الحكومة كسبت الرهان ...انخفاض إعداد الإصابات دليل على نجاح العملية الانتخابية "بالالتزام" أم قلة الفحوصات أدت لانخفاض المنحنى الوبائي وما مدى الالتزام بالكمامة ؟
جفرا نيوز – فرح سمحان
الكثير من المخاوف كانت تشوب فكرة إجراء العملية الانتخابية وازدادت حينها المطالبات بتأجيلها أو حتى الغاؤها لحين استقرار الحالة الوبائية في الأردن ، في الوقت الذي كان فيه إصرار الحكومة على أن الالتزام بالإجراءات الوقائية سيسود المشهد وسيتم السيطرة على التجمعات وكل ما من شأنه زيادة عدد الإصابات ، حتى تحققت الرؤية والتوقعات وكسبت الحكومة والجهات المعنية الرهان في الأسبوع الوبائي الذي كانت جملة من الأحداث ستنطوي عليه أما في النجاح بالالتزام أو البعد عن الهدف المنشود وهو الخروج من هذا الاستحقاق الدستوري بأقل الخسائر الممكنة ، إلى أن ثبت المنحى الوبائي وفقاً لأرقام الوفيات والإصابات مما يدل على أن الهدف المرجو قد تحقق
الآمال والتوقعات التي تدور في أذهان المواطنين تحمل بشرى قد تكون قريبة في أن يختفي الوباء مطلع العام المقبل إما بالالتزام وارتداء الكمامة وهذا أضعف الإيمان أو الانتظار لحين تجهيز اللقاح وكلتا الحالتين تتطلبان وعي والتفات للتحذيرات العالمية من إمكانية الدخول بموجة ثالثة من فيروس كورونا ، لأننا لسنا بمعزل عن العالم الذي لا زال يعاني من تبعات وآثار الجائحة التي اجتاحت عام 2020 أو عام الكورونا
الأوبئة تدعو للتفاؤل بحذر والمواطن عليه التفاؤل لكن بالتزام !!
"الكمامة هي اللقاح المتوفر حالياً " هكذا كان رد لجنة الأوبئة على ما يمكن اتباعه في الوقت الحالي لتجاوز الحالة الوبائية والعمل على انخفاض أعداد الوفيات والإصابات وهذا ما تم تأكيده بالفعل نظراً لثبات المنحنى الوبائي ، فالانخفاض بات ملحوظاً بشكل كبير مما دفع بعض المواطنين الى التشديد والالتزام بالوعي وجعل الكمامة وسيلة للخروج من المرحلة الحالية بأقل الخسائر لأن ذلك هو الخيار المائل حالياً
بيد أن البعض أعتبر قلة أعداد الفحوصات سبباً في انخفاض عدد الحالات المسجلة حيث قال أمين عام وزارة الصحة لشؤون الأوبئة مسؤول ملف كورونا بالوزارة الدكتور وائل الهياجنة إن نسبة الفحوصات الايجابية بلغت حتى يوم أمس 19.6% ولم يتم الوصول لحاجز 20% من نسبة الفحوصات الايجابية
من جانبه قال وزير الصحة الدكتور نذير عبيدات إن الوضع الوبائي في الأردن دقيق ويستدعي الالتزام بكافة اجراءات الوقاية والسلامة من فيروس كورونا، خاصة ارتداء الكمامات بطريقة صحيحة والتباعد الجسدي والابتعاد عن التجمعات
وأضاف أن الزيادة التي حصلت بالأسبوع الأخير لا تمثل إلا زيادة قليلة جداً ما يعني وجود ثبات بالمنحنى الوبائي خلال الأسبوع المنصرم متمنين الاستمرار بالتحسن ومن المبكر الحديث عن ذلك.
ما سبق من تصريحات من قبل وزير الصحة ولجنة الأوبئة تعطي مؤشرات وحالة متواضعة من التفاؤل الذي يستدعي الحذر والتعامل بوعي وصرامة ، لأن انخفاض الاصابات لا يعني أننا تجاوزنا مرحلة الخطر والتفشي المجتمعي في الوقت الذي أصبحت قابلية السيطرة وضبط انتشار الحالات معتمدة بالدرجة الأولى على الوعي المجتمعي الذي لا زال الرهان عليه متأرجحاً بعض الشيء وسط العديد من المخالفات التي ترصد وبشكل يومي
لماذا لا تصبح الانتخابات أنموذجاً لعودة الحياة لسابق عهدها ؟
النجاح في أجراء استحقاق دستوري كالانتخابات يتطلب إعادة النظر في أن إمكانية التعامل مع الجائحة والتعايش معها والبعد عن فكرة الإغلاقات التي أصبحت لا تسمن ولا تغني في التخفيف ، وهذا ما أكده الأطباء بأنه لا فائدة علمية للحظر في الوقت الحالي ما يعني أن الحل الأمثل هو الحفاظ على التباعد الاجتماعي والذي من المفترض أنه أصبح نمط حياة جديدة وارتداء الكمامة التي تغني قد تغني عن اللقاح في تأثيرها
الوضع الاقتصادي والحالة المجتمعية السائدة مقلقة نوعاً ما وتتطلب الحذر والوعي دون الاتكال على فكرة أن الوضع بات مطمئناً لأن تبعات ذلك لن تكون مرضية ولن تؤتي أوكلها على المدى البعيد ، فمرحلة التعافي الاقتصادي والوبائي لم نصل لها بعد وحتى يتحقق ذلك يجب التشديد والتعاون والتشاركية بين كل المعنيين من مواطنين وأطباء وأجهزة أمنية