح. مما يتطلب تجزئة المقال للتسهيل على القارئ.
بداية لا بد من الإشارة الى أن مفهوم الكونقراطية بشكل عام ومختصر يعني السيطرة على العالم ( أو ما يسمى أيضًا بالسيطرة العالمية أو الاحتلال العالمي أو الهيمنة)، وتعني تقسيم السلطات الافتراضي، وتسعى النظرية إما لتحقيق هذا أو الطموح لتحقيقه، ويتمثل بالهدف النهائي... في سيطرة سلطة سياسية واحدة على جميع سكان كوكب الأرض تقريبًا. وقد حاول العديد من الأفراد أو الأنظمة الحاكمة او المتحكمة بالعالم تحقيق هذا الهدف عبر التاريخ، لكن دون جدوى. وغالبًا ما تُستخدم الفكرة في الأعمال الفنية الخيالية، وكذلك في الخيال السياسي، وضمن نظريات المؤامرة (التي قد تفترض تحقيق شخص أو جماعة ما هذا الهدف بالفعل سرًا)، لا سيما أولئك الذين يخشون تطور «نظام عالمي جديد» والذي يشمل إشراك حكومة عالمية ذات طبيعة شمولية.
من جانب أخر ينظر للكونيّة باعتبارها مصطلح يرمز إلى مفاهيم دينيّة وفلسفيّة حول الكون وما ينطبق عليه من كافة النواحي المختلفة، ويعتمد هذا المصطلح على عدد من النظريّات حول كينونة كافة البشر والكائنات على الأرض، فيما يشكل مفهوم الهيمنة Hegemony نوع غير مباشر من الحكومة ذات السيادة الإمبراطورية حيث تمارس الدولة المسيطرة القيادة الجيوسياسية على الدول المُسّيطر عليها باستخدام القوة بدل السيطرة العسكرية المباشرة.
من ناحية عملية ينظر كثير من السياسيين والباحثين والمنظرين والكتاب وفي حكمهم الى أن مفاهيم الكونية والسيطرة والهيمنة قد تمت على مراحل عبر العقود الماضية بداً من الاستعمار الحديث في مطلع القرن التاسع عشر، مروراً بالسيطرة الاقتصادية بعد الحربين العالميتين، ومن ثم الحرب الباردة، وصولاً الى الوضع الحالي المتمثل بما يسمى او يعرف بـ(( فخ الديون- Debt Trap)) ومثال عليها سيطرة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، اذ يقدر إجمالي الدين العالمي بما يزيد عن 257 ترليون دولار" حسب احصائيات الربع الأول من العام الحالي 2020. ووصولً الى الاستراتيجية الصينية المتعمدة لترسيخ نفوذها الجيوسياسية وفرض سطوتها الكاملة، اذ تتحرك الصين بخطى ثابتة لتصبح الإمبراطورية الأكبر في العالم تنافساً وتسابقاً مع الولايات المتحدة لبناء نظام عالمي جديد، وتعمل من خلال مبادرة اقتصادية سياسية ضخمة للغاية تسمى "الحزام والطريق" على التمدد الاقتصادي عالمياً تجديداً لمفهوم طريق الحرير وبشكل أكثر ميلاً للبعد السياسي، وقد تجاوزت كلفة هذه المبادرة (300) مليار دولار مع نهاية عام 2019 على هذا المشروع، وتخطط الصين ﻹنفاق تريليون دولار إضافية خلال السنوات العشر القادمة.
بالرغم مما تقدم حتى الأن، لم تتبنى أو تبادر أي دولة بعينها تقديم مشروع او خطة رسمية نحو تأسيس حكومة عالمية، رغم أن العديد من المختصين يرى في مؤسسات وهيئات دولية مثل المحكمة الجنائية الدولية والبنك الدولي على أنها بذور أو بدايات لنظام حكومة عالمية. باستثناء ما يتم تداوله او الاشارة اليه عبر نسيج من أفلام الخيال العلمي مختلفة الطرح والرؤية تحمل مضامينها ومحتواها حكومات عالمية متخيلة او مفترضة، وتشمل تلك التصورات طيفاً يبدأ من المثالية والطوباوية باعتبارها فكر اجتماعي يضم كل المذاهب التي تطرح المساواة الاجتماعية،.... وصولاً إلى الاستبدادية القمعية.
ولتأطير الموضوع امام القارئ، فقد ورد عبر العديد من وثائق الأمم المتحدة والتقارير الدولية والمواقع الاخبارية والتواصل الاجتماعي، مرتكزات رئيسية تدفع نحو تطبيق مفهوم الكونقراطية ( حكم الكون)، سيتم استعراضها بشكل مختصر ومباشر، ويترك للراغبين حرية الاستزادة والبحث والتمحيص في مختلف المصادر المتاحة حول أي من هذه المرتكزات، التي تشكل أعمدة نظام عالمي جديد يجري العمل على تنفيذه خلال العقد 2020-2030...والتي قد تكون مرتكزات هذا النظام صادمة للقارئ والمطلع ..بل قد لا يقبلها العقل او المنطق وانها مجرد خيال...فيما ينظر لها البعض بعكس ذلك وانها أمر يجري تنفيذه بعد أن خطط له عقود طويلة قد مضت، وعلى النحو التالي:
يتبع في الجزء الثاني...بمشيئة الله