رسائل الملك للنواب والأعيان "إعادة ثقة المواطن وتطبيق القانون والبعد عن المصالح الضيقة".. فهل وصلت الرسالة وأتى الرد على قدرها؟

 

جفرا نيوز - شـادي الزيـناتي

بعد ان افتتح جلالة الملك عبدالله الثاني الدورة غير العادية الاولى لمجلس الامة التاسع عشر بخطاب العرش السامي والمتضمن رسائل هامة جدا على الصعيد المحلي والخارجي, رد اليوم الاحد مجلس الامة بشقيه النواب والاعيان على خطبة العرش وذلك بعد ان التقى اعضاء المجلسين جلالة الملك

اليوم وعلى وقع الانتخابات النيابية الاخيرة التي لم تضع اوزارها بعد وما زالت الطعون في صحة ونزاهة تلك الانتخابات وبعض نتائجها في يد السلطة القضائية لتنه الجدل في هذا الامر, مازالت الثقة الشعبية بأهم مؤسسة وركن في الدولة , مفقودة, على الرغم من ان تلك المؤسسة "في الوضع الطبيعي" هي من تمثلهم ونتاج اختيارهم

جلالة الملك تحدث في خطبة العرش عن الثقة الا انه لم يشر للحكومة ولا للنواب بل تحدث بكل ثقة واعتزاز بثقته والشعب بالاجهزة الامنية والقوات المسلحة, موجها الحكومة بذات الوقت للمزيد من العمل وتحسين الخدمات ضمن نهج المكاشفة والشفافية

كما طالب جلالته مجلس الأمة بالتركيز على الرقابة والتشريع بعيدا عن المصالح الضيقة والذاتية , ولهذا الامر دلالات كبيرة ومؤشرات هامة يجب ان يعيها اعضاء المجلس الذين تركوا انطباعات عامة من المجالس السابقة بأن المصلحة الذاتية هي العليا بالتعامل مع الحكومة , من خلال التزاوج غير الشرعي مع الحكومات وتمرير الخدمات والمطالب الخاصة مقابل منح الثقة واغفال الدور الرقابي

كما تحدث جلالة الملك عن ان الاولوية اليوم هي التعامل مع جائحة كورونا وصحة المواطن وسلامته وحماية الاقتصاد الوطني, وهنا لا بد من القول بأنه ومع انعقاد والتئام مجلس الامة وجب رفع العمل بقانون الدفاع , وضرورة الالتفات الى تعديل عدد من التشريعات لموائمة المرحلة المقبلة غير المسبوقة تاريخيا والتي تؤسس لعهد جديد " ما بعد الكورونا" اجتماعيا واقتصاديا

اليوم ومجلس الامة يسلم رده لجلالة الملك , عليه ان يعي ان هناك شباب ينتظر فرصة عمل , واخرون التفت على رقابهم طلبات التنفيذ بعد تعثرهم ماليا , وان هناك ملفات فساد وتجاوزات ومخلفات بالملايين كشفت عنها تقارير ديوان المحاسبة

كما يجب ان يعلموا ان البنوك لم تصغِ لتوجيهات البنك المركزي وان شركات الكهرباء والمياه والاتصالات باتت سيفا مسلطا على رقاب المواطنين في الجائحة

ولا نعلم هل ضمن النواب والاعيان في ردهم ضرورة تطبيق القانون وسيادته على انفسهم قبل غيرهم وان عليهم تحمل الحمل عن المواطن الذي بات جمل المحامل !!

اليوم ربما فئة قليلة جدا من المواطنين هم عائلات وأسر النواب وداعميهم متفائلون بالمجلس الجديد وادائه حيث مصلحتهم هي استمرار من يريدون في السلطة لكن من كل بد ان السواد الاغلب من الاردنيين ساخطون على المجلس حتى قبل ان ينعقد ومقاطعون للانتخابات وهمهم الاوحد لقمة العيش

قيادة جديدة للمجلس بشكل ولون جديد مع صعود المحامي عبدالمنعم العودات على سدة الرئاسة ندعو االله ان تكون بداية لنهج نيابي جديد يغير الصورة النمطية السلبية عن المجالس

نريد اليوم ردا عى خطاب الملك , ردا ممنهجا مرتبطا بخطة عمل وتوقيتات واضحة , نريد عملا رقابيا وتشريعيا بعيدا عن المصالح الضيقة والأنا والتنفيعات والمحسوبيات , فان وصلنا لتلك المرحلة فسنرفع القبعات احتراما وان لم نفعل ,, فلن يصلح العطار ما أفسده الدهر