ميركل: الدعم الحكومي الهائل المتعلق بالجائحة لن يستمر
جفرا نيوز - كشفت نتائج استطلاع للرأي في ألمانيا، نشرت أمس، أن الأمل في وجود لقاح مضاد لفيروس كورونا ترك أثرا إيجابيا في مناخ الاستهلاك في البلاد، وفقا لـ"الألمانية".
وأوضحت نتائج الاستطلاع الذي أجرته شركة (ماكنزي) للاستشارات، أن نسبة المستهلكين، الذين يتوقعون في الوقت الراهن استمرار القيود على الحياة العامة لمدة تزيد على ستة أشهر، بلغت 50 في المائة، مقارنة بـ 68 في المائة، في أيلول (سبتمبر) الماضي.
ووصلت نسبة المستهلكين الذين يتوقعون حدوث تعاف اقتصادي في غضون الشهرين إلى الأشهر الثلاثة المقبلة، إلى نحو 25 في المائة.
وقال يسكو بيري، الخبير في شركة "ماكنزي": "لم نشهد ارتفاعا على هذا النحو في التفاؤل بين المستهلكين منذ آذار (مارس) الماضي".
وأعرب بيري عن اعتقاده في أن تحسن المناخ العام على الرغم من تشديد قواعد الإغلاق الجزئي، يعكس مدى أهمية اللقاح المحتمل وقوة الإشارة، التي بعث بها بالنسبة لثقة المستهلكين. وأظهرت النتائج أن أكثر ما يشتاق إليه المستهلكون هو إمكانية الذهاب مرة أخرى إلى المطاعم والمقاهي دون قلق، كما أنهم أعربوا عن افتقادهم القاءات المنتظمة مع الأصدقاء وأفراد العائلة.
إلى ذلك أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قبل مشاورات الميزانية في البرلمان الألماني (بوندستاج)، أن المساعدات العامة الهائلة الخاصة بأزمة جائحة كورونا ستكون أقل في المستقبل.
وقالت ميركل في رسالتها الأسبوعية عبر الفيديو على الإنترنت أمس، إن مستوى الدعم الحالي لا يمكن أن يستمر إلى أجل غير مسمى، مضيفة أن كل فرد يحمل على عاتقه مسؤولية كبيرة، ويجب أن تعمل الحكومة الاتحادية والولايات والمحليات معا بشكل جيد وبناء من أجل السيطرة على الجائحة وعواقبها قدر الإمكان.
ووفقا لـ"الألمانية"، يعتزم الائتلاف الحاكم تحمل نحو 180 مليار يورو من الديون الجديدة في العام المقبل وتعليق مبدأ الحد من الديون المنصوص عليه في الدستور مجددا.
ودافعت عن الاستدانة الجديدة، موضحة أنه منذ بدء الجائحة والهدف تعبئة الموارد المالية لمواجهتها، إذ ستكون التكاليف أعلى- ماليا واجتماعيا- إذا انهار عديد من الشركات وفقدت ملايين الوظائف.
وذكرت أنه يمكن للحكومة الألمانية أيضا استخدام مبالغ كبيرة في 2021 لأن الميزانيات كانت جيدة في الأعوام الأخيرة. ويعتزم البرلمان الألماني مناقشة الميزانية الجديدة بدءا من الثلاثاء المقبل.
وسيجرى تمويل أكثر من ثلث ما يتوقع أن يكون آخر ميزانية للائتلاف الحاكم الحالي من الديون، ومن المقرر إنفاق نحو نصف تريليون يورو، ونحو ضعف القروض المقررة لها، ويمكن أن يتوقع عديد من المواطنين أيضا تخفيضات ضريبية.
ويتحدث حزب اليسار عن "ميزانية الحملة الانتخابية الأغلى في تاريخ جمهورية ألمانيا الاتحادية". وتجدر الإشارة إلى أنه من المقرر إجراء الانتخابات التشريعية في ألماني خريف 2021.
ومن جهة أخرى، انتهت نتائج الدراسة إلى أن عدد السيارات في شوارع ألمانيا سيرتفع في العام الحالي بمئات الآلاف، مقارنة بعددها في العام الماضي، وذلك على الرغم من تباطؤ بيع السيارات الجديدة بسبب أزمة كورونا.
وجاء ذلك، وفقا لما أعلنه معهد "كار" التابع لجامعة "دويسبورج" أمس، استنادا إلى الأعداد الصادرة عن المكتب الاتحادي للمركبات.
وعلى الرغم من أن فرديناند دودنهوفر الخبير في قطاع السيارات، معد الدراسة، توقع حدوث تراجع طفيف في وتيرة الزيادة في اقتناء السيارات كما هو معتاد قرب نهاية العام، إلا أنه قال إن مقدار الزيادة في عدد السيارات، التي تسير في الطرق الألمانية في العام الحالي، مقارنة بالعام الماضي سيبلغ أكثر من 400 ألف سيارة بحلول نهاية العام.
وتوافقت تقديرات اتحاد شركات صناعة السيارات الألمانية (في دي إيه) واتحاد شركات صناعة السيارات الدولية (في دي آي كيه) على أن شركات السيارات ستبيع نحو 2.9 مليون سيارة جديدة في السوق الألمانية في العام الحالي، وهو أقل مستوى لهذه المبيعات منذ 20 عاما، كما أنها تمثل انخفاضا نحو 20 في المائة، مقارنة بالعام الماضي.
ولفتت الدراسة إلى وجود أعباء إضافية على المناخ بسبب حقيقة أنه ليس كل السيارات الجديدة تحل محل القديمة منذ فترة طويلة، ونوه المكتب إلى أن هناك في الطرق الألمانية نحو عشرة ملايين سيارة 21 في المائة، يزيد عمرها على 15 عاما.
بدوره، أعلن معهد "روبرت كوخ" الألماني لمكافحة الأمراض المعدية وغير المعدية أمس، أن عدد الإصابات الجديدة بفيروس كورونا المستجد، التي تم تسجيلها خلال الساعات الـ24 الماضية بلغ 23 ألفا و318 إصابة، استنادا إلى بيانات الإدارات الصحية المحلية.
وكانت ألمانيا قد سجلت الأسبوع الماضي 21 ألفا و695 إصابة، وبحسب بيانات المعهد، يصل بذلك إجمالي عدد حالات الإصابة المؤكدة بالفيروس في البلاد إلى مليون و153 ألفا و556 حالة.
وبلغ إجمالي الوفيات الناجمة عن الإصابة بالفيروس 18 ألفا و517 حالة، بزيادة قدرها 487 حالة، مقارنة بالخميس، وهو ثاني أعلى مستوى في عدد الوفيات اليومية تسجله ألمانيا منذ بدء الجائحة.
وبحسب بيانات المعهد، بلغ معدل الاستنساخ حتى الجمعة الماضي 1.04، ما يعني أن كل عشرة مصابين قد ينقلون العدوى إلى أكثر من عشرة أفراد آخرين في المتوسط، ويعكس معدل الاستنساخ وضع انتشار المرض قبل أسبوع ونصف أسبوع تقريبا.
وفي سياق متصل، أظهرت بيانات مجمعة من جامعة جونز هوبكنز الأمريكية ووكالة "بلومبيرج" للأنباء أن عدد حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا المستجد في ألمانيا بحلول الساعة السابعة والنصف صباح أمس، بتوقيت مدينة فرانكفورت وصل إلى 1.16 مليون حالة، ووفقا لهذه البيانات، وصل عدد وفيات كورونا في ألمانيا إلى 18 ألفا و577 حالة، فيما وصل عدد المتعافين من مرض كوفيد-19 إلى 831 ألفا و935 شخصا.