ورحل عادل القراقرة
جفرا نيوز - كتب - علاء الزيود
هي كذلك يا عادل، دنيا كما وصفتها، "تأخذ منك ولا تأخذ منها"، وهي الفانية، التي لا يبقى فيها إلا وجه من حملت باسمك أحق صفاته سبحانه "العادل".
يا عادل يا من كنت مَلم الطيبين وأطيبهم، في غربة لم تنسيك أنك "معزب" كل أردني ابتعد عن وطنه في قاهرة المعز، فكنت أنت شامخ الطود كجبال الطفيلة التي إليها تنتسب، وعَطر السيرة كما هو شيحُها، وضاحك المبسم كما هم أهلُها.
رحل عادل القراقرة ولم يخبرنا حتى أنه راحل، بل ترك الدنيا تخبرنا عن غيابه، فحتى في رحيلك كنت خجولاً كما عرفناك، بحجة "اتركم براحتكم" لكنك هذه المرة تركتنا ولم نرتاح، فبرحيلك أوجعتنا.
أوجعنا غيابك، وتركت فينا قلباً أحبك، ويناً ترقبك كلما دخلت "تنورين"، وبقيت لنا خطىً لم نكن نحسبها ونحن نقطع المسافات لنأكل من زادك وزوادتك.
ولم يكن "تنورين" مطعماً بل كان مَجْمَعاً للخيرين الطالبين لزادك الطيب كما طيبتك، والناشدين حديثاً بلهجة لم تختطفها لهجة مضيفوك في ارض الكنانة، بل بقيت تتحدث بلسان أهلك وقريتك.
يا عادل جف القلم، وعجز المداد، وخجلت الكلمات، وتوقفت حتى حروف كنت تنطقها بلهجتك الأردنية، التي لم تفارق لسانك رغم أن الزمن أبعدك عن وطنك.
إلى رحمات الله يا ابا ابراهيم، وستبقى فينا تلك الضحكة التي رسمتها على وجه كل من قصدك، وستبقى طيبتك عنواناً يُذكر وطبعة دامغة كلما ذكر اسمك، فإلى جنات الخلد.