الطيور ستوقف تغريدها وأزهار النهار تغلق أوراقها غداً الإثنين لأن الكرة الأرضية ستشهد كسوفاً كلياً
جفرا نيوز- يكون هواة الفلك والمهوسون بالظواهر الفلكية على موعد يوم الاثنين المقبل، مع آخر ظواهر الكسوفات والخسوفات بعام 2020 ، حيث يشهد العالم كسوف كلى للشمس.
ومن جانبه كشف الدكتور جاد القاضي رئيس المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية في مصر، بأن العالم سيشهد كسوفاً كلياً للشمس يوم الإثنين الموافق 14 ديسمبــر 2020م في نهاية شهر ربيع الآخر وعند اقتران شهر جمادى الأولى لعام 1442هـ ، وهي آخر ظاهرة من ظواهر الكسوف والخسوف خلال عام 2020م، علما بأنه لن يمكن رؤيته في مصر ولا في المنطقة العربية.
وأكد القاضى، بأن ما يتم ترويجة من شائعات على مواقع التواصل الاجتماعى بشأن اظلام الأرض لمدة ثلاثة أيام، هو كلام عار تماما من الصحة، وأن البعض استغل حدوث ظاهرة كسوف الشمس للترويج لمثل الخرافات.
وأضاف الدكتور أسامة رحومة، رئيس معمل أبحاث الشمس بالمعهد بأنه يمكن رؤية هذا الكسوف ككسوف جزئي في (أجزاء من جنوب غرب قارة أفريقيا –أمريكا الجنوبية ماعدا الجزء الشمالي منها – أجزاء من أستراليا– المحيط الأطلسي– المحيط الهندي– جنوب المحيط الباسفيكي– جزر جالابوجوس – أجزاء من القارة القطبية الجنوبية).
ويُرى هذا الكسوف ككسوف كلي في (تيموكو، وفيلاريكا بتشيلي) حيث يُغطي الكسوف الكلي مساحة عرضها 90 كم وسوف يستغرق مدة قدرها دقيقتين وعشر ثوان.
وأوضح رئيس معمل أبحاث الشمس بالمعهد، أنه عند ذروة الكسوف الكلي يغطي قرص القمر حوالى 103% من كامل قرص الشمس، مضيفا أن الكسوف سوف يستغرق منذ بدايته وحتى نهايته مدة قدرها خمس ساعات وعشرين دقيقة تقريباً، مشيرا إلى أن الكسوف الكلي التالي سيحدث في 4 ديسمبر 2021م.
ومن جانبه كشف الدكتور محمد غريب، أستاذ الفيزياء السمشية بالمعهد بأن الكسوف الكلي نوع من أنواع الكسوف الشمسي يحدث عادة حينما يكون القمر، أثناء دورته الشهرية حول الأرض، في طور المحاق في نهاية الشهر القمري، وقبل ولادة الهلال الجديد مباشرة، حيث يقع القمر بين الأرض والشمس، على خط الإقتران، وهو الخط الواصل بين مركزي الأرض والشمس أو قريبا منه، وفي تواجده على إحدى العقدتين الصاعدة أو الهابطة، أو قريبا منهما.
وتابع : وفي هذه الحالة تتغير المسافة بين القمر والأرض مابين 405 ألف كم و 363 ألف كم ونتيجة هذا التغير في البعد يتغير حجم القمر ظاهرياً بالنسبة لنا فحين يكون قريباً يكون حجمه كبيراً فيغطي كامل قرص الشمس فيحدث الكسوف الكلي.
وأشار غريب ، إلى أن ظاهرة الكسوف الشمسي تفيد في التأكد من بدايات الأشهر الهجرية (القمرية) ، حيث يحدث الكسوف الشمسي في وضع الاقتران أوالاجتماع أي أن حدوث الكسوف الشمسي يشير بقرب ولادة الهلال الجديد ويعتبر مركز الكسوف هو موعد ميلاد القمر الجديد.
وسيشهد القرن الواحد والعشرين (بين عامي 2001-2100) 224 كسوفًا شمسيًا منهم 77 كسوفًاً جزئيًا و72 كسوفاً حلقياً و68 كسوفًاً كاملًاً و7 كسوفات مختلطة.
