حزب الشراكة لدى مجتمع المستعمرة - الحلقة الثانية

جفرا نيوز - حمادة فراعنة

تعودت على متابعة ما يكتبه الصحفي الإسرائيلي جدعون ليفي، وما تكتبه الصحفية الإسرائيلية عميرة هيس، وأحرص عليه، وأتعلم منهما وأستزيد قراءة المجتمع الإسرائيلي وحقيقة المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي، وعن معاناة شقي وجزئي الشعب الفلسطيني: 

1- في مناطق 48 أبناء الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل المختلطة بسبب التمييز والعنصرية.
2- في مناطق 67 في الضفة والقدس والقطاع بسبب الاحتلال والحكم العسكري والفاشية الإدارية، والحصار والتجويع المتعمد لأبناء قطاع غزة. 

أتعلم منهما كإسرائيليين يمتلكون المصداقية في تعرية سياسة المستعمرة الإسرائيلية وكشفها في مناطق 48، والاحتلالية الفاشية في مناطق 67، مثلما أتابع ما يقوله النائب الشيوعي عوفر كسيف ومن قبله رفيقه النائب السابق دوف حنين، ومعاركهما وصلابة مواقفهما مع رفاقهم الفلسطينيين سواء لدى الحزب الشيوعي أو لدى الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة أو باقي أحزاب القائمة البرلمانية المشتركة العربية العبرية الإسرائيلية الفلسطينية: التجمع الديمقراطي، الحركة الإسلامية، والحركة العربية للتغيير، وغيرهم من قيادات الأحزاب الأخرى غير الممثلة في البرلمان، ومن رؤساء السلطات المحلية الذين يعملون لخدمة أهلهم ويتطلعون نحو بلداتهم. 

أقول ذلك لأصل إلى نتيجة أنني كتبت مقالتي عن «حزب الشراكة لدى المستعمرة» قبل أن أقرأ مقال جدعون ليفي عن نفس الموضوع، نشرته هآرتس يوم السبت 5/12/2020 تحت عنوان «دولة اليمين وخدعة اليسار: جميعنا يهود ورضعنا العنصرية والتطرف مع حليب أمهاتنا»، ويتحدث عن مشروع الحزب الجديد، مشروع «حزب عربي يهودي»، وينطلق بتعرية الفكرة ورفضها لأنها تقوم على فكرة أن اليهودية قومية، ويعتبر أن «إسرائيل» التي قامت على تلازم المفردتين الصهيونية واليهودية، لن يستقر لها الحال إلا إذا تخلصت من كليهما، فيقول: «العملية التي بدأتها الصهيونية تم استكمالها بنجاح أكبر مما توقع مؤسسوها، دولة يهودية، كنيست يهودي، الصهيونية حولت إسرائيل إلى دولة في الواقع ذات حزب واحد، أيديولوجيا وحيدة مسموح بها هي الصهيونية، ولذلك نحن جميعنا يهود حتى ولو لم نكن هكذا في الواقع، نحتاج سنين كي نحطم هذا النموذج القومي العنصري المتطرف الذي رضعناه مع حليب أمهاتنا». 

ولسبب تكتيكي مرحلي، باعتباره الحل الواقعي المتاح يقبل جدعون ليفي فكرة الحزب الواحد فيقول:
«يجب علينا البدء، ستكون بداية متواضعة: حزب يساري يهودي عربي، هذا سيكون الرد على التشويه القومي المتطرف في إسرائيل، هذا هو اليسار الوحيد الممكن الآن، وسيكون حزباً صغيراً لكنه سيكون، وسيعلن عن نفسه بفخر أنه حزب غير صهيوني، سيشكل البذرة لتجسيد حلم الدولة الواحدة الديمقراطية، التي هي في الوقت الحالي تظهر لمعظم اليهود كأنها كابوس قادم من جهنم». 

يقبل جدعون ليفي فكرة هذا الحزب «اليهودي العربي» مؤقتاً حتى:
«يحين الوقت في يوم ما، وعندها سنحتاج إلى حزب ديمقراطي وعلماني، يساري ومساواتي (يقبل بالمساواة ويعمل من أجلها)، لا يكون الانتماء القومي هو الذي يُعرفه... وسيعكس هذا الحزب (المستقبلي غير القومي) للمرة الأولى حقيقة واقعنا: ليس جميعنا يهود، بالكاد نصفنا كذلك». 

منطق عقلاني عميق، لديه بُعد أفق، يرى في الحزب الجديد خطوة إلى الأمام، ولكن ليس هو الحزب الذي سيحرر الإسرائيليين من صهيونيتهم وعنصريتهم وتطرفهم القومي والديني.