شكراً للكويت.. هل بدأ موسم المصالحات العربية؟
جفرا نيوز - كتب المهندس سمير الحباشنة
نكتب والأمل يحدونا إلى أن الجهود الخيرة الى دولة الكويت الشقيقة وأميرها الراحل الحكيم الشيخ صباح رحمة الله عليه، وسعيه الذي لم يتوقف لحل الخلافات بين الأشقاء في دول الخليج العربي، قد بدأت تعطي ثمارها. حيث اعلن أمس الأول عن اقتراب المصالحة بين الشقيقات العربيات في الخليج/ السعودية والبحرين والإمارات مع الشقيقة قطر، وهو الأمر الذي نأمل أن يشتمل على الشقيقة مصر أيضاً، والذي وإن تم، فإن العرب يكونون قد بدأوا الخطوة الأولى على طريق أنهاء الكوارث التي حلت بأمتنا، منذ أن بدأ «الربيع العربي»، الذي تحول إلى خريف، لم تهدأ أعاصيره المدمرة حتى اليوم، والتي لم تأت إلا بالويلات والقتل والدمار، وصراع الأخوة الذي لم يتوقف ولم ينته حتى اليوم ان كان في ليبيا أو في اليمن أو في سوريا وحتى العراق إلى حد بعيد.
وأعتقد جازماً بأن المصالحة بين دول الخليج العربي اضافة إلى مصر سوف تمثل الدور المركزي لفكفكة الصراعات القائمة في اليمن وفي سوريا وفي ليبيا، وسوف تعبد الطريق لتعامل عربي خلاق مع هذه الملفات واحدة تلو الأخرى. بحيث يتم جمع أطراف المعادلة اليمنية برعاية خليجية ومصرية، إضافة إلى الدور الحيوي الدائم الإيجابي، الذي اتخذته عُمان والكويت وتونس والجزائر والأردن والمغرب من هذا الصراع، والسعي الذي لم يتوقف لها لإنهاء الحرب اليمنية. والوصول إلى نظام توافقي يعيد لليمن العربي وحدته وسلامة ارضه وشعبه.
إن المصالحة العربية بين دول الخليج إضافة إلى مصر، لابد أن يكون أثرها كبيرا أيضاً في الموضوع الليبي ذلك أن الأطراف العربية المتنابذة، حتى اللحظة لها مواقف متباينة مما يجري في ليبيا، منهم من يدعم طرابلس ومنهم من يدعم بنغازي. وأن المصالحة العربية التي نأمل أن تتم قريبا، سوف تؤدي إلى تسريع الجهود الدولية المبذولة حاليا لانهاء الصراع في ليبيا وإعادة الوحدة للمؤسسات الليبية، إرضاءً للجميع وبمشاركتهم، وبناء نظام توافقي مؤسسي يضمن إعادة إعمار ليبيا وانهاء الانقسام السياسي والاجتماعي والاقتصادي، لما فيه مصلحة شعب ليبيا العربي الشقيق.
وإذا ما انتابتنا حالة من الطموح الزائد فإننا نستبشر خيراً أيضا، بأن الأمر سوف ينسحب على الموضوع السوري، خصوصا وأن الصراع في سوريا قد وصل ميدانياً الى نهاياته، واصبحت المعركة الرئيسية اليوم في سوريا هي مع قوى الإرهاب والتشدد، التي يتفق العرب جميعا على ضرورة اجتثاثها كظاهرة ليست في سوريا فقط بل أيضاً في مصر وفي العراق وفي أغلب دولنا.
وإن تلك المصالحة سوف تشرع الأبواب لاعادة ترتيب أوضاع لبنان الشقيق وتسهيل مهمة لقاء أطراف المعادلة اللبنانية على نهج يعيد للدولة ألقها وقوتها واستقرارها السياسي والاجتماعي.
وإن تلك المصالحة وان تمت على خير سوف تمهد لأن يصبح العرب صفا واحداً في مواجهة التهديدات الخارجية وتدخلات الآخر في شؤوننا العربية. بل وأن يقف العرب معاً لترتيب العلاقة مع الجارتين الكبيرتين إيران وتركيا، على قاعدة الاحترام المتبادل وحماية الحقوق العربية ووقف التمدد على حساب الأرض العربية ولا يغيب عن البال أن المصالحة العربية هي مقدمة لاعادة الحياة للتضامن العربي الذي سوف يقوي أطراف المعادلة الوطنية في العراق بحيث تكون الدولة قادرة على إعادة هيبتها وإعادة بنائها ودحر الإرهاب ووقف تدخل الاخر بالشؤون العراقية، مهما كان هذا الآخر.
وبعد.. نستبشر خيراً ونرى ضوءاً في هذا الظلام العربي الدامس عسى أن نحلم كجيل عربي في وئام وأمن وسلام، وأن نركز جهودنا على دعم الموقف الفلسطيني على قاعدة المبادرة العربية التي تبناها العرب في قمة بيروت بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، لأنها جوهر الصراع.. دائماً.