ولي العهد أمل مُبَشِر لجيل المستقبل.
جفرا نيوز- بقلم الإعلامي العميد المتقاعد هاشم المجالي
عندما اتطلع الى أطفالنا وشبابنا الصغار في هذا الزمن الصعب فإنني أحزن عليهم، وأحيانا اتحدث بيني وبين نفسي وأقول الله يكون في عون هذا الجيل ، ولنقول حقيقة أننا نحن الذين كنا قد انهينا عقد الاربعينات ودخلنا في عقد الخمسينات قد وجدنا من يدعمنا بالإستمرار في حياتنا سواء كانت وظائف وزواج او بناء منازل ومتاجر ، وكل ذلك كان من إرث والدينا او من الفرص المتاحة والتي تم استغلالها من قبلنا ، ولهذا كان يحبونا الأمل والتفاؤل بالمستقبل الواعد لأنفسنا ولأولادنا ، فالذين ورثوا من ذويهم أموال وعقارات ساعدتهم على الاستمرار بالحياة وتخطي مصاعبها ، والذين استغلو فرص العمل الخاص نجحوا بتكوين انفسهم والإستمرار بحياتهم .
أما الآن فنحن الجيل الذين قد ورثنا العز والكرامة والمال والجاه ولاكننا لا نستطيع ان نورثه لأجيالنا ، فلا ورثة ورثناها بقيت عندنا لنورثهم اليهم ، ولا فرص للعمل او الزواج او التعلم متاحة من قبل الدولة توفرها لهم ، فمستقبلهم البسيط صار حلما بعيد المنال لا بل مستحيلا ، ولم يبقى لدينا شيء نورثه لهم إلا الهمّ والغمً وخصوصا مع زيادة نوائب الدهر ومصائبة .
ومع كل ما ذكرت فإنني اتطلع بالعين الباردة والمحبة والداعية لله بأن يحفظ سمو ولي العهد الأمير حسين بن عبدالله الثاني حفظمها الله ورعاهما ، وإننا نتطلع الى هذا الشاب الذي يشارك والده في كل جولاته ومؤتمراته ويتعلم ويتفقد احوال الرعية ، هذا الشبل الذي عادة ما يكون جيله محبا لنفسه وللحياة ورفاهيتها ، أراه منهمكا في هموم الشعب ومشاكل الدولة وعينه تراقب وتتابع ميدانيا كل حدث يتعرض له الوطن وأبناءه ، فيتفاعل ويزور ويقدم المساعدات ويشحذ الهمم ويرفع هرمونات الأمل عند الشباب ، فهو مدرب عسكريا ومهنيا ومتعلم ثقافيا ، اضافة الى حسن الخُلق والتربية التي يتمتع بها ويحدثوننا عنها كل المقربين منه .
ومع كل هذا التشاؤم المستقبلي فلا بد ان يكون هناك دائما بصيص أمل قد يغير الواقع ، فكثيرون هم الأشخاص الذين استطاعوا ان يقلبون الحياة ويغيرونها من العسر الى اليسر ، ولا ننسى قدوتنا الأولى كانت في رسول الله سبدنا محمد الذي اخرج الناس من الظلمات الى النور ، وكذلك لا ننسى ان هناك عصور سوداء كانت قد مرًت على بعض من المجتمعات وانقلبت وتغيرت الى بيضاء مفعمة بالخير بفعل أشخاص فرادى ، فالعصور الأموية والعباسية والعثمانية كانت ليست كلها سمن وعسل بل كانت تتذبذب من حقبة الى أخرى، وكانت دائما من الهاوية والمنحدرات يتم صعود الجبال .
ولهذا فإنني اتفاؤل لأطفالنا وشبابنا الصغار بأن الأمل يحدوكم في مستقبل زاهر إن شاءالله بوجود سمو ولي العهد الأمير حسين بن عبدالله الثاني حفظهما ورعاهما .
اللهم أيدهم بنصرك وعزتك ويسًر لهم البطانة الصالحة التي تعينهم على الخير والفلاح وتدلهم عليه .
اللهم آمين يا رب العالمين .