أدولف هتلر.. ما لا تعرفه عن طفولته وشبابه
جفرا نيوز- وقف الشاب أدولف يسكب الدموع بغزارة أمام جسد أمه، التي لفظت للتو أنفاسها الأخيرة بسبب سرطان الثدي، وبدا، وهو في سن 18 عاما، حزينا ويخطط لأن يصبح رساما، فمتى تغير مصير هذا الطفل الحساس ليصبح قاتلا غير حساس؟.
وفي تسجيل صوتي، بقلم فريديريك لوينو وغويندولين دوس سانتوس، تروي مجلة "لوبوان" (lepoint) الفرنسية أحداث ذلك اليوم الحزين في 21 ديسمبر/كانون الأول 1907 بالنمسا، وما عاناه من سيصبح المستشار والوحش المخيف الفوهرر آدولف هتلر، لدرجة أنه شوش على الطبيب اليهودي الشجاع إدوارد بلوخ، الذي قال فيما بعد "في كل مسيرتي المهنية لم أر أحدا بهذه الدرجة من الانكسار والمعاناة مثل أدولف هتلر".
وأشار التسجيل إلى أن هذا الطبيب لم يدخل معسكر إبادة أبدا، إذ سمح له هتلر بمغادرة ألمانيا إلى أميركا اعترافا بالرعاية التي قدمها لوالدته، التي شخص فيها المرض مبكرا، وأجرى لها عملية استئصال الثدي، بعد أن أخبر ابنها الحساس وأخته الكبرى.
يريد أن يصبح رساما
وكانت كلارا هتلر، والدة الفوهرر رغم آلامها، في حالة يأس من مستقبل ابنها، الذي يريد أن يصبح رساما، وقالت للطبيب "إنه ما يزال صغيرا جدا"، وسألته هل سيكون قادرا على تدبير أمور الحياة إذا ماتت؟ "إنه لطيف للغاية، ضائع جدا. يوجد الكثير من الأشرار في العالم"، كما تقول، وقد بذل الطبيب قصارى جهده لطمأنتها.
ويتذكر الطبيب، الذي بقي يتردد على بيت العائلة بعد أن بدأت مريضته تتعافى، أن هتلر توقف عن أخذ دروس العزف على البيانو في المنزل حتى لا يزعجها، وقد فتنه اهتمام أدولف بوالدته.
ابن حنون جدا
وعندما حل الصيف، دبرت السيدة هتلر لابنها المال، الذي ورثه عن والده ألويس، وهو 700 كرونة، وتكفي للعيش مدة عام في فيينا، حيث يريد أدولف الذهاب لتلقي دروس الرسم في أكاديمية الفنون الجميلة، بعد أن لم يكن ضمن الناجحين في مسابقة أكتوبر/تشرين الأول 1907.
وبدا أدولف (18 سنة) يائسا، وبقي لمدة أسبوع يتجول في شوارع فيينا، وكأن هذا الفشل هو نهاية الدنيا بالنسبة له -كما تقول المجلة- ومما زاد الطين بلة، أن والدته تعرضت لانتكاسة؛ مما اضطره للعودة إلى لينز حيث تسكن.
مرض أم هتلر
وفي مكتب الطبيب بلوخ، سأله الشاب 22 أكتوبر/تشرين الأول بعد أن علم منه أن استئصال الثدي كان بعد فوات الأوان، وأن المرض استمر في الانتشار، "ألا يوجد شيء يمكن فعله؟".
غير أن العلاج التجريبي الذي اختاروا محاولته جعل آلام كلارا أسوأ -كما تقول المجلة- وبقيت عدة أشهر في معاناة هائلة، وظل هتلر يكابد أعمال المنزل، فتراه، كما يقول الطبيب، وهو ينظف الأرضية ويغسل الملابس ويطبخ وجبات الطعام ويعتني بأخته الصغيرة باولا (7 أعوام).
وفي نهاية نوفمبر/تشرين الثاني، عندما تدهورت حالة كلارا الصحية فجأة، وضع أدولف سريره في غرفتها، وأصبح يقرأ لها القصص التي تحبها، ويرسم صورها، ويمسك بيدها لساعات.
وكتبت باولا لاحقا "دلل أخي أدولف والدتي خلال اللحظات الأخيرة من حياتها بحنان غامر. لقد كان لا يعرف الكلل في رعايتها، وكان حريصا على إشباع أي رغبات يمكن أن تعبر عنها، وفعل كل شيء لإظهار حبه الكبير لها. أتمنى لجميع الأمهات أن يكون لديهن ابن حنون مثل أدولف (هتلر)".
لصيق بوالدته
وقبيل عيد الميلاد، يوم 20 ديسمبر/كانون الأول، لم تعد كلارا قادرة على الكلام، وعند فجر اليوم التالي لفظت آخر أنفاسها.
وتساءلت المجلة من ذا يتصور وقتها أن هذا الشاب الضعيف حد البكاء، سيصبح أحد أسوأ الوحوش التي ولدتها البشرية، وحشا مسؤولا عن موت ملايين الأمهات وملايين الآباء وملايين الأطفال، فمتى تغير مصيره؟، وكيف أصبح الطفل الحساس قاتلا غير حساس؟.
ولد الطفل أدولف يوم 20 أبريل/نيسان 1889، وكانت والدته كلارا بعمر (28 عاما) ووالده ألويس (51 عاما)، بعد أن فقدا 3 أطفال ولدوا لهما، ولذلك بالغت والدته في الاهتمام به والعناية بصحته، "لسوء حظ الإنسانية" كما تعلق المجلة.
من هو والد هتلر؟
وفي المقابل كان الأب صورة للصلافة النمساوية في ذلك الوقت، لا يلفظ أبدا كلمة طيبة، حديدي الانضباط، ليس له أب معروف؛ لكنه ابن فلاحة غير متزوجة تبلغ من العمر 42 عاما، سموه شيكلغروبر، قبل أن يتسمى في سن 39 عاما باسم والده المفترض، يوهان جورغ هايدر، الذي تزوج والدته بعد 5 سنوات من ولادته، ولسبب ما تحول هايدر إلى هتلر.
توفي ألويس هتلر عام 1903 عندما كان أدولف يبلغ من العمر 13 عاما، لتستفيد زوجته من معاش الورثة، الذي يسمح لها بتربية أطفالها حتى عام 1907 عندما أخبرها الدكتور بلوخ أنها مصابة بسرطان الثدي.