بذريعة الحفاظ عليها ... أردنيون غاضبون من استمرار أعمال الحفر بوسط البلد ومطالبات بتحويل المكتشفات لمدينة سياحية
جفرا نيوز - فرح سمحان
ما أن تم العثور على مدينة أثرية وبعض المقتنيات التي تبين أنها عائدة للعصر الروماني أثناء عملية الحفر في وسط البلد لإستكمال مشروع العبارة الصندوقية ، حتى ضجت مواقع التواصل الأجتماعي بصور لذهب واحجار ثمينة وفخاريات أثرية وحلي ومجوهرات على أنه تم ايجادها أثناء الحفر واخذها من قبل بعض الأشخاص
هذا السيناريو الذي راج مؤخراً على مواقع التواصل وعنونت به المواقع الإخبارية رصدها لما يشاع حول ذلك ، حتى خرجت أمانة عمان الجهة المعنية بأعمال الحفريات و وزارة السياحة والأثار بتوضيح لما تم تداوله حيث تم نفي العثور على ذهب أو شيء من هذا القبيل ، وأن ما عثر عليه فقط فرن يعود لحمام بالعصر الروماني خاصة وأن منطقة وسط البلد وما حولها معروفة تاريخياً من حيث نشأتها وما كانت عليه وبالتالي هذا أمر غير مستبعد حتى أن أعمال التنقيب لا زالت مستمرة بتوجيه من دائرة الأثار عل وعسى أن يتم العثور على أثار مفقودة أو ما شابه
المفارقة هنا تكمن في ردة فعل الكثير من الأشخاص على فكرة الأستمرار بأعمال الحفريات في ظل العثور على معلم أثري هام يعتبر من المقتنيات التي تتميز بها الأردن التي اختصت بوجود الحضارة الرومانية على أرضها لسنوات طويلة ، ما اعتبرة البعض انتهاك للأثار وقيمتها المعنوية والتاريخية
مواطنون ومختصون في علم الأثار وحتى مؤثري مواقع التواصل اجمعوا على أن إيقاف أعمال الحفر هو الخيار الأمثل للحفاظ على ماتم العثور عليه ، حتى أن بعضهم بدأ بفرض اقتراحات يمكن تطبيقها على أرض الواقع من قبل الجهات المعنية كتحويل المدينة المكتشفة لـ معلم أثري مع اجراء بعض التعديلات والخطط الهندسية بما يفي بالغرض ، وآخرون اقترحوا فكرة توثيق المعلم واستمرار أعمال الحفر بطريقة من شأنها عدم التأثير عليه ، حتى أن البعض بدأ بعمل مقارنات مع الغرب وكيف يقومون برسم تراثهم أو ما شابه بالريشة بينما نحن نقوم بهدمه بالحفارات ، العبارة التي أثارت استياء وغضب البعض للمطالبة بوقف الحفر
الملفت أن أعمال الحفريات لا زالت مستمرة حسبما تم التنسيق بين الأمانة ودائرة الأثار ، بحيث يتم الاستمرار في اعمال التنقيب عن الأثار بما لا يعرقل سير عمل مشروع العبارة الصندوقية ، إلا أن كثرة التداول والمقترحات والحديث عن الموضوع دفعت دائرة الأثار لإصدار بيان توضح فيه أنها ستصدر عدة قرارات ستتمثل في مطالبة الأمانة بوقف المشروع وجعلها مدينة أثرية أو تصوير ماتم العثور عليه للتوثيق والاحتفاظ به ومن ثم اكمال المشروع وبكلتا الحالتين فأن الأمانة ودائرة الأثار يتوجب عليهما إيجاد حلول تخدم المصلحة العامة وبما لايتعارض مع الحفاظ على الأرث الروماني الثمين التي تمتاز به الأردن
وفيما لو تم العثور لاحقاً على مكتشفات كالذهب أو الحلي أو ما شابه فكيف ستكون المكاشفة من قبل الجهات المعنية عن ذلك ؟ ، وماهو الدور المنوط بالجهات الرقابية على الأثار وغيرها في دراسة جغرافية كل مكان على حذا وبشكل مسبق دون حدوث مشروع حفريات لنكتشف أن هناك أثار مدفونة ولا نعلم عنها شيء !!