مؤشرات تدل على تدني تقدير الذات!

جفرا نيوز - تحتل حاجتنا إلى تقدير الذات واحترامها وفق هرم ماسلو للاحتياجات الخاصة، المركز الرابع الذي يعلوه رأس الهرم المتمثل في تحقيق الذات، والذي لا يأتي إلا بعد احترامها وتقديرها.
لابد أن نوضح في البداية أن تدني مفهوم الذات مشكلة لها أسباب وأعراض وطرق علاج، تتعلق بالنظرة الداخلية لدى الفرد عن نفسه، وهي نظرة سلبية تعطي انطباعا بعدم الجدارة أو الاستحقاق، ما ينعكس سلبا على السلوك الذي يتبعه الفرد في حياته.
لو تحدثنا عن المهارات، نجد أن الجميع يتمتع بمهارات معينة تختلف عن غيره، بالتالي فإن عدم إتقان مهارة معينة والاعتراف بذلك لا علاقة له بتدني مفهوم الذات، بل نعتبره إدراكا لحجم قدرات الفرد لنفسه وفهمه مواطن القوة والضعف لديه، واشتغاله على تحسين أدائه في أماكن الضعف، وربما كان عدم إتقان الشخص مهارة ما لا يعني بالضرورة ضعفه، فتلك المهارة قد لا تعنيه أو لا تؤثر في مجرى حياته المهنية.
ما الأسباب المؤثرة
في تدني مفهوم الذات؟

العوامل الجينية: ونقصد هنا تدني مستوى هرمون السعادة "السيروتونين”، ما يؤثر بشكل مباشر في مفهوم الذات.
التجارب الشخصية: كل ما يتعرض له الفرد من صدمات أو مآس، خصوصا في فترتي الطفولة والمراهقة، يؤثر في مفهوم الذات، إضافة الى الأخطاء الحاصلة في موضوع التربية والتعرض لأنواع مختلفة من الإساءة الجسدية أو العاطفية.
تحمل المسؤولية بغير وقتها: نرى ذلك جليا في بعض حالات الزواج المبكر أو حالات تحمّل من هم في عمر الطفولة مسؤوليات عائلية تكبرهم بسبب ظروف قاهرة.
السعي للكمال: وفي ذلك تشويه لمفهوم الذات؛ حيث إن الفرد يصبح دائم القلق بسبب نظرته لنفسه بأنه لا يستطيع الوصول الى الكمال.
وسائل التواصل الاجتماعي: يشعر المتلقي أحيانا بالنقص والدونية، ما يسهم في تعزيز فكرة تدني مفهوم الذات لدى المتلقي.
الإصابة بالاكتئاب أو القلق: ربما الإصابة بأحدهما تؤدي الى تدني مفهوم الذات، أو أن تدني مفهوم الذات قد يؤدي الى الإصابة بالاكتئاب أو القلق.
أما أبرز أعراض تدني مفهوم الذات، فهي كالآتي:
عدم القدرة على تحمل المسؤولية حتى وإن كان هذا الشخص ذا كفاءة عالية.
النظرة التشاؤمية للحياة بأكملها وتوقع حدوث السيئ دائما.
عدم تأكيد الأهداف أو السعي لتحقيقها والتخلي عنها بسهولة.
الخجل من الذات والشعور المستمر بالذنب.
لعب دور الضحية في غالب الأحيان ومحاولة استعطاف الآخرين.
الاعتذار المبالغ به وبصورة مهينة للذات واستجداء السماح من الآخرين.
المبالغة بتقديم الاحترام للآخرين ومدحهم والثناء عليهم.
الإحباط بطريقة مبالغ بها حال الفشل.
لوم الذات في كل ما يحدث وجلدها بطريقة مبالغ بها.
أما الأعراض الظاهرة
على الجسد ولغته، فهي كالآتي:
آلام في الرأس والجسم دون سبب حقيقي.
لا يبادر بالحديث وتظهر عليه عند المبادرة أعراض مثل التعرق والرجفة بالأطراف أو الصوت.
كتفاه ورأسه للأسفل ولا يستطيع النظر في عيون من يتحدث اليهم.
صوت منخفض النبرة وربما يتلعثم بالكلام.
العلاج
إذا كانت المشكلة في بدايتها، فمن الممكن أن يساعد الشخص نفسه، خصوصا اذا كانت لديه القدرة على تمييز المشكلات الحاصلة بسبب هذا الاضطراب، بالتالي مواجهة المشكلات والتغلب عليها والتدريب على الارتقاء بذاته وتحسينها بالتالي تحسنه وتحسن نظرته لذاته بشكل كبير.
أما لو وصل الأمر لمرحلة متقدمة، وهي المشار اليها بمجموعة الأعراض التي قمنا بذكرها، فهنا لابد من تدخل اختصاصي نفسي لأجل العلاج، وذلك عن طريق خطة علاجية محكمة تضمن التخلص من هذه المشكلة.
نصائح نوجهها بهدف الوقاية من حدوث تدني مفهوم الذات، وقد تسهم أيضا في العلاج، بما أن الأمر في بدايته:
لا تكن مجحفا في نقدك لنفسك ونعتها بأوصاف مسيئة، بل قدرها واحترمها كما تحترم الآخرين.
اشتغل على نفسك ونمّ قدراتك بطريقة منطقية تخلو من المثالية المفرطة.
التمس لنفسك الأعذار وتطلع الى عدم تكرار الخطأ واغفر لنفسك.
تخلص من أي علاقة سامة أو سلبية وأبقِ على الأصدقاء المحبين الناصحين لك بلطف.
ضع حدوداً واضحة ولا تسمح بتجاوزها من قبل الآخرين، خصوصا الذين يقصدون توجيه الإهانة لك دائما.
طور أهدافك التي تسعى لها واجعل ذلك التطور يتناسب مع تطور شخصيتك ونضوجها.
خطط جيدا لأهدافك واسع للنجاح بكل ما أوتيت من معرفة وحكمة وانظر لنفسك على أنك فعلا شخص ناجح مهما كانت النتائج.
كلما ارتفع تقديرك لذاتك كنت شخصا إيجابيا يسعى الى السعادة، ومحبوبا من قبل الآخرين، ويظهر ذلك جليا في سلوكياتك ومعاملاتك، وحتى لغة جسدك، وكلما قل تقديرك لذاتك زادت فرصك بالإصابة باضطرابات واعتلالات نفسية مثل الانسحاب الاجتماعي والاكتئاب الشديد واضطرابات الأكل والنوم، والانطوائية والاتكالية.

الغد