وزراء مالية سابقين لـ"جفرا":العجز بموازنة (2021) سيصل لرقم غير مسبوق وزيادة الاعباء المالية على الحكومة سينعكس على الاقتصاد الكلي

 جفرا نيوز- أمل العمر 

في الوقت الذي يستعد فيه  العالم لاستقبال العام الجديد(2021)  بعد كل ما حملته سنة 2020 من تحوّلات ضخمة على صعيد القطاع الصحي العالمي والاقتصاد وتزعزع البورصات العالمية وغيرها ، محليا وفي ظل الظروف الراهنة  هل ستعاني موازنة (2021)  من عجز مضاعف وزيادة مؤكدة في المديونية جراء انتشار فيروس كورونا ، والذي يعني أرتفاع  الأعباء التي يعاني منها الإقتصاد في المملكة، وهل سينهض مشروع موازنة (2021)  بالإقتصاد في ظل الظروف الحالية من ارتفاع النفقات الجارية وانخفاض في نسبة النمو الإقتصادي؟ 

وزير المالية الاسبق عمر ملحس اكد بحديث "لجفرا نيوز " ان العجز المجمع في موازنة 2021 سيصل الى رقم غير مسبوق، وهو بحدود 2.7 مليار دينار بافتراض أن الإيرادات المتوقعة بالموازنة تتحقق , هذا يعني ان اجمالي الدين العام سيصل الى 35 مليار دينار أي ما يساوي 111 %من الناتج المحلي الإجمالي.

 وحول  الأعباء التي يعاني منها الإقتصاد في المملكة أضاف "ملحس":  اعتقد بأن ذلك سيزيد من الأعباء المالية على الحكومة وسينعكس على الاقتصاد الكلي، فخدمة الدين العام سيصل الى حدود 5.1 مليار دينار أي ما يعادل 15 %تقريبا من حجم الموازنة لسنة 2021 مضيفا أن نسبة الاعتماد على الذات (تغطية الإيرادات المحلية للنفقات الجارية) ستصل الى حدود 83 % مما يعني أن الخزينة ستستمر بالاقتراض لدفع النفقات الجارية والتي منها الرواتب.

وفيما يتعلق بنهوض مشروع موازنة 2021 بالإقتصاد في ظل الظروف الحالية   وارتفاع النفقات الجارية وانخفاض  نسبة النمو الإقتصادي قال ملحس:  ان موازنة دعم الاستثمار والنمو الاقتصادي لا تبدو انها موازنة تؤسس لتحقيق الاستقرار المالي طويل الاجل . 

 ومن جانبه أكد وزير المالية الأسبق دكتور  محمد ابو حمور  بحديث "لجفرا نيوز" أن أول خطوة مطلوبة من الحكومة الآن هي إعادة تقدير موازنة العام الحالي مضيفا أن موازنة العام المقبل يجب أن تكون مبنية على أرقام اعادة تقدير للعام الحالي ودون أي مبالغة أو تجميل للواقع . 

و أضاف أبو حمور أننا بحاجة لسياسة مالية تحفيزية تقترن بالمصارحة والمكاشفة والوضوح والشفافية مضيفا أنه وبالرغم من الاجراءات التي اتخذتها  الحكومة لتخفيض النفقات الا ان العجز المالي للعام الحالي 2020 تجاوز ملياري دينار  مضيفا ان هذا يعني حكماً زيادة الدين العام والفوائد التي تستنزف جزءا مهما من الإيرادات .

ولفت أن هناك تراجع واضح في أرباح الشركات الكبرى والتي تدفع حوالي 80% من حصيلة ضريبة الدخل، أضافة لذلك الانكماش الاقتصادي وتراجع القوة الشرائية للمواطنين وتوقف بعض الأنشطة والتي سينعكس جزء منها على إيرادات عام 2021 من ضريبة المبيعات مضيفا أننا بحاجة لضخ سيولة في السوق للتعامل مع اثار الجائحة التي اثرت على مختلف دول العالم .

وزير المالية، الدكتور محمد العسعس أكد  بتصريحات صحفية أن مشروع الموازنة العامة لعام 2021، أظهر أن العجز في موازنة العام المقبل ستصل إلى 2.05 مليار دينار.

و أضاف : أن حجم الإنفاق المقدر في مشروع قانون موازنة 2021 بلغ 9930 مليون دينار، وتمويل النفقات الصحية لمواجهة كورونا بسقف 165 مليون دينار. وتوقع الحكومة أن يصل النمو إلى 2.5% في عام 2021.

واشار إلى أن الايرادات العامة لعام 2021 قدرت بمبلغ (7875) مليون دينار منها (7298) مليون دينار الايرادات المحلية و(577) مليون دينار منح خارجية.