ما بعد كورونا ... التعيينات "بالحلم" و صحة مسيسة واقتصاد لم يتعافى وهل ستصبح بريطانبا خليفة ووهان ؟

جفرا نيوز - فرح سمحان 

الصحة والتعليم والصناعة والإقتصاد وفقدان الوظائف والتشتت والخوف وفقدان الثقة واليأس والأمل الذي يشوبه الخوف والقلق أمور وموضوعات لازمت 2020 ، عام الحزن والفقدان وتدارك الأمور والتعايش معها ، فالعالم اعتاد على الفرح والحزن بمظاهر  جديدة لم تكن في  الحسبان ، الأعراس وبيوت العزاء لا تمنع أن الفرح والحزن مكانهما القلب وليس المظاهر 

كورونا لم تكن مجرد فيروس أو مرض عابر بين القارات وإنما ولد للعالم نهج حياة جديد ذو أبعاد سياسية واقتصادية واجتماعية ، لم يعد هناك غنى عنها لدرجة أن البعض وصل حد اللامبالاة والاستهتار ، ترى مقدرة العالم ومدى استعداده لمواجهة القادم المجهول هل ستسير بنحو مغاير أم أن خبرة كورونا ولدت مفهوما ً جديداً لإدارة الأزمات والتي اكتشفت بعض الدول هشاشتها و ضعفها في مواجهة زمان الأمور 

الصحة عصب كورونا وبنبتها التحتية ...

لم يعد قطاع الصحة جاثماً أمام الحائجة بحد ذاتها ، ولم تعد صورة الطبيب في المجتمع كما هي ، الصحة عانت ولا زالت بسبب جائحة فرضت عليها متغيرات مفاجأة ، الأطباء والكوادر كافة استطاعوا أن يرفعوا صوتهم عالياً بشأن ما يعانونه من صعوبات وضغوطات واستنزاف لطاقتهم ، ملفات عديدة تدرجت تحت هذا القطاع الحيوي الذي أفاق على جهاز انعاش وانطلق مرة أخرى لتهيئته بما يتلاءم مع الأزمات التي لا نعلم إذا ما كانت ستكرر مرة أخرى وسط توقعات بموجات وأنواع جديدة للفيروس 


الاقتصاد والتعينات والبطالة ... مرآة الواقع المر ووجع المواطن الحر ...

الحق في التعيين والعيش الكريم والعمل لتأمين لقمة العيش ، أصبحت مطالب حثيثة وتحتاج لمناشدات في الوقت التي تعتبر فيه حقوق يجب توفيرها لكل مواطن ، لا يمكن أن نضع كورونا العقدة في المنشار عندما كانت المطالبات بالتعيين قبل سنوات عديدة وسط مطالبات بإلغاء الواسطة والمحسوبية الثقافة المتجذرة حتى ماقبل كورونا ، تلك التراكمات التي جعلت نسب البطالة ترتفع في الأردن إلى 19.3% في الربع الأول من عام 2020 ، حتى أصبح التوظيف حلم طويل المنال 

تساؤلات مخفية خلف جدران الواقع ...

التساؤل الذي يفرض نفسه ، كيف سيتعامل العالم مع  تبعات كورونا بعد الشفاء منه ، سؤال برسم الإجابة من قبل الحكومات وأصحاب القرار وحتى المواطنين ، وهل الإستعداد المادي والمعنوي والنفسي والبنى التحتية ومقوماتها حاضراً في حال الدخول بموجة جديدة أو أمراض مختلفة أخرى ، هل الفيروسات ستكون سلسلة العصر ، أما أنها أزمة عابرة فقط ؟؟ 


السياسة والصحة ، وجهتان لا يمكن جمعهما ...

يبدو أن سياسات الدول واللعبة المسيسة لا تسير كما يشتهي أصحابها دائماً ، الصحة في بداية الجائحة اتخذت الدور المنوط بها بكل تجرد ، وعندما خرجت فكرة أن كورونا لعبة سياسية ، تمحورت وتباينت الآراء فوجهة نظر المواطن العادي الذي سرعان ما يتم تسيسس فكره وعقله لايمكن تماشيها مع فكر العالم والمسؤول فالأول ينظر بوجهة نظر تحتكم لبيانات وأسس علمية ، والثاني قد يتمحور فكره في كيفية الحفاظ على الكرسي أو إظهار الوضع بالصورة الوردية ، وشتان بين هذا وذاك 

من الواضع بمكان ما أن السياسة لم تعد قرارات وإجراءات فقط ، وإنما نهج حياة لتسير وتسيس الوضع الراهن في كل المجالات بطريقة أو بأخرى ، ولم تعد النظرة الاعتيادية لمفهوم السياسة متأطرة بسياق الدولة والحكومة فقط 

هل يكرر الزمان نفسه ؟ 

في مثل هذا الوقت من العام السنة الماضية ، كانت الحياة تسير على ما يرام وكما هو مخطط لها ، لم يكن العالم على موعد مع جائحة ستمد لقرابة العام ، ومع نهاية المطاف والقرب من نهايتها أصبحت المخاوف بخروج أنواع جديدة للفيروس سيدة الوقف ، وتساؤلات فيما إذا ستكون بريطانيا خليفة الصين في ظهور وباء جديد على خلفية تصريحات بوجود سلالة جديدة له ، الا أن الآمال والوعي الذي وصل حده تفرض على كل شخص التعامل بحذر والاستعداد الكامل لكل ما هو قادم