علمته زوجته السحر.. فقتلها ورضيعهما
جفرا نيوز- نظرت محكمة الدار البيضاء بالعاصمة الجزائرية قضية غريبة ومؤلمة وقائعها، بطلها زوجان تسبّبا في وفاة ابنيهما الرضيع، عبدالله ذي الحولين بعد ممارستهما طقوس السّحر والشعوذة خلال شهر رمضان للعام 2017.
وقد تعرّض الطفل إلى أبشع طرق التعذيب عن طريق العض والضرب من قبل والديه من دون رحمة أوشفقة، بدواعي إخراج الجن منه، خاصة أن الوالدة المتهمة كانت تدّعي إصابتها بالمس، منذ زواجها بالمتهم العام 2013 لتدخل عالم الشعودة من بابه الواسع.
واستعمل الزوجان دلوا بلاستيكيا، لضرب فلذة كبدهما على مستوى الرأس من دون توقف حتى يخرج الدم من أذنيه، وذلك بعد وضعه في دلو مليء بالماء البارد في عز الشتاء، ما تسبب في إحداث نزيف داخلي له، على مستوى الجمجمة والدماغ، كان سببا كافيا لمفارقته الحياة بمستشفى لمين دباغين بالعاصمة.
وكشف تقرير تشريح الجثة بالمستشفى، بتاريخ 11 جوان 2017، أن سبب وفاة الرضيع ” عبد الله” هو نزيف حاد.
وأضاف تقرير التشريح أن النزيف الحاد تعرّض له بداخل الدماغ والجمجمة، نتيجة العنف الجسدي، بواسطة أداة غير قاطعة.
وأقر المتهم "الأب" (بلال) خلال توقيفه عقب ارتكابه جريمة قتل ثانية راح ضحيتها زوجته (ناريمان)، أمام مصالح الأمن بالواقعة.
واعترف الجاني بممارسته طقوس الشعوذة والسحر، بالتعدي بالعنف الجسدي على ابنه القاصر رفقة زوجته المتوفاة، من أجل إخراج الجن من جسده، مضيفا أن زوجته كانت تعيش برفقة أهلها، نظرا لخلافات بينهما منذ زواجهما سنة 2013، بحيث حرمته من ابنه لمدة 27 شهرا، إلى غاية أن قرّر خلال شهر فيفري 2017، التكفل به وجلبه للعيش معه رفقة خالته.
وخلال مكوث الطفل عنده، كانت زوجته تلحّ عليه عبر اتصالات هاتفية بضرب ابنهما وعضه إلى غاية خروج الجن "جابر” من جسده.
كما اعترف المتهم أن زوجته رفضت المكوث معه ببيت الزوجية بتحريض من والدها، الذي حاول ابتزازه بتحرير اعتراف بدين له مقابل السكن الذي سيحصل عليه بعد عملية الترحيل.
ومن ضمن اعترافات المتهم أن زوجته أقنعته بعد عدة محاولات منها، بأن ابنهما مسوس بالجن، منذ أن كان في بطنها، ما دفعه إلى مجاراتها في ذلك، بحيث توجه بها إلى شقة والدها الشاغرة، أسبوعا قبل حلول شهر رمضان، حيث حاولت إثبات ذلك له، فأحضرت دلوا بلاستيكيا ووضعت ابنهما المرحوم به، وقامت بكسب سائل أصفر عليه، ثم بدأت بممارسة طقوس الشعوذة لإخراج الجن منه حسب ادعائها، لتطلب منه أن يتبعها في كل ما تفعله، وهو ما تم فعلا.، وبدأت بضربه على رأسه إلى أن سال الدم من أذنيه، وتبعها هو في ذلك، مخبرة أن الدم هو من آثار ظهور المس عليه من جن اسمه "جابر”، ووصلا ضربه لمدة يومين كاملين إلى أن أصيب بكدمات بكامل جسده، فعاد به إلى المنزل وتركها وحيدة، لكنه بقي على اتصال معها عن طريق الهاتف لمدة أربعة أيام، إذ كانت تطلب منه ممارسة بعض الطقوس على الطفل عن طريق عضه في كامل أنحاء جسده يوميا إلى أن يخرج الجن منه.
وأضاف المتهم بأنه وبعد حوالي 20 يوما، أي قبل أيام معدودة من حلول شهر رمضان طلبت منه زوجته العودة إلى منزلها، بعدما تقدمت إليه لرؤية ابنه، إلا أنه رفض ذلك وأخبرها بأنه سيرجعها حين تتعافي تماما من مرضها.
وفي تلك الفترة تدهورت حالة الطفل بعد أن شلت حركته، وازرورق جسده جراء العض والضرب، فأدخله مستشفى باب الوادي، ليتوفى بعد أذان المغرب,
وبعد وفاة ابنه اتصل بلال بزوجته لعودة إلى بيت الزوجية، من دون أن يخبرها بوفاة ولدهما، وقام بقتلها صبيحة يوم 8 يونيو 2017، بداخل المسكن.
المتهم وخلال مواجهته بالوقائع، حاول التملص من المسؤولية الجزائية، من خلال تعمد إقناع المحكمة بأن الزوجة هي السبب في وفاة الطفل، وأن ما مارسه عليه من عض وضرب كان خارج إرادته، لتحكمها فيه بواسطة الجن.
غير أن النيابة العامة وبعد مرافعة قوية عرضت فيها كل القرائن والدلائل الدامغة التي تدين المتهم، التمست توقيع عقوبة السجن المؤبد، لتقرر المحكمة بعدها تأييد طلبات النيابة في حق المتهم الذي توبع بجناية الضرب والجرح العمدي ضد قاصر، من طرف أحد الوالدين المؤدي إلى الوفاة من دون قصد إحداثها، بحسب صحيفة النهار الجزائرية.