وفى نفس السياق ، كشفت الجمعية الفلكية بجدة ، أن الكرة الأرضية ستشهد يوم الإثنين 29 ربيع الآخر 1442 الموافق 14 ديسمبر كسوف كلي للشمس هو الأخير هذه العام 2020 وسيكون مشاهداً في أجزاء من جنوب تشيلي وجنوب الأرجنتين في حين سيشاهد جزئياً في معظم جنوب أمريكا الجنوبية وجنوب شرق المحيط الهادئ وجنوب المحيط الأطلسي ولن يكون مشاهداً بسماء الوطن العربي.
وأوضحت الجمعية الفلكية بجدة فى تقرير لها ، أن كسوف الشمس في مجملة سيكون ما بين الساعة (01:33 مساءً و 06:53 مساءً جرينتش) ، خلال ذلك ستكون مدة الكسوف في شكلة الكلى 3 ساعات وثلث الساعة، من شروق الشمس فوق المحيط الهادي إلى غروبها فوق المحيط الاطلسي بالقرب من سواحل قارة افريقيا.
وأوضح التقرير أن كسوف الشمس الكلي يحدث عندما تصطف الشمس والقمر والأرض على خط واحد حيث يعبر القمر مباشرة بين الأرض والشمس وهذا الحدث نادر نسبياً لأن مدار القمر حول الأرض مائل بالنسبة لمدار الأرض حول الشمس، وعندما يحدث أن تصطف تلك الأجسام الثلاثة في خط واحد فإن القمر يغطي قرص الشمس وجميع المناطق التي ستقع ضمن ظل القمر ستشهد كسوفا كلياً.
وخلال هذا الكسوف سيكون حجم الشمس الظاهري اكبر بـ 1.6% عن المتوسط، في حين ان القمر مضى عليه يومان بعد وصوله نقطة الحضيض وهي اقرب نقطة في مدارة من الأرض، مما يجعل حجمة الظاهري كبيرا إلى حد ما.
وكشف التقرير ، أن كسوف الشمس سيبدأ من شرق جزر ماركيساس جنوب المحيط الهادي ، ويمر شمال جزيرة الفصح وجنوب ارخبيل جزر خوان فرنانديز قبالة سواحل تشيلي قبل أن يصل إلى أمريكا الجنوبية.
وأوضح التقرير : سيصل مسار الكسوف الكلي إلى اليابسة في تشيلي عند الساعة ( 04:01 مساءً جرينتش) ، جنوب بلدة بونتو سافيدرا وسيبلغ عرض المسار 90 كيلومترا، وسيستمر الكسوف لمدة دقيقتين و 8 ثوانٍ وستكون مدة الكسوف الكلي بطول هذه المدة الزمنية على اليابسة على الأقل.
سيتحرك مسار الكسوف الكلي جنوبًا إلى أن يصل حدود الأرجنتين عند الساعة 07:05 مساءً بتوقيت السعودية (04:05 مساءً غرينتش) ويصل ذروته العظمى عند الساعة 07:13 مساءً بتوقيت السعودية (04:13 مساءً غرينتش) في هذه المرحلة سيستمر الكسوف الكلي لمدة دقيقتين و 10 ثوانٍ.
يمر الكسوف الكلي بقرية بفالتشيتا في الأرجنتين عند الساعة ( 04:18 بتوقيت جرينتش) وبعد دقيقتان يصل إلى خليج سن متياس جنوب مدينة سان انطونيو اويستي، ويعود مسار الكسوف الكلي اليابسة مرة أخرى قرب مدينة مورون ، ويتجه أخيرًا إلى المحيط المفتوح عند الساعة (04:24 مساءً جرينتش) ثم ينطلق فوق المحيط الأطلسي باتجاه إفريقيا لكنه سينتهي عند الساعة (05:54 مساءً جرينتش) قبل أن يصل إلى اليابسة.
من ناحية أخرى سيشاهد الكسوف في شكلة الجزئي بنسب متفاوتة في المناطق التي ستقع ضمن شبة ظل القمر وتشمل جزر بيتكيرن في المحيط الهادي بنسبة (58%) ، وجزر بولينيزيا الفرنسية جنوب المحيط الهادي ( 63%) ، البرازيل (67%) ، الأورغواي (73%) ، جزر فوكلاند جنوب المحيط الاطلسي (66%) ، جزر جورجيا الجنوبية وجزر ساندويتش الجنوبية جنوب المحيط الاطلسي (54%) ، جزيرة سانت هلينا في المحيط الاطلسي (89%)، جنوب افريقيا ( 73%) ، ناميبيا (78%).
بشكل عام سوف ينتهي الكسوف الجزئي عند الساعة (06:53 مساءً بتوقيت جرينتش) وبه تنتهي كامل مراحل الكسوف.
وخلال الكسوف سيشاهد الراصدون ضمن مسار ظل القمر العديد من الظواهر الفريدة، مثل ظاهرة "خاتم الألماس" حيث يظهر ضوء الشمس ككتلة من طرف واحد للقمر متصل بحلقة من الضوء وهو عبارة عن الغلاف الجوي للشمس يسطع حول القمر.
يعتبر هذا توقيت مثالي لدراسة الهالة الشمسية كمصدر للتوهجات والجسيمات المشحونة التي تتدفق من الشمس، فالمعلومات قليلة عنها بسبب صعوبة رصدها في الأحوال العادية ولكن كسوف الشمس الكلي يمنح فرصة لمراقبتها.
سيلاحظ على الأرض أن الطيور سيتوقف تغريدها خلال الكسوف الكلي لاعتقادها بحلول الليل وايضا أزهار النهار تبدأ في إغلاق أوراقها والنحل يعود إلى مسكنه وقد يشعر الناس بانخفاض طفيف في درجة الحرارة عندما يتم تغطية مصدر الحرارة الرئيسي " الشمس".
لمراقبة كسوف الشمس يجب استخدام وسائل حماية العين مثل نظارات الخاصة بكسوف الشمس والتي تمنع اكثر من 99.99 % من ضوء الشمس و الأشعة فوق البنفسجية و الأشعة تحت الحمراء وهذا النظارات تجعل الشمس تظهر كقرص برتقالي أو أبيض في قبة السماء خاصة في مرحلة الكسوف الجزئي.
عند حدوث الكسوف الكلي وقرص الشمس مغطى تماما بالقمر يمكن النظر بالعين المجردة وحدها مباشرة ولكن يجب التذكير بأن مدة الكسوف الكلى لا تستمر طويلا.
علميا يستفاد من ظاهرة كسوف الشمس الكلي في عدة مجالات حيث أنها استخدمت في العام 1919 لإثبات صحة النظرية النسبية العامة لأينشتاين والتي تنبأت بحدوث حيود للضوء عندما يعبر بالقرب بالأجسام عالية الكتلة مثل الشمس وتم تأكيد صحة ذلك.
اما في السنوات الأخيرة أصبح كسوف الشمس الكلي يخضع لدراسة الهالة الشمسية التي تبلغ درجة حرارتها ملايين الدرجات المئوية على عكس سطح الشمس البالغ 5,500 درجة مئوية فقط ولا يوجد تفسير لذلك حتى الآن، لذلك تستغل هذه الظاهرة لمحاولة فهم هذه الظاهرة ، ومحاولة معرفة السبب في قذف كميات ضخمه من البلازما الى الفضاء عبر الانبعاث الكتلي الإكليلي ، والبحث في إمكانية التنبؤ بالتوهجات الشمسية والمسبب لها ، إضافة لإجراء عدة اختبارات متعلقة بطبقة الايونوسفير وبالاتصالات اللاسلكية وغيرها .
جدير بالذكر أن تشيلي والارجنتين تشهدان هذا الكسوف الكلي بعد 531 يوم فقط من كسوف كلي سابق ، ولكن هذه المرة ستؤدي جائحة مرض فيروس كورنا العالمية المستمرة الى تعقيد مشاهدة الحدث من قبل المهتمين حيث الغى الالاف خططهم للسفر جنوبا الى جانب قيود السفر