أوروبا تبدأ التلقيح الأحد بعد وصول الحالات لـ25 مليون إصابة
جفرا نيوز - سُجّلت أكثر من 25 مليون إصابة بفيروس كورونا المستجدّ في أوروبا حيث يثير الفيروس المتغّير الذي ظهر في بريطانيا القلق أكثر فأكثر، في وقت يُفترض أن يبدأ الاتحاد الأوروبي الأحد حملات التلقيح.
ومنطقة أوروبا التي تضمّ 52 دولةً (وتصل إلى الشرق وتشمل أذربيجان وروسيا) هي الأكثر تضرراً في العالم من حيث عدد الإصابات، تليها منطقة الولايات المتحدة وكندا (19,188,172 إصابة) وأميركا اللاتينية والكاريبي (15,024,469) وآسيا (13,617,004)، حسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس الجمعة.
وكانت أوروبا أولى المناطق التي تجاوزت عتبة نصف مليون وفاة في 17 كانون الأول/ديسمبر.
قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غبريسوس "خلال هذا العام الفظيع، رأينا التضحيات التي قدمها الكثير من الناس لحماية حياتهم والحفاظ عليها. يجب ألا نضيع هذه التضحيات”.
وأضاف في رسالة عبر الفيديو "اللقاحات تقدم الحلّ للخروج أخيراً من هذه المأساة. لكن تلقيح العالم بأسره سيستغرق وقتاً”.
من جهته، دعا البابا فرنسيس في رسالة لمناسبة عيد الميلاد إلى تأمين "لقاحات للجميع، وخاصة للفئات الأكثر ضعفاً واحتياجاً في جميع مناطق الأرض” مشيراً إلى أن "قوانين السوق وبراءات الاختراع” يجب ألا تكون "فوق قوانين الحب وصحة والبشريّة”.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، دخل 61 لقاحاً مرحلة التجارب على البشر من بينها 16 لقاحاً في المرحلة الأخيرة من التجارب. على خط موازٍ، يتمّ تطوير 172 لقاحاً آخر.
وبريطانيا حيث رُصدت السلسلة الجديدة من سارس-كوف-2، هي الدولة حيث يتفشى الوباء بأسرع وتيرة (+61%) بين الدول التي سجّلت أكثر من ألف إصابة يومية خلال الأيام السبعة الماضية.
وتُؤكد دراسة نُشرت الخميس عبر الانترنت لكنها لم تصدر بعد في مجلة علمية، أن هذه السلالة الجديدة معدية أكثر من السلالات القديمة بنسبة تراوح بين "50% و74%”.
ويثير ذلك القلق. وقد رُصدت إصابة بالفيروس المتحوّل للمرة الأولى في ألمانيا، لدى امرأة على متن طائرة قادمة من لندن.
وبحسب باحثين في "مدرسة لندن لحفظ الصحة وطب المناطق الحارة” الذين أعدّوا الدراسة، فإنه في حال عدم اتخاذ تدابير وقائية أكثر صرامة "سيبلغ عدد حالات الاستشفاء والوفيات نتيجة كوفيد-19 مستويات أعلى في عام 2021 من تلك المسجلة عام 2020”.
في المقابل، أعلن وزير الصحة في جنوب افريقيا زويلي مخيزي عدم وجود دليل على أن السلالة الجديدة لفيروس كورونا المستجدّ التي رُصدت في جنوب إفريقيا أخطر أو معدية أكثر من تلك المكتشفة في بريطانيا.
في كلمتها بمناسبة عيد الميلاد، حاولت الملكة إليزابيث الثانية بعث الأمل الحاضر "حتى في الليالي الأكثر قتامة”، خاصة وأن الفيروس أضر بشدة ببلدها حيث أودى بحياة نحو 70 ألف شخص.
وقالت الملكة البالغة 94 عاما "بالنسبة لكثيرين، هذا العام مليء بالحزن، يبكي البعض على خسارة شخص عزيز، ويشتاق الأصدقاء والعائلات إلى بعضهم، في حين يرغبون في عيد الميلاد بعناق بسيط أو لمسة يد”. وتابعت "إن كانت هذه حالتكم، فأنتم لستم وحدكم”.
رصدت إصابة أولى بالسلالة الجديدة من الفيروس في ألمانيا لدى امرأة عادت من لندن عبر الطائرة، وفي لبنان لدى مسافر عائد كذلك من لندن.
وعقب الإعلان عن اكتشافها في المملكة المتحدة، دفعت الخشية عشرات الدول إلى قطع الرحلات الجوية والبحرية والبرية معها بداية الأسبوع، ما سبب فوضى في تزويد البلد ببعض السلع الطازجة.
في بريطانيا، أمضى آلاف السائقين عيد الميلاد في شاحناتهم، بعدما علقوا في منطقة دوفر، المرفأ البريطاني الرئيسي على بحر المانش، وبدأوا الخضوع لفحص الكشف عن كوفيد-19 والانطلاق نحو القارة والعودة إلى منازلهم.
ونشر الجيش البريطاني 1100 عسكري في المنطقة للمساعدة في إجراء الفحوص وتوزيع المياه والغذاء.
وبفضل هذه العملية، تمكنت أكثر من 4500 شاحنة من مغادرة المملكة المتحدة منذ الأربعاء كما أجري أكثر من 10 آلاف فحص، وفق السلطات البريطانية.
بدورها، أعلنت فرنسا إرسال أكثر من ألف وجبة للسائقين العالقين على حدود بريطانيا.
وتزايدت أعداد الشاحنات القادمة من السواحل البريطانية، في كاليه في شمال فرنسا، وفق ما أعلنت إدارة المرفأ.
رغم أنه من المزمع إطلاق حملة تطعيم في الاتحاد الأوروبي الأحد، أعيد فرض حجر في النمسا وإيرلندا وإيطاليا خلال أعياد نهاية العام.
وستكون إيطاليا، أكثر دول أوروبا تضررا من الفيروس (70 ألف وفاة)، في ظل حجر حتى 6 كانون الثاني/يناير، يشمل تقييد التنقل.
أما إيرلندا والنمسا فتعيشان الحجر الثالث، حتى مع السماح لأكثر من 400 محطة تزلج بالنشاط.
وتغلق الدنمارك الجمعة متاجرها غير الضرورية، وتدخل تدابير جديدة حيز النفاذ في كيبك بينها إجبارية العمل من المنزل وغلق المتاجر غير الضرورية حتى 11 كانون الثاني/يناير.
في أميركا اللاتينية، بدأت المكسيك وتشيلي وكوستاريكا، حملات التطعيم بعد تسلمها أولى الدفعات من الجرعات الأولى من لقاح فايزر/بايونتيك.
وقالت ماريا ايريني راميريز وهي ممرضة مكسيكية تبلغ 59 عاماً أثناء تلقيها الحقنة في مستشفى مكسيكو العام، "إنها أفضل هدية يمكن أن نحصل عليها في 2020”.
وتسلّمت الأرجنتين ثاني دولة رخّصت استخدام اللقاح الروسي "سبوتنيك-في” بعد بيلاروس، 300 ألف جرعة ويُفترض أن تبدأ التلقيح الأسبوع المقبل.
وتوفي المعارض المالي البارز إسماعيل سيسي الجمعة في فرنسا عن عمر يناهز 71 عاما، وذلك بعد إصابته بكوفيد-19. وكان سيسي اختطف لمدة ستة أشهر على أيدي جهاديين في مالي، وأطلق سراحه في تشرين الأول/أكتوبر.
وتسبب فيروس كورونا المستجد بوفاة مليون و743 ألفا و187 شخصا في العالم وأصاب أكثر من 79,3 مليون شخص منذ ظهور المرض نهاية كانون الأول/ديسمبر 2019، بحسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس الجمعة.