خريجون متعطلون يستغلون انخفاض أسعار الخضار لبيعها على الطرقات في الكرك
جفرا نيوز– يجد خريجو جامعات متعطلون عن العمل في مختلف مناطق محافظة الكرك، في الانخفاض الكبير في أسعار الخضار والفواكه بالأسواق المركزية، فرصة لهم في العمل على بيعها على جنبات الطرق والشوارع والاحياء البعيدة عن أعين الرقابة وتحقيق دخل جيد لهم.
ويعمل الشبان الذين يقومون بتجميع مبالغ مالية فيما بينهم، على شراء كميات من الخضار من الأسواق وبيعها للمواطنين على الطرقات، بدون ان تتكلفهم ضرائب أو ايجارات للمحال التجارية وفقا للعديد منهم، ما يساهم في توفير مبالغ مالية تساهم في توفير مصدر رزق بدلا من انتظار الوظيفة طويلا بدون جدوى.
وتنخفض أسعار الخضار والفواكه الواردة من المزارعين بمختلف مناطق المملكة، وخصوصا الأغوار بشكل كبير خلال الفترة الحالية في الأسواق المركزية.
ورغم اوضاعهم الصعبة وبحثهم عن لقمة العيش بالعمل على الطرقات في موسم تساقط الامطار والبرد، الا انهم يشكون أن الجهات الرقابية بالبلديات لا تتركهم في حالهم، وتقوم من فترة لأخرى بالعمل على مصادرة بضائعهم واتلافها أو منعهم من العمل على الطرقات والشوارع، مع انها لا تشكل اذى للمشاة أو المركبات.
ويؤكد هؤلاء الشبان، انهم يعملون في أماكن بعيدة لا تشكل ضررا على الأسواق والمحال التجارية، التي تشتكي منهم، مؤكدين انهم يقدمون خدمة للمواطنين بقربهم من أماكن العمل الرئيسية بالمحافظة وفي الأحياء البعيدة عن الأسواق.
وتنظم بلديات المحافظة المختلفة حملات دائمة لازالة بسطات الخضار والفواكه على الطرقات، وتقوم باتلاف ممتلكات الباعة ومصادرتها ومخالفتهم، في حين انها تبقي على العرائش والاكشاك الواقعة على جوانب الطرق، رغم كونها مخالفة.
وبحسب الشاب ليث البالغ من العمر 30 عاما من سكان لواء القصر، فانه يحمل درجة البكالوريوس الا انه لم يجد حتى الآن فرصة للعمل مثل غيره من المحظوظين، ما دفعه الى التفكير بالعمل في تجارة الخضار والفواكه خلال مواسم انخفاض أسعارها في هذه الفترة من السنة، مشيرا الى انه يعمل لوحده بالذهاب الى أسواق الخضار في عمان وشراء كميات من الخضار الرخيصة والشعبية والتي يقبل على شرائها غالبية المواطنين من الفئات الشعبية ويقوم ببيعها ايضا بأسعار اقل من تلك المتوفرة بالاسواق والمحال التجارية.
وبين ان هذه الفرصة للعمل اثناء الفترة الطويلة من التعطل تستمر لاكثر من اربعة اشهر وهي فترة الانتاج للخضار والفواكه الأردنية بموسم الشتاء بالأغوار، لافتا الى ان هذه الفترة توفر دخلا مناسبا لأسرنا رغم كونها حياة صعبة وتحت الظروف الجوية الصعبة للغاية اثناء موسم الامطار.
واضاف ان صعوبة العمل بتلك الاجواء ببيع الخضار والفواكه هو اسهل واقل ضررا من البقاء داخل المنزل بدون دخل او وظيفة مناسبة، مطالبا الجهات الرسمية بالعمل على السماح لهم بالعمل على جوانب الطرق وعدم مخالفتهم واتلاف بضائعهم كما يحدث الآن من قبل مراقبي البلديات، تحت ضغط التجار لمنعهم من العمل.
الشاب ايمن وهو يعمل هو وشقيقه ببيع الخضار والفواكه على إحدى مركبات النقل الصغيرة ويقومان بتوقيفها اثناء تجوالهما باماكن البيع الجيدة، يؤكد انه يقطن بإحدى المحافظات المجاورة للكرك ويقوم باحضار الخضار من السوق المركزي والذي تنخفض فيه أسعار الخضار والفواكه كثيرا عن الأسعار التي تباع للمواطنين.
ولفت انه يعمل وشقيقه منذ فترة طويلة على التجارة المتنقلة بالمركبة والتمركز بمناطق محددة بالكرك وهي التي تشهد حركة مركبات كثيفة وحركة تنقل دائمة بحيث يتوقف المواطنون ويقومون بشراء احتياجاتهم من الخضار والفواكه بأسعار رخيصة مقارنة بأسعار المحال التجارية.
وشدد على ان هذا العمل هو فرصة العمل الوحيدة التي توفرت له ولشقيقه العاطلين عن العمل منذ فترة طويلة بسبب غياب الفرص للعمل بمختلف المواقع الرسمية والخاصة والتي تحتاج الى مؤهلات، مؤكدا ان الحاجة الى توفير مصدر دخل هو ما دفعهما الى العمل بهذا العمل الصعب والشاق والذي يؤدي غالبا الى ملاحقة مراقبي البلديات وحتى الشرطة لهما لازالة خضارهما عن جوانب الطرقات والشوارع الرئيسية.
ويطالب بان تقوم البلديات والجهات الرسمية الاخرى ذات العلاقة، بان تحدد مواقع لهما بعرض بضائعهما فيها وعدم الاعتداء عليهما واتلاف خضارهما التي يدفعان فيها مبالغ مالية يقومان بتجميعها بالدين ليتمكنا من التجارة فيها وتوفير احتياجاتهما.
وأكد رئيس قسم مراقبة الأسواق ببلدية الكرك احمد وليد الحباشنة، ان البلدية تقوم بحملات دائمة ومستمرة لمنع الباعة المتجولين والبسطات على الشوارع والطرق والارصفة حرصا على سلامة المواطنين، مشيرا الى ان البلدية لا تقوم باتلاف بضائعهم مباشرة انما تطلب منهم المغادرة، وعدم البيع بالبسطات لمخالفته القانون وتعريض المواطنين للخطر بسبب وضعهم البضائع على الشارع في احيان كثيرة، وفي حال رفضهم وتكرار الفعل تقوم البلدية بمخالفتهم ومصادرة البضائع مهما كان نوعها وليست الخضار والفواكه فقط.
الغد