باحثون يدعون عبر "جفرا" لابتكار وسائل وطرق لمواجهة الآثار النفسية والاجتماعية والاقتصادية لوباء الكورونا بعد تزايد محاولات الانتحار
جفرا نيوز – لانا العبادي
لازالت جائحة كورونا تلقي بظلالها على المجتمع الاردني، بعد إستمرار انتشار الفيروس وفترة الحظر الشامل والجزئي طيلة الأشهر الماضية العام الجاري، وهناك آثار نفسية واقتصادية واجتماعية على فئات كثيرة من المواطنين، خاصة مع تضرر الآلاف مالياً وتعرضهم لخسائر لاعمالهم للقطاعات المتضررة.
وشهد الأسبوع الماضي 5 حالات انتحار في 4 محافظات؛ ما أثار ردود فعل عند خبراء اجتماع وجريمة، بخاصة وان الانتحار ناجم عن تعقيدات نفسية، تفاقمها عدة عوامل وظروف، تهيئ لبعض الافراد الإقدام على قتل أنفسهم بذريعتها.
وتشكل حالة الحظر والظروف المعيشية التي يعيشها المواطنون في ظل جائحة كوفيد المستجد، واحدة من المؤديات التي يمكن التنبه إلى فاعليتها في تصعيد هذه المشكلة، التي لم تصل بعد الى حد الظاهرة كما يقول الخبراء.
وتوزعت حالات الأسبوع الماضي على النحو التالي: اثنتان في محافظة الزرقاء؛ الأولى في منطقة الهاشمية، حين أقدم شاب عشريني على الانتحار بشنق نفسه، والثانية في الرصيفة، حين شنق أربعيني نفسه، أما الثالثة فحدثت في العاصمة بمنطقة ماركا الشمالية، عند إقدام شاب ثلاثيني على اطلاق النار على نفسه، والرابعة في محافظة المفرق بمنطقة أم الجمال، إذ شنقت ثلاثينية نفسها في منزل ذويها، اما الخامسة فكانت في محافظة معان بمنطقة البساتين، اذ عثر على شاب شنق نفسه تحت شجرة.
والملاحظ أن 4 حالات انتحار استخدم مرتكبوها وسيلة الشنق، فيما حالة واحدة استخدم مرتكبها السلاح الناري، وهذا يؤشر الى ان المنتحرين الاربعة استخدموا وسائل متوافرة لهم، وسهلة لقتل انفسهم، بينما واحد فقط استخدم السلاح، والذي لا يتوافر غالبا في ايدي المواطنين لكلفته ولصعوبة الحصول عليه.
ورأى خبراء بأن الحظر، لم يمنع من وقوع هذه الحالات في غضون اسبوع، ليرفع عدد حالات الانتحار في المملكة، إذ تكشف إحصائيات مديرية الأمن العام، وآخرها العام 2018 عن وقوع 142 حالة.
أستاذ علم الاجتماع في جامعة البلقاء التطبيقية الدكتور حسين الخزاعي؛ قال إن الانتحار في الأردن مشكلة وليست ظاهرة، مشيرا إلى أن اسبابه متنوعة ومتفاوتة نسبتها، بخاصة في ظل الحظر، الذي يشكل في جانب منه ضغطا نفسيا على الافراد.
وبين الخزاعي أن أسباب الانتحار، مردها الأمراض النفسية، أو الخلافات العائلية، أو الإحباط والفشل، واحيانا تشكل الظروف المعيشية الاقتصادية غير المعلنة، سببا لانتحار الواقعين تحت قسوتها.
ودعا الباحث في علم الاجتماع الدكتور حسام الخزاعي، الأردنيين الى اتباع منهج واسلوب حياة جديدة لمواجهة وباء الكورونا الذي بدأت اعداد اصاباته تتزايد بشكل كبير.
ويؤكد مختصون في الصحة النفسية وجود آثار نفسية ومجتمعية تسببها فترات الحظر الطويلة، وأن الحظر المنزلي مرتبط بإضطرابات القلق والاكتئاب، وأن من الآثار المحتملة لفترات الحظر الطويلة زيادة معدلات المشكلات الاجتماعية والسلوكية والأسرية.
وحذروا من الآثار النفسية السلبية للحظر تقابله، إشارات البعض إلى آثار إيجابية على الصحة البدنية خاصة للأطفال، لا سيما من خلال تغذية أفضل لهم، بعيدا عن الوجبات السريعة وبحضور أسري أكبر.
وكانت دراسة لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، أظهرت ان معدل دخل بعض الأسر في الأردن انخفض، بحيث تضاعف عدد العائلات التي يقل دخلها الشهري عن 100 دينار أردني ، منذ انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد.
وأشارت إلى أن 28 %من الأطفال يذهبون إلى فراشهم جياعا أثناء حظر التجول، وانخفضت النسبة لتصل إلى 15 %بعد فك حظر التجول